سمحت الرقابة الإسرائيلية ظهر الثلاثاء بالكشف عن تشكيل وحدة عسكرية متكاملة لمكافحة التظاهرات ومسيرات العودة على الحدود مع قطاع غزة.
وأوضح موقع "والا" العبري أنه أطلق على الوحدة اسم "متمون" بقيادة ضابط كبير وتشمل الوحدة مئات الخبراء التكنولوجيين والجنود والمهندسين والأكاديميين، الذين يعملون على البحث عن حلول تكنولوجية ذكية للوضع على الحدود.
فقد توجهت إليهم قيادة فرقة غزة-وفق والا-للمساعدة في التأقلم مع التظاهرات العارمة على الحدود وتطوير وسائل غير قاتلة لمكافحة المتظاهرين قبل وصولهم إلى الحدود، على حد زعمهم.
وقتلت قوات الاحتلال منذ بدء مسيرات العودة في 30 مارس الماضي 106 شهداء، وأصابت الآلاف بالرصاص الحي والاختناق أثناء قمعها للمسيرات السلمية على طول السياج الفاصل مع الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ونقل الموقع العبري عن ضابط كبير في الوحدة قوله إن: "الوحدة فهمت سريعًا بأن الحل يجب أن يكون من الجو، وفي مسافة قريبة من الأرض، وأن الوحدة وضعت خطتها للتأقلم مع المسيرات قبل مسيرات النكبة".
وبين أن أول وسيلة نقلت من مختبرات الوحدة كانت عبارة عن طائرة صغيرة سميت "بحر الدموع" وهي طائرة مدنية تم تزويدها بحاملة قنابل غاز مسيل للدموع.
وألقت هذه الطائرة قنابلها في عمق التظاهرات بل وأثناء تواجدهم في الخيام وقبل اقترابهم من السياج، وجرى تمويل مشروع تطويرها بشكل سريع، وفق "والا".
أما الطائرة الثانية فتسمى "شوكو ومعجنة"، جرى تطويرها عبر إدارة تطوير الوسائل القتالية بوزارة الجيش، حيث تلقي أكياس من مادة كريهة الرائحة بهدف المس بالمتظاهرين وإضعاف حماسهم في المراحل الأولى من التظاهرة.
الطائرات والبالونات الحارقة
أما فيما يتعلق بالحلول التي جرى تجريبها للتأقلم مع ظاهرة الطائرات الورقية الحارقة فقد جرى تطوير طائرة صغيرة تسمى "طائرة الشيكل ونص"، حيث تلاحق الطائرات الورقية وتمزق بعضها في الجو.
وحسب "والا" فإن الطائرات الرابعة التي جرى تطويرها لذات الغرض فتسمى "رايسر" وهي طائرة تصوير سباقات وتسير بسرعة كبيرة تزيد عن 100 كم في الساعة، وتصطدم بالطائرة الورقية أو البالون الحراري بقوة وتسقطها.
وينسب لهذه الطائرة نجاحها في إسقاط 250 طائرة ورقية وبالون حارق، بينما يتطلب تشغيلها قدرة عالية من التدريب، وجرى الاستعانة لتشغيلها بضباط من سلاح البحرية ومتخصصين في الطائرات الصغيرة، كما جرى تجنيد خبراء متقاعدين من الجيش.
وتحدث أحد ضباط الوحدة-وفق "والا-عن استهداف فلسطينيين إحدى الطائرات الصغيرة بالنيران وجرى إسقاط طائرة واحدة على الأقل، مشيرًا إلى عدم احتوائها على مواد تحمل أسرارًا عسكرية لأنها طائرات مدنية في الأساس.
وحوّل الشبان الطائرات الورقية إلى أداة مقاومة تستنفر الاحتلال بعد ربط علبة معدنية داخلها قطعة قماش مغمّسة بالسولار في ذيل الطائرة، ثم إشعالها بالنار وتوجيهها بالخيوط إلى أراضٍ زراعية قريبة من مواقع عسكرية إسرائيلية.
ونجح الشبان خلال الأسابيع الماضية في إحراق عشرات آلاف الدونمات المزروعة بالقمح للمستوطنين في مستوطنات غلاف غزة بواسطة تلك الطائرات.
وردًا على إشعال المتظاهرين الإطارات على طول الحدود، ادعت الوحدة الإسرائيلية أنها وفرت حلًا للجنود المتواجدين في الميدان عبر كمامة غازية وغطاء للعين لمنع تعرض صحة الجنود لمشاكل في التنفس لاحقًا.
وابتدع الشبان الفلسطينيون خلال فعاليات مسيرة العودة الكبرى على الحدود الشرقية لقطاع غزة، بدائل وأساليب جديدة للمقاومة، وذلك للحماية من قمع قوات الاحتلال المستمر.
ويتوافد آلاف الفلسطينيين بشكل يومي باتجاه مخيمات العودة المقامة على طول السياج الأمني، للمشاركة في لـ"مسيرات العودة وكسر الحصار" التي بدأت بـ30 مارس الماضي، ومقرر تواصلها.