يبدو المقر الجديد للسفارة الأميركية في القدس متواضعا مقارنة بمقرات سفارات الدول الأخرى في تل أبيب، فهو ليس جديدا ولا هندسة معمارية خاصة له، ولن يضفي بالتالي أي شيء جديد على المدينة القديمة.
ويقع مبنى السفارة على الطرف الجنوبي لمدينة القدس، وستستقر السفارة في البداية في مبنى القنصلية الأميركية في القدس، بانتظار بناء موقع دائم للسفارة، حسب وزارة الخارجية الأميركية. وسيقوم السفير ديفيد فريدمان بتجهيز مكتب له في المكاتب القنصلية الموجودة في حي أرنونا المرموق.
وقال مسؤول أميركي "في البداية ستضم السفارة المؤقتة في حي ارنونا مكاتب للسفير وعدد من الموظفين الصغار"، رافضا إعطاء مزيد من التفاصيل. وسيقسم السفير وقته بين تل أبيب والقدس خلال المراحل الأولى من نقل السفارة، لأن عملية النقل الكاملة ستستغرق سنوات عدة.
وقالت متحدثة باسم السفارة الاميركية "تم حتى الآن إنفاق نحو 400 ألف دولار لتحسين المبنى". ولن يحضر الرئيس دونالد ترامب حفل افتتاح السفارة وسيترأس مساعد وزير الخارجية جون سوليفان الوفد الأميركي.
ونشر البيت الأبيض قائمة بأسماء الوفد الذي سيتوجه الى القدس، وفي مقدمته ابنة ترامب ايفانكا وصهره ومستشاره لشؤون الشرق الأوسط جاريد كوشنر، إضافة الى المبعوث الخاص لترامب الى الشرق الاوسط جيسون غرينبلات، ووزير الخزانة ستيفن منوتشين.
وقالت متحدثة باسم السفارة "لم تتم دعوة الدبلوماسيين الأجانب لأن هذا الحدث يعتبر ثنائيا" بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
وأثار قرار ترامب في السادس من كانون الأول/ديسمبر 2017 الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة بلاده من تل ابيب الى القدس، غضب الفلسطينيين وفرح الإسرائيليين. وقال رئيس بلدية القدس الاسرائيلي نير بركات الثلاثاء في بيان "سيطلق على دوار صغير مجاور للسفارة اسم ميدان ترامب تكريما للرئيس الأميركي، وهذه طريقتنا لإظهار حبنا واحترامنا للرئيس والشعب الأميركيين". وتعتبر قضية القدس واحدة من أكثر القضايا تعقيدا في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
من جانبه، طالب امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات في بيان الاثنين "جميع ممثلي الدول بمن فيهم أعضاء السلك الدبلوماسي ومنظمات المجتمع المدني والسلطات الدينية مقاطعة الحفل". وقال إن "المشاركة في حفل الافتتاح تضفي الشرعية على قرار غير شرعي وغير قانوني، وتعزز الصمت على سياسات الاحتلال الاستعماري والضم"، واصفا مشاركة أي دولة في هذا الحفل "بالمشاركة في جريمة انتهاك حق الشعب الفلسطيني في عاصمته السيادية واستباحة أرضه".
وعززت قوات الاحتلال الإسرائيلي تواجدها في محيط مبنى السفارة، الذي كان حتى الآن يكتفي بتقديم خدمات للمواطنين الأميركيين ومنح تأشيرات دخول الى الولايات المتحدة. وافتتح هذا المبنى امام الجمهور عام 2010. ومبنى السفارة يحاذي حي جبل المكبر بالقدس الشرقية المحتلة الذي يسكنه عدد من مرتكبي الهجمات المسلحة، بما في ذلك هجوم نفذ عام 2015 أسفر عن مقتل إسرائيليين، ومواطن اسرائيلي يحمل الجنسية الأميركية.
وقام عمال الاثنين بنصب العلامات في الشواريع التي تدل على مكان السفارة الأميركية مكتوبة باللغات العبرية والعربية والانكليزية، لتحل مكان لافتات "القنصلية الأمريكية".