مقتل 52 من الحشد الشعبي بقصف اسرائيلي على سوريا

قصف اسرائيلي على البوكمال

رام الله الإخباري

قال مصدر أميركي لشبكة "سي إن إن" الأميركية، إن إسرائيل هي التي قصفت في منطقة البوكمال على الحدود السورية العراقية، الليلة الماضية، في الوقت الذي اتهم به النظام السوري التحالف الدولي بقيادة واشنطن بالقصف الذي أسفر عن مقتل 52 شخصًا في بلدة الهري جنوب شرق البوكمال بريف دير الزور الشرقي.

ونفى الجيش الأميركي مسؤوليته عن القصف الذي استهدف قوات موالية لجيش النظام السوري قرب الحدود العراقية وأدى إلى مقتل 52 من قوات النظام السوري، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الإثنين، وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، قد نسبت القصف للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.

ونقلت "سانا" عن مصدر عسكري قوله إن الهجوم وقع في بلدة الهرى جنوب شرقي البوكمال. وأضافت الوكالة أن الهجوم أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى لم تحدده، فيما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض أن الغارات تسببت بمقتل 38 من المقاتلين الموالين لجيش النظام في الضربة، لترتفع الحصيلة لاحقًا إلى 52 شخصًا.

ونقلت "رويترز" عن قيادي في "التحالف العسكري الذي يدعم نظام الأسد" قوله، إن "طائرات مسيرة مجهولة يرجح أنها أميركية قصفت نقاط للفصائل العراقية" بين البوكمال والتنف بالإضافة لمواقع عسكرية سورية.وأضاف القيادي، وهو غير سوري واشترط عدم الكشف عن هويته، أن الضربة أدت لسقوط قتلى وجرحى من المقاتلين العراقيين، لكنه لم يحدد عددهم.

وأعلنت هيئة "الحشد الشعبي" العراقية، اليوم، إن قصفا أميركا على الحدود العراقية مع سورية أدى إلى قتل 22 من أفرادها وإصابة 12 آخرين.وأضافت في بيان "في الساعة 22 من مساء أمس الأحد (...) قامت طائرة أميركية بضرب مقر ثابت لقطعات الحشد الشعبي من لوائي 45 و46 المدافعة عن الشريط الحدودي مع سورية بصاروخين مسيرين مما أدى إلى مقتل 22 مقاتلا وإصابة 12 بجروح"، وتابعت "نطالب الجانب الأميركي بإصدار توضيح بشأن ذلك خصوصا أن مثل تلك الضربات تكررت طيلة سنوات المواجهة مع الإرهاب".

بالمقابل، قال المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية، الميجر جوش جاك، في حديث لـ"رويترز"، إنه "لم يشن أي عضو في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة هجمات قرب البوكمال".

ويدعم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة قوات سورية الديمقراطية (قسد) المؤلفة من مقاتلين عرب وأكراد يحاربون تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) شمال شرقي البوكمال بقوات جوية وقوات خاصة.

وتتمركز القوات الأميركية أيضا حول معبر التنف جنوب غربي البوكمال في الصحراء السورية قرب الحدود مع العراق والأردن.وجرى ضم قوات هيئة الحشد الشعبي رسميا إلى الجيش العراقي، لكن كثيرين من أفرادها ما زالوا يدينون بالولاء لقادتهم السابقين وجماعات سياسية كانوا ينتمون إليها. وقالت الهيئة إن القاعدة التي تعرضت للقصف تقع على بعد 700 متر داخل الأراضي السورية وإن حكومة النظام السوري على علم بوجود قواتها في هذا المكان.

وقال مسؤول أميركي، طلب عدم الكشف عن هويته، إن الجيش الأميركي يشعر بقلق من احتمال قيام قوات هيئة الحشد الشعبي بعمل انتقامي ضد القوات الأميركية في العراق. وأضاف أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تخرج عن مسارها المعتاد لتوضح علنا أن لا علاقة لها بالضربة من أجل تقليل مخاطر الرد الانتقامي.وتقر الولايات المتحدة بأن لديها نحو 5200 جندي في العراق في إطار التحالف الذي يقول إنه "يقاتل تنظيم ‘الدولة الإسلامية‘ (داعش)".

"القوى المحتلة"

بدره، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن طائرات مجهولة استهدفت حزب الله ومسلحين أجانب آخرين موالين للدولة السورية حول البوكمال. وأشارت آخر حصيلة نشرها المرصد إلى أن الضربات تسببت في مقتل 52 شخصا.

وقالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي لدى سؤالها عن تقارير الضربات الجوية "لا نعلق على تقارير أجنبية"ونفذت إسرائيل عشرات الضربات في سورية، مؤخرًا، بزعم استهداف ما وصفته بأهداف تابعة لحزب الله اللبناني أو إيران وما تصفها بـ"المليشيات الشيعية الموالية لها".

وتضغط إسرائيل على روسيا حليفة الأسد الأخرى الأساسية لضمان عدم ترسيخ طهران لوجودها العسكري في سورية، وعلى وجه الخصوص في المناطق غير المحتلة من الجولان السوري، والجنوب الغربي السوري.

وفي هذا السياق، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، للمجلس الوزراي الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت) إنه "كرر وأوضح" سياسته حيال سورية في مكالمتين هاتفيتين أجراهما مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ووزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو.

ونقل بيان لمكتب نتنياهو عنه قوله، أمس الأحد "أولا يجب أن تخرج إيران من سورية بالكامل (...) ثانيا سنتخذ إجراءات، ونحن بالفعل نتخذ إجراءات ضد محاولات ترسيخ الوجود العسكري لإيران ووكلائها قرب الحدود وفي داخل العمق السوري".وفي مقابلة الأسبوع الماضي، وصف الأسد حزب الله بأنه "عنصر أساسي" في الحرب، وإن "الحاجة لهذه القوى العسكرية ستستمر لفترة طويلة".

وأضاف أنه يعتبر الولايات المتحدة قوة محتلة في سورية وأن موقف نظامه "يتمثل بدعم أي عمل مقاوم سواء ضد الإرهابيين أو ضد القوى المحتلة بغض النظر عن جنسيتها".

 

عرب 48