توتر وتصعيد خطيران يشهدهما الأقصى عشية نقل السفارة الأميركية

اقتحام للاقصى ومواجهات

تشهد مدينة القدس المحتلة، وبالأخص المسجد الأقصى المبارك، تصعيدا خطيرا، تبلغ ذروته هذه الأيام، بفعل الإجراءات الأمنية غير المسبوقة التي اتخذتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، عشية نقل السفارة الأميركية إلى القدس، يوم غدٍ الاثنين.

وحوّلت سلطات الاحتلال مدينة القدس إلى ثكنة عسكرية، لهذا الإجراء غير القانوني الذي اتخذته إدارة ترمب بشأن نقل سفارتها، رغم رفض القيادة وشعبنا لذلك، والمجتمع الدولي، لأن نقل السفارة سيكون الحادث الأول في التاريخ، حسب ما أكده الرئيس محمود عباس في تصريحات سابقة، بالقول "نقل السفارة الأميركية للقدس يجحف بالوضع النهائي للمفاوضات، ويؤثر عليه، وهو يتماشى مع القرار غير الشرعي الذي اتخذته الحكومات الإسرائيلية بضم القدس الشرقية، وهي أرض احتلت عام 1967، وهي عاصمة دولة فلسطين، وهذا ما ورد في قرار مجلس الأمن 2334 وغيره من القرارات".

ويشهد الأقصى المبارك، في هذه الأثناء، توترا شديدا، عقب اعتداء قوات الاحتلال الخاصة مجددا على حراس وسدنة المسجد، لتصديهم لعصابات المستوطنين في منطقة "باب الرحمة" داخل الأقصى خلال صلواتهم التلمودية العلنية، وهتافاتهم، وتصفيقهم الاستفزازي في المسجد.

ونقلت الوكالة الرسمية عن مراسلها في  القدس عن المنسق الإعلامي في الأوقاف فراس الدبس، ان الأمور خرجت عن السيطرة، وعصابات المستوطنين عادت مرة أخرى لأداء صلوات تلمودية جماعية وعلنية في المسجد الأقصى بجهة باب الرحمة، وسط هتافات عنصرية وتصفيق استفزازي.

 كما رفع مستوطنون علم دولة الاحتلال في باحات الأقصى، في حين عادت قوات الاحتلال الخاصة، واعتدت من جديد على حراس وسدنة المسجد في المنطقة، في الوقت نفسه شرع المصلون بالرد على المستوطنين، وقوات الاحتلال بهتافات التكبير.

وشهد الأقصى اقتحامات واسعة جدا منذ الساعة السابعة من صباح اليوم، وبلغ عدد المستوطنين الذين اقتحموا الأقصى حتى الآن أكثر من 780 مستوطنا، معظمهم باللباس التلمودي التقليدي.

ويصادف، اليوم الأحد، الموافق الثالث عشر من أيار ما يسمى بـ"يوم القدس"، وهو يوم احتلال ما تبقى من مدينة القدس في العام 1967، وتوحيد شطري المدينة كعاصمة لكيان الاحتلال.

ولفت مراسلنا في القدس، إلى أن استعدادات واسعة لتأمين مشاركة المستوطنين بما يسمى "مسيرة الأعلام" التي تخترق البلدة القديمة، والقادمة من الشطر الغربي من القدس، وتشمل رقصات بأعلام دولة الاحتلال في محيط سور القدس، خاصة في باحة باب العامود، وما يصاحبها من اعتداءات على المواطنين المقدسيين وممتلكاتهم في البلدة القديمة، والهتاف بشعارات عنصرية تدعو إلى قتل العرب وطردهم من القدس.

من جانبها، أعلنت شرطة الاحتلال أنها ستغلق العديد من الشوارع والطرقات الرئيسية والفرعية في وقت لاحق من اليوم لتأمين مسيرات المستوطنين من غرب المدينة الى القدس العتيقة.

وقال مراسلنا، إن إجراءات الاحتلال شملت تسيير عشرات الدوريات العسكرية والشرطية الراجلة والمحمولة والخيالة بمحيط سور القدس، وعلى طول الشوارع والطرقات الواصلة بين شطري المدينة، ودوريات راجلة ومكثفة داخل البلدة القديمة لتأمين عربدات المستوطنين خلال ذهابهم وإيابهم من وإلى باحة حائط البراق "الجدار الغربي للأقصى"، فضلا عن إطلاق منطاد راداري استخباري وطائرات مروحية بسماء المدينة.

وبيّن أن الأقصى يشهد اقتحامات غير مسبوقة من المستوطنين، منذ ساعات صباح اليوم، استجابة لدعوات "منظمات" الهيكل المزعوم، لتحقيق أرقام قياسية في عدد المقتحمين للأقصى هذا العام.ويشهد الأقصى والبلدة القديمة ومحيطهما أجواء شديدة التوتر بفعل إجراءات الاحتلال، والاقتحامات الواسعة للأقصى وما يصاحبها من محاولات متكررة لإقامة طقوس وصلوات تلمودية في مرافقه.

كما شرعت عصابات المستوطنين منذ الساعة السابعة من صباح اليوم الأحد، باقتحامات واسعة ومكثفة للمسجد الأقصى المبارك، من جهة باب المغاربة، بحراسات معززة من قوات الاحتلال، وبإجراءات مشددة على دخول المصلين للمسجد.

وقال مراسلنا في القدس، إن قوات الاحتلال اعتدت على حراس الأقصى الذين حاولوا منع المستوطنين من اقتحامه، بمجموعات متتالية وبزي تلمودي، وسط محاولات متكررة لإقامة طقوس وشعائر وحركات تلمودية في منطقة باب الرحمة الواقعة بين باب الأسباط والمُصلى المرواني داخل الأقصى المبارك.

وكانت ما تسمى بـ"منظمات الهيكل" المزعوم، دعت المستوطنين إلى استباحة المسجد الأقصى المبارك من خلال المشاركة الواسعة وبأعداد قياسية في اقتحامات جماعية ومكثفة للمسجد الأقصى، بالتزامن مع ذكرى احتلال مدينة القدس والذي يصادف اليوم، والذي يطلق عليه الاحتلال تسمية "يوم القدس"، وهو يوم احتلال ما تبقى من مدينة القدس في العام 1967م، وتوحيد شطري المدينة كعاصمة لكيان الاحتلال.

وكانت الجماعات اليهودية المتطرفة كثفت من دعواتها عبر مواقعها الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي، ودعت فيها المستوطنين إلى تحقيق أرقام قياسية هذا العام من خلال عدد المقتحمين، لافتة إلى تفاهمات مع شرطة الاحتلال لتسهيل هذه الاقتحامات.

يذكر أن الاقصى شهد توترا كبيرا في مثل هذه المناسبة بالعام الماضي بعد اقتحام مئات المستوطنين للمسجد، واعتقال عدد من حراسه، وسدنته، بسبب تصديهم لمحاولات متكررة لإقامة طقوس وصلوات تلمودية في المسجد.

وفي وقت لاحق، اعتدت قوات الاحتلال الخاصة بصورة وحشية على حراس وسدنة المسجد الأقصى، بعد اعتراضهم على أداء المستوطنين لصلوات جماعية وعلنية في باحات المسجد، خاصة في منطقة باب السلسلة.

وقال المنسق الاعلامي بدائرة الأوقاف الاسلامية فراس الدبس، إن المستوطنين أدوا صلوات تلمودية جماعية وعلنية غير مسبوقة في المسجد.وقال مراسلنا في القدس، إن قوات الاحتلال الخاصة وخلال اعتداءاتها الوحشية على العاملين في الاقصى، اعتقلت الحارس محمد الصالحي "على الأقل"، وأصابت عددا منهم.ولفت الى توتر شديد يسود الأقصى بفعل الاقتحامات الجماعية الواسعة، والتي تعدت حتى الآن الـ 400 مستوطن، معظمهم بلباسهم التلمودي التقليدي.

وأوضح مراسلنا أن التوتر امتد الى البلدة القديمة، تزامنا مع احتفالات مبكرة لعصابات المستوطنين بما يسمى بـ"يوم القدس" (ذكرى احتلال الشطر الشرقي من المدينة)، تخللها الغناء الصاخب، والهتافات العنصرية في زقاق، وشوارع القدس القديمة، خاصة بالقرب من باب السلسلة، بعد انتهائهم من اقتحام الأقصى.