رام الله الإخباري
هل هناك خوف من الحرب؟ يجيب على ذلك "عاموس هرئيل" المحلل العسكري في صحيفة هأرتس الاسرائيلية:
- ما هو سبب التوتر في الشمال؟
بينما يقوم نظام الأسد يتحقيق الانتصار في الحرب الأهلية , تحاول إيران تعميق وجودها العسكري في سوريا واستخدام أراضيها كنوع من المواقع ضد "إسرائيل" , كل من القيادة السياسية في "إسرائيل" وكبار أعضاء المؤسسة الأمنية عازمون على العمل بشكل استباقي من أجل الإضرار بالجهد الإيراني حتى لو على حساب التصعيد , في الخلفية تنسحب الولايات المتحدة أيضًا من الاتفاقية النووية على الرغم من أنه ليس من الواضح بعد ما إذا كان هذا سيؤثر على خطوات إيران تجاه "إسرائيل".
- ما الذي أحدث التصعيد الحالي؟
قبل نحو شهر في 9 أبريل اتُهمت "إسرائيلط بمهاجمة قاعدة سلاح الجو السورية المسماة T-4 بالقرب من مدينة حمص وكان الهدف من الهجوم تدمير محاولة إيرانية لبناء قاعدة جوية بتعزيز من أنظمة مضادة للطائرات داخل منطقة القاعدة وفي القصف قتل أعضاء من الحرس الثوري الإيراني ومنذ ذلك الحين كرر كبار المسؤولين في طهران التهديد بأن "إسرائيل" ستدفع ثمناً لعدوانها.
- لماذا أمر الجيش الإسرائيلي السلطات في الجولان بفتح الملاجئ؟
تم اتخاذ القرار في ضوء معلومات استخباراتية أشارت إلى نية إيران الفورية لتنفيذ إجراء انتقامي مخطط له , من الناحية العملية فإن معظم المستوطنات تبقي الملاجئ مفتوحة , وعلى إثر التوجيهات من الجيش كانت منطقة الجولان قد جهّزت الملاجئ بعد أقل من ساعتين من التوجيه , وقد تم الإبلاغ عن هجوم إسرائيلي جديد على أهداف جنوب دمشق في سوريا ويمكن الافتراض أن هذا كان ضربة استباقية تهدف إلى إحباط العمل الإيراني
- ما هي المعلومات عن خطة الرد الإيرانية؟
وفقا لمؤسسة الدفاع الإسرائيلية فإن الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني أوعز بعملية تهدف بشكل رئيسي لإطلاق صواريخ على قواعد الجيش الإسرائيلي في الشمال وقد علمت مصادر استخبارية إسرائيلية بهذه الخطة ومنذ ذلك الحين نفّذت هجومان على الأقل نُسب إلى "إسرائيل" تسببا بتدمير مخازن صواريخ منذ أقل من أسبوع.
- ما هي خيارات الرد الأخرى لإيران؟
أحد الاحتمالات هو مهاجمة هدف إسرائيلي في الخارج مثل سفارة أو مجموعة من السياح , لكن هذا الامر يستغرق وقتًا طويلاً للإعداد , في الماضي تورط الإيرانيون والحزب اللبناني في هجمات ضد أهداف إسرائيلية في الأرجنتين (في التسعينيات) وفي بلغاريا (في عام 2012) , بينما الاحتمال الآخر هو الانتقام عن طريق الحزب لكن المنظمة فضلت تجنبها في هذه المرحلة لذلك فالسيناريو الأكثر احتمالا في هذه اللحظة هو هجوم من الجبهة السورية , لكن السؤال هو ما إذا كانت نوايا العملية قد توقفت أو هل يعيد الإيرانيون النظر في أفعالهم ويرفضوا هذا الإجراء , في الوقت الراهن يستمر الاستنفار الإسرائيلي المرتفع على خلفية الفهم بأنه سيحدث هجوم إرهابي ولا يزال الاحتمال ممكنا.
- هل سيؤدي إطلاق الصواريخ من الجبهة السورية إلى الحرب؟
وفقا للخطة الإيرانية من المفترض أن يتم تنفيذ عملية الإطلاق من سوريا بواسطة الميليشيات الشيعية التي تتلقى تعليمات من طهران فمعظمهم يأتون من العراق وباكستان وأفغانستان وبذلك تأخذ إيران بطريقة ما المسؤولية المباشرة عن هذا العمل ومن المعقول أن نفترض أن طريقة الرد هذه إذا تم اختيارها فذلك يشهد على رغبة إيرانية لتجنب التدهور في الحرب , وتقدر الاستخبارات الإسرائيلية أن إيران تريد تنفيذ رد محدود لإيصال رسالة لإسرائيل أن هناك ثمن للهجمات المتكررة في سوريا لكن لن يؤدي إلى تدهور المنطقة إلى حرب , كالعادة في "إسرائيل" سوف ينتج عن التطورات التالية عدد الضحايا وإذا فشل الجيش الإسرائيلي في إحباط الهجوم الإيراني سيعاني من خسائر كبيرة وستكون الحكومة تحت ضغط علني للرد بالقوة.
- ما مدى احتمال أن يؤدي التوتر إلى مواجهة واسعة النطاق مع الحزب اللبناني ؟
حزب اللبناني مشغول الآن بمحاولة الاستفادة من نجاحه في الانتخابات البرلمانية في لبنان الذي حدث في وقت سابق من هذا الاسبوع وقد ألمح المسؤولون في تصريحات عامة أن الحساب الذي تم فتحه بعد هجوم ال T-4 كان يجري بين إيران و"إسرائيل" لكن هناك معادلة للردع المتبادل بين "إسرائيل" والحزب منذ حرب لبنان الثانية عام 2006 من بعد ذلك يوجد هدوء نسبي على الحدود والهدوء ينبع من القدرات التدميرية المتراكمة من الجانبين وهي معروفة جيدا للخصم.
ومع ذلك كان لديه أسباب أخرى لتأجيل الحرب: أولها الرغبة الإيرانية في الحفاظ على ترسانة الحزب من الأسلحة في حالات الطوارئ (مثل الاستجابة القاسية للعمل الإسرائيلي ضد البرنامج النووي الإيراني) واستخدام إيران المكثف للحزب في الحرب الأهلية السورية.
قد تتغير هذه الظروف في المستقبل إذا قررت إيران أن المواجهة مع "إسرائيل" حاسمة في نظرها وتتطلب استخدام القوة الواسعة والمتاحة من لبنان حيث أن لدى الحزب الآن قدرة عسكرية أكثر أهمية من قدرة إيران على التعبئة في سوريا نفسها.
- وماذا عن رحيل ترامب عن الاتفاقية النووية؟ هل من المحتمل أن يعلن عن مواجهة مع إيران؟
من السابق لأوانه التنبؤ بتداعيات خطاب رئيس الولايات المتحدة , لم توضح الإدارة الأمريكية حتى الآن كيف ستنفذ انسحابها من الاتفاقية النووية ومدى قوة العقوبات المتجددة ومدى سرعة سريانها , ومن الصعب تصديق أن قرار ترامب سيؤدي إلى تصعيد عسكري بين إيران والولايات المتحدة و"إسرائيل" , السيناريو الأكثر احتمالا في الوقت الحالي هو أن يخوض الصراع على المستوى السياسي والاقتصادي عندما تحاول إيران سحب الدول الأوروبية إلى جانبها وتسعى الولايات المتحدة إلى زعزعة استقرار النظام في طهران من خلال تجديد العقوبات الاقتصادية وفي الوقت الحالي لا يبدو أن قرار ترامب له آثار عسكرية فورية.
ترجمة مؤمن مقداد