نتنياهو: إيران تحاول احتلال الشرق الأوسط

نتنياهو: إيران تحاول احتلال الشرق الأوسط

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، أن "ايران تحاول احتلال الشرق الأوسط" في مؤتمر صحافي مشترك مع ميركل.

وأضاف نتنياهو أن "الوجود الايراني في سوريا قد يؤدي الى حرب دينية ويشعل أزمة لاجئين الى أوروبا"!

وأكد نتنياهو أنه "يتوجب علينا العمل سويّة ضد العدوانية الإيرانية، لا يوجد أي مشكلة تواصل بيننا"، فيما أكدت الزعيمة الألمانية أنغيلا ميركل أنه يوجد "اختلاف في وجهات النظر، ولا اتفاق على كل شيء".

وقد تطرق المؤتمر الصحافي لمسائل أخرى كعملية السلام المتعثرة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، وعندما سأله صحافي ألماني "اذا ما كان الاحتلال سينتهي في يوم من الأيام" ردّ نتنياهو بالقول "اعتقد انه للدولة اليهودية، يوجد علاقة ما بالشعب اليهودي. نحن لا نحاول أن نطرد من هنا أحد ونريد العيش بسلام مع الفلسطينيين. الفلسطينيين يرفضون باستمرار فكرة الدولتين والتعايش. حركة حماس تريد تدمير الدولة اليهودية. تركنا غزة وحصلنا على 5000 قذيفة بالمقابل. ها هم يحاولون إحراق القرى التعاونية المحيطة بقطاع غزة".

وتابع نتنياهو "تهرب الفلسطينيون من مقترحات للسلام مرة تلو الاخرى. حتى الاقتراح الذي قدمه أوباما وكيري حول كيفية المفاوضات - بكل بساطة أبو مازن هرب. واليوم يقول إنهم لن يستجيبوا للمقترحات الأمريكية لأن إدارة ترامب تدعم اسرائيل". واتهمه في المقارنة "أنا لم أقل الشيء ذاته بالنسبة لإدارة أوباما"!

وبحسب أقوال نتنياهو سبب عدم انتهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني منذ عقود طوال هو "الرفض الفلسطيني من عقود قبيل قيام الدولة وطوال سبعين سنة قيامها الاعتراف بدولة اسرائيل والتوصل الى اتفاق سلام معين في حدود أيًا تكن - سبب عدم وجود سلام هو أن الفلسطينيين يرفضون الاعتراف بدولة اسرائيل في حدود ما. وهذا هو بالفعل، فإذا اعترف أبا مازن بالدولة اليهودية سنحقق السلام بسرعة كبيرة"!

وردا على سؤال حول موقف ألمانيا من نقل السفارة الأمريكية الى القدس، قالت ميركل للصحافيين "نحن نعتقد أن مسألة العاصمة ونقل السفارة يجب ان يتم ترتيبها في إطار اتفاق الدولتين. القدس هي مسألة محورية وحيوية".

لكنها أضافت ان "ألمانيا تعترف بحق اسرائيل لتحقيق المصير"!

وفي وقت سابق اليوم، حطّ رئيس الوزراء الإسرائيلي الرحال في العاصمة الألمانية برلين ليلتقي المستشارة أنغيلا ميركل التي تعتبر من أبرز الداعمين للاتفاق النووي مع ايران، والتي تعتبره إتفاقًا جيدًا يتيح لأوروبا فرص استثمار جديدة ويحدّ من قدرات إيران إلى انتاج قنبلة ذرية.

ووصل نتنياهو وحاشيته ظهر اليوم الى برلين، أولى محاطته في الجولة الأوروبية التي لا بد أن تشمل كل من باريس ولندن أيضًا، حيث يتوقع أن يلتقي خلال جولته بالرئيس الفرنسي عمانوئيل ماكرون ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي.

وكان قد أعلن الاتحاد الأوروبي وزعماء كل من فرنسا، ألمانيا، وبريطانيا دعمهم للاتفاق النووي مع ايران، وموافقتها على الالتزام به رغم انسحاب الولايات المتحدة منه.

وقبل سفره أعلن نتنياهو للصحافيين أنه يتوجه الى أوروبا ليطرح موضوعين مع زعماء هذه الدول "إيران وإيران"!

واعتبر أنه لا بد من استمرار ممارسة الضغط على ايران وعلى برنامجها النووي. لكنه اعترف في الآن ذاته بأنه لا يوجد إجماع بين هذه الدول حول سياسات دولة إسرائيل.

وكان أكد نتنياهو في جلسة كتلة حزب الليكود في الكنيست، التي عقدت يوم الاثنين الماضي، أنه سيناقش مع الزعماء الأوروبيين "كبح الطموحات النووية لإيران وانتشار قوتها العسكرية في الشرق الأوسط".

وقبل شهرين، عرض نتنياهو ما وصفه على أنه الأرشيف النووي الايراني، مؤكدا أن إسرائيل استحوذت على وثائق استخباراتية شملت 55 ألف صفحة و55 الف ملف محوسب تثبت أن لدى ايران برنامجا نوويا سريا، وقال إن إسرائيل حصلت على هذه الوثائق منذ عدة أسابيع.

ويرجح أن تطال النقاشات أيضًا مسألة التموضع الايراني في سوريا ولبنان، الأمر الذي كانت إسرائيل من أبرز رافضيه في الشرق الأوسط ولم تخشَ من استخدام القوة وضرب القوات الايرانية المتواجدة على الأراضي السورية لإبعادها من التقدم نحو الحدود في هضبة الجولان.

وسبق أن توّجه رئيس الوزراء الإسرائيلي الشهر الماضي إلى موسكو للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أجل الدفع نحو إخراج إيران من سوريا لتجنب وقوع احتكاكات تؤدي إلى حرب.

ولطالما توعدت اسرائيل بتقويض التواجد الايراني في سوريا، وانها لن تسمح ببناء أي قواعد عسكرية ايرانية دائما في سوريا. كما هددت بضرب القواعد الاستراتيجية أو محاولة تقديم أسلحة استراتيجية "مغيّرة للعبة" الى أيدي الحلفاء لايران من مليشيات شيعية وبالأخص حزب الله اللبناني.

في المقابل، فإن الرئيس الايراني حسن روحاني شدد على أن الاتفاق النووي غير قابل للتغیير وأنه لن تضاف أو تحذف حتى جملة واحدة منه. وذلك في استمرار لتصعيد اللهجة من قبل طهران ضد الدول الغربية الساعية الى تغيير الاتفاق النووي وإضفاء المزيد من البنود عليه، لتشمل برنامج الصواريخ البالستية الايرانية والنفوذ الايراني في الشرق الأوسط.

ومنذ توليه رئاسة الولايات المتحدة في كانون الثاني/ يناير 2017، ينتقد ترامب الاتفاق الموقع خلال ادارة سلفه باراك اوباما اذ يعتبره "الأسوأ" في تاريخ بلاده. الا أنه رفض وضع حد له حتى الآن رغم "العيوب الفاضحة" فيه.

وينص الاتفاق النووي الموقع في فيينا في 14 تموز/ يوليو 2015 على رفع تدريجي ومشروط للعقوبات عن ايران لقاء ضمان انها لن تحوز السلاح النووي. ووقع الاتفاق ايران من جهة، والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي من جهة أخرى (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا) بالاضافة الى ألمانيا. وأقرت خطة عمل شاملة مشتركة، جرى الإعلان في 6 يناير / كانون الثاني 2016 بدء تطبيقها.