رام الله الإخباري
نشرت صحيفة "الموندو" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن التواريخ الحاسمة في علاقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، التي تطورت من الكراهية العميقة والتهديدات بالحرب النووية، إلى صداقة مبنية على الإعجاب المتبادل والانسجام والتفاهم.
وقالت الصحيفة، إن تفسير التحول السريع الذي طرأ على علاقة دونالد ترامب بكيم جونغ أون مهمة شبه مستحيلة. ولكن، يمكن مواكبة هذه التغييرات من خلال متابعة تغريدات وتصريحات كليهما منذ توليهما السلطة لأول مرة.
وذكرت الصحيفة أنه في تشرين الثاني/ نوفمبر سنة 2016، وبعد سنوات من انتقاد مدى سلبية إدارة أوباما، ونعت الحاكم الكوري الشمالي بالمجنون المهووس بالأسلحة النووية، انتخب ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية.
وفي كانون الثاني/ يناير سنة 2017، نبّه زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، ترامب من أن بلاده باتت قريبة من اختبار صاروخ عابر للقارات.
على خلفية هذا التهديد، رد ترامب عبر تويتر أن ذلك أمر مستحيل. وفي شهر شباط/ فبراير سنة 2017، قامت كوريا الشمالية باختبار صاروخ باليستي فوق اليابان، الحليف الرئيسي للولايات المتحدة، ما دفع ترامب إلى التعامل مع كوريا الشمالية بحزم وأخذ تهديداتها على محمل الجد.
وبينت الصحيفة أنه في شهر آذار/ مارس سنة 2017، وبعد توليه الرئاسة، حذر ترامب من أن التهديد النووي لكوريا الشمالية سيدخل مرحلة جديدة، واعدا بوضع حد لما يسمى بسياسة "الصبر الاستراتيجي"، التي كان ينتهجها الرئيس السابق باراك أوباما. وقبل ذلك بيوم، قامت بيونغ يانغ باختبار أربعة صواريخ باليستية، حلقت ثلاثة منها فوق اليابان.
وأبرزت الصحيفة أنه في شهر نيسان/ أبريل سنة 2017، حذر ترامب من احتمال نشوب صراع مع كوريا الشمالية، مؤكدا أنه يأمل في إيجاد حل دبلوماسي.
كما أشاد ترامب في الوقت نفسه بالجهود التي يبذلها الرئيس الصيني شي جين بينغ لتفادي هذا الصراع. وفي أيار/ مايو سنة 2017، وصف الرئيس الأمريكي كيم جونغ أون بأنه "مجنون بالأسلحة النووية".
وأوردت الصحيفة أنه في تموز/ يوليو سنة 2017، قامت كوريا الشمالية باختبار آخر الصواريخ الباليستية، الذي تزامن آنذاك مع عيد الاستقلال الأمريكي، مما أدى إلى تأجيج الصراع بين البلدين من جديد.
في المقابل، كان رد ترامب على ذلك أكثر حدة، حيث أكد أن هذه الأسلحة والاختبارات لن تعمل سوى على مزيد عزل كوريا الشمالية وإضعاف اقتصادها والتأثير على شعبها.
لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، ففي نهاية تموز/ يوليو سنة 2017، تم اختبار صاروخ آخر عابر للقارات بنجاح. وفي هذا الصدد، هدد المتحدث باسم كيم جونغ أون بضرب قلب الولايات المتحدة "بمطرقتهم" النووية القوية بلا رحمة، في حال شنت واشنطن هجوما معاديا.
وأوضحت الصحيفة أن شهر آب/ أغسطس من سنة 2017 كان حاسما في تاريخ العلاقات بين الزعيمين. فبعد فرض جملة من العقوبات من قبل منظمة الأمم المتحدة، حذرت بيونغ يانغ من أنها ستجعل واشنطن تدفع أضعاف ثمن الجرائم البشعة التي ارتكبتها ضد الشعب الكوري.
وبعد أيام، أعلنت كوريا أنها أنتجت رأسا حربيا نوويا يمكن نقله في صاروخ باليستي عابر للقارات، الذي من شأنه أن يعرض أراضي الولايات المتحدة لهجوم نووي. ومن جهته، رد ترامب بأن الزعيم الكوري الشمالي "رجل مهووس بالصواريخ" وأكد أنه سيواجه في نهاية المطاف غضبا لم يشهده العالم من قبل.
وأضافت الصحيفة أنه، في أيلول/ سبتمبر سنة 2017، تعمد كيم جونغ أون نعت ترامب بأنه "رجل عجوز مختل عقليا"، وهدد بنشوب صراع مفتوح مع الولايات المتحدة.
في المقابل، رد ترامب عبر تويتر أنه "من الواضح أن كيم جونغ أون رجل مجنون ولا يكترث لتجويع أو قتل شعبه"، مهددا بتدمير كوريا الشمالية.
وفي خضم هذه الحرب الكلامية، وصف ترامب الزعيم الكوري بأنه "الرجل الصاروخي الذي له مهمة انتحارية" في الخطاب الذي ألقاه أمام منظمة الأمم المتحدة. ومن جهته، وصف السفير الكوري الشمالي لدى الأمم المتحدة خطاب ترامب بـ "نباح كلب".
وأفادت الصحيفة بأنه في تشرين الأول/ أكتوبر سنة 2017، أعلن ترامب أنه بدأ يفقد ثقته في الدبلوماسية الكورية، مشيرا إلى أن مفاوضات جميع الرؤساء مع كوريا الشمالية منذ 25 سنة قد باءت بالفشل.
وقد أكد وزير الخارجية الكوري الشمالي، ري يونغ هو، أن ترامب "قد أشعل فتيل الحرب بمثل هذه العبارات". وفي تشرين الثاني/ نوفمبر، قال ترامب إن "كوريا جحيم لا يستحقه أحد"، مما دفع النظام الكوري الشمالي إلى وصفه بالمختل عقليا.
وخلافا للمتوقع، وعد كيم جونغ أون، في كانون الثاني/ يناير من سنة 2018، بالمشاركة في الحوار الدولي وإعطاء الأولوية لتطبيع العلاقات مع الخارج، وحذر في الآن نفسه من أن لديه الزر النووي على مكتبه.
وذكرت الصحيفة أنه في شباط/ فبراير سنة 2018، أبدى الزعيمان استعدادهما لإجراء المحادثات، حيث أكد الرئيس الكوري الجنوبي، مون جاي إن، أن الحوار بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة يجب أن يتم قريبا من أجل تحسين العلاقات بين الكوريتين.
وفي آذار/ مارس من سنة 2018، عبر دونالد ترامب عن رغبته في إجراء محادثات مع كوريا الشمالية دون تردد، نظرا لوجود بوادر للتفاهم بين كليهما وأنهما بصدد التخطيط للقاء يجمع بينهما.
وأبرزت الصحيفة أنه في أبريل/ نيسان 2018، علقت بيونغ يانغ تجاربها الباليستية والنووية. كما أشار ترامب إلى أن "كيم رجل منفتح ومشرّف للغاية".
كما سافر وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، سرا إلى بيونغ يانغ وأكد على إحراز تقدم في العلاقات بين الطرفين.
وفي السابع والعشرين من نفس الشهر، التقى مون وكيم في المنطقة منزوعة السلاح في لقاء تاريخي، حيث تعهدا بتوقيع اتفاق سلام قبل سنة 2019 وتحدثا عن الاجتماع مع ترامب.
وقالت الصحيفة إنه بعد الإعلان عن اجتماعه مع كيم جونغ أون في سنغافورة، أكد ترامب أنه سيحاول جعل هذه اللحظة "لحظة خاصة جدا للسلام في العالم".
وبعد إلغاء ترامب لهذه القمة ردا على تصريحات بيونغ يانغ المعادية، أعاد ترامب من جديد، في الأول من حزيران/ يونيو، موعد القمة إلى جدول أعماله، قائلا: "أعتقد أنه من المحتمل أن تكون عملية ناجحة للغاية". وفي الثاني عشر من الشهر الحالي، تبادل الزعيمان ساعات من المفاوضات بعد سبعة عقود من الأعمال العدائية.
عربي 21