قبيل الخروج الى العطلة الصيفية وفي استمرار جلسات هيئة الكنيست العامة، شهد البرلمان الاسرائيلي مشادة غير اعتيادية بين نائب عربي وبين وزير الأمن الداخلي. حيث وصف جلعاد أردان النائب عيساوي فريج بأنه "بهيمة"، والأخير ردّ الصاع صاعين بوصفه بأنه "قائد قطيع من البهائم"!
وكان النائب العربي في حزب "ميرتس"، عيساوي فريج، قد قدم اقتراح قانون لتشكيل لجنة تحقيق برلمانية للتحقيق في أحداث المظاهرة ضد قتل أهالي غزة في حيفا والتي شهدت اعتقال 19 متظاهرا، بينهما الناشط الحقوقي ومدير مركز مساواة - جعفر فرح، والذي كُسرت ركبته خلال اعتقاله في محطة شرطة حيفا.
وردّ نائب رئيس الكنيست عيساوي فريج على وزير الأمن الداخلي جلعاد أردان من على منبر الكنيست، بالقول:"أنا لستُ بهيمة كما تدعي ولكنك انت تقود قطيعاً من البهائم"، مما ادى الى حالة من الفوضى والجلبة في الكنيست. وتابع النائب فريج يقول:" انت كاذب، انظر الى نفسك بالمرآة ...انزلقت الى أسفل الدرك، فمك مشوه".
وكان النائب عيساوي فريج قد طلب تشكيل لجنة تحقيق برلمانية في ملابسات مظاهرة حيفا و استهل حديثه بنقل ما نُسب لعناصر من الشرطة الذين قالوا للمتظاهرين في حيفا "اننا سنحتفل عليكم"، كما جاء في شهادات المتظاهرين في الشرطة صباح اليوم، حيث أن العديد من رجال الشرطة يتصرفون بعنصرية تجاه المتظاهرين العرب وبعنف ويتلقون الدعم الكامل من متخذي القرارات والمسؤولين عنهم في الشرطة.
وطالب النائب فريج بتشكيل طاقم وزاري وبقرار حكومي لمحاربة العنف والجريمة في المجتمع العربي كما هو الحال لدى الاثيوبيين الذي اثبت نجاعته وانخفض منسوب العنف بشكل ملموس.
وواصل فريج مهاجمة إردان بالتأكيد أن تقرير مراقب الدولة أثبت وجود تقصير وفشل في هيكلية عمل الشرطة الاسرائيلية، المسؤول عنها أردان، والمفتش العام للشرطة روني الشيخ. موضحا وجود انخفاض واضح في عدد تقديم لوائح الاتهام ضد المجرمين وملاحقة الجرائم.
والبهيمة بحسب المعاجم هي "كل ذات أَربع قوائم من دوابّ البَرّ والبحر ، ما عدا السِّباع".
من جانبها اعتبرت النائبة عايدة توما سليمان - النائب عن القائمة المشتركة (الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة) والتي ترأس اللوبي البرلماني لمناهضة العنصرية أن المسؤولين عن أحداث العنصرية في اسرائيل، وبينها الاعتداء على المتظاهرين والاعتداء بوحشية على سائق عربي من كفر قاسم أمس الثلاثاء) هم الوزراء الذين يقومون بالتحريض الأعمى على الجماهير العربية وقياداتها.
وقالت توما - سليمان إن "تصريحات وزير الحرب ووزير "الامن" الداخلي في نهاية الاسبوع ضد النوّاب العرب وقيادة الجماهير العربية، وما سبقها من تصريحات تحريضية أخرى من قبل وزراء الحكومة ورئيسها بنيامين نتنياهو، منحت الضوء الأخضر وأطلقت العنان للممارسات العنصرية التي نشهدها ضد المواطنين العرب".
وأضافت هذه الممارسات التي باتت مشهد شبه يومي في الحيّز العام هي بمثابةسرطان يتفشّى في المجتمع الاسرائيلي وتتحمل مسؤوليته كاملًا هذه الحكومة. حين ينزع وزراء الحكومة واعضاء البرلمان الاسرائيلي الشرعية عن النوّاب العرب، ويشيطوننهم، فإن هذا يفتح الطريق أمام اعمال العنف ضد جميع المواطنين العرب."
وحذرّت توما-سليمان من أن هذا التحريض الأرعن سوف يجلب الخراب على الجميع، ويؤجج حالة الكراهية والحقد المستشرية أصلًا.