رام الله الإخباري
تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية، عن الأسباب التي قد تؤدي لاندلاع مواجهة عسكرية مع حركة حماس في غزة، على حساب تسوية إنسانية أو سياسية.
وقال المحلل العسكري في صحيفة إسرائيل اليوم يوآف ليمور أنه "في الوقت الذي تجري فيه محاولات حثيثة للتوصل إلى تهدئة بين حماس وإسرائيل خلف الكواليس، إلا أن الخشية أن تكون المواجهة متقدمة عليها، وسابقة لها، لأن استمرار الفعل ورد الفعل، القصف والقصف المضاد في غزة، وضع ليس صحيا، وقد لا يستمر طويلا".
وأضاف ليمور أن ما وصفها بـ"حرب الطائرات الورقية تقترب من وقوعها، فقد باتت في الزاوية، وكلا طرفيها يريانها، ورغم وجود جهود محلية وإقليمية ودولية للانشغال بغزة أكثر من السلطة الفلسطينية، وتراجع كمية الحرائق، لكن الجيش الإسرائيلي لم يجد حلا جذريا بعد لهذه الطائرات".
وذكر:" لنفترض مثلا أن تسقط طائرة ورقية مشتعلة على بيت إسرائيلي، أو يسفر قصف إسرائيلي في غزة عن مقتل أحد الفلسطينيين، هذا يعني استدراج الجانبين إلى تصعيد عسكري حامي الوطيس".
وتابع"صحيح أن إسرائيل تحاول الابتعاد عن سيناريو المواجهة الشاملة مع حماس، لكنها تجد نفسها تقترب من النقطة التي تفقد فيها السيطرة على الأمور، لأنه رغم سعي الجيش لتوفير حلول تكنولوجية لمشكلة الطائرات الورقية، فإن حماس لن تتوقف عندها، وستبحث عن سلاح جديد يستنزف إسرائيل".
وأوضح أن "الخطورة من وجهة النظر الإسرائيلية أن تصل حماس إلى استنتاج خاطئ مفاده أنه كلما مارست ضغوطا أكثر على إسرائيل فإن ذلك سيحقق لها إنجازات، كما حصل في فتح معبر رفح بصورة دائمة، وتوالي الزيارات المكوكية إلى غزة، ومن أجلها، ما يعني أن ذلك سيؤدي بالأمور لمواجهة غير قابلة للمنع، ويتطلب الإسراع في الجهود الجارية لتطبيق المبادرات الإنسانية واقعا على الأرض، حيث يشارك في هذه الجهود أطراف عربية وغربية ومن القطاع الخاص، لكن الخشية أن يحصل خلط بين مساري الكلمات والصواريخ".
مراسل القناة العاشرة على حدود غزة ألموغ بوكر قال لصحيفة معاريف إن "كلا الطرفين، حماس وإسرائيل، لا تريدان المواجهة، لكن مع مرور الوقت لن يكون أمامهما كثير من الخيارات التي تضيق يوما بعد يوم، وصحيح أنهما لا يريدان حربا شاملة، لكنهما معنيان بأن يؤلم كل طرف الآخر، وفي هذه اللعبة الخطرة قد نفقد السيطرة على حجم التوتر المتصاعد، ونجد أنفسنا في وسط مستنقع صيفي حار".
وأضاف: "إننا نأمل ألا نصل للمواجهة الشاملة، لأن قناعتنا أنه بعد أي حرب قادمة سنعود لذات النقطة التي نوجد فها اليوم بعد أن ندفع أثمانا دامية ثقيلة من جنودنا، قناعتي أننا نوجد في نقطة اللاعودة، لست بحاجة لأن تكون خبيرا عسكريا مخضرما لمعرفة أننا من خلال نظرة تقييمية للسنوات الأخيرة نبدو أقرب من أي وقت مضى للعملية العسكرية القادمة في غزة".
المحلل العسكري في القناة 13 روني دانيئيل، والقريب من كبار جنرالات الجيش، زعم أن "حماس تدفع إسرائيل لتنفيذ عملية عسكرية كبيرة ضدها رغم محاولات الأخيرة الحفاظ على ضبط النفس للحيلولة دون وقوع تصعيد على حدود غزة، منعا لوقوع معركة شاملة".
وأضاف في تقرير تلفزيوني أن "سلوك حماس الميداني يزيد من حدة التوتر، ويقرب المواجهة، صحيح أنه لا أحد يعرف النوايا الحقيقية للحركة، لكن الأداء على الأرض يقول ذلك، رغم أن الجيش مستعد لكل السيناريوهات العسكرية التي قد تقع بين حين وآخر، والوحدات القتالية تعرف المهام التي تنتظرها في القطاع، لكن ذلك لا يعني أن تكون المواجهة حتمية ولا يمكن تجاوزها".
وختم بالقول إنه "يبدو من الصعب الاستمرار بالوضع القائم في غزة وعلى حدودها منذ أسابيع: حرائق يومية، محاولات تسلل نحو الجدار، وضع عبوات ناسفة، ما يجعلنا في قادم الأيام القليلة أقرب لمواجهة أوسع".
وكالة سوا