كشفت صحيفة "الجريدة" الكويتية، أن مهربين إيرانيين هم الذين هرّبوا مستندات ووثائق "الآرشيف النووي الإيراني"، التي عرضها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، من طهران إلى أذربيجان (مسافة 600 كيلومتر)، بواسطة شاحنة صغيرة.
وبحسب ما صرّح به مصدر مطلع، لـ "الجريدة"، فأن قوة من "الموساد" الإسرائيلي، اقتحمت مستودعا متهالكا في منطقة شوراباد جنوبي طهران، في إحدى ليالي شهر يناير/ كانون الثاني المنصرم، وتمكنت من فك شيفرة خزائن المستندات والأقراص المدمجة، وبدأت بنقلها في صناديق إلى سيارة شحن صغيرة، حملت أرقام جهات أمنية إيرانية للتمويه.
وأضاف المصدر وفقا لما نقلته "الجريدة" الكويتية، أن سيارة الشحن وأخرى مماثلة، كانت تنتظر أيضاً خارج المبنى، سارتا باتجاهين مختلفين للتضليل، وفر عناصر فريق "الموساد" سيراً على الأقدام، وانتشروا في مناطق مختلفة داخل إيران، في حين استمرت السيارة المحملة بالوثائق، يرافقها رجلان من "الموساد"، في السفر باتجاه الجبال الشمالية الشرقية على حدود أذربيجان، وهناك تم تفريغ الحمولة، حيث كان بانتظارها الفريق الثالث، من رجال جهاز الاستخبارات الإسرائيلي، ومهربون إيرانيون تولوا إدخال الوثائق، دون أن يعرفوا محتواها إلى داخل أذربيجان، ومن هناك، بات طريقها مفتوحاً إلى تل أبيب.
بالرغم من أذربيجان تعتبر "دولة صديقة لإسرائيل"، إلا أن المصدر شدد على أن الحكومة الأذرية لم تبلغ بالعملية، في وقت لم يتمكن من حسم التضارب بين معلومات تفيد بحصول مطاردة في الليلة ذاتها، بين قوات الأمن الإيرانية ورجال "الموساد"، وأخرى تؤكد أن طهران لم تكتشف الخرق الخطير، لأن القوة التي دخلت المبنى أعادت إقفاله ولم تحدث بالخزائن أو بالأبواب أي أضرار، ولم يعلق أيضاً على تقارير بأن الوثائق هربت إلى دولة أخرى بحراً، قبل أن تنقل إلى إسرائيل.
غموض
وفي طهران، هاجمت معظم الصحف ووسائل الإعلام الإيرانية، وخاصة الأصولية منها، الرئيس حسن روحاني وأجهزة الأمن، بسبب عدم نفي صحة ادعاءات نتنياهو.
وواجه وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف، هجوم طلاب جامعيين، حين كان يحاول إلقاء كلمة في جامعة أمير كبير وسط طهران، قبل أن يضطر إلى قطع كلمته، وترك الجامعة بمؤازرة أمنية مشددة.
ورداً على انتقاد ظريف، اعتبر مهدي مازاني، وهو رئيس الفرع الطلابي لحزب "اعتماد وتوسعة"، التابع للرئيس روحاني، مَن انتقدوا ظريف "جنود نتنياهو".
وقال نتنياهو في المؤتمر الصحافي الذي عُقد في مقر وزارة الأمن الإسرائيلية في تل أبيب، الإثنين، إن بلاده تمكنت من الاستيلاء على نصف طن من الوثائق الأصلية الخاصة بالأرشيف النووي الإيراني".
وبالرغم من هذه الرواية، ورواية مسؤول استخباراتي أمني إسرائيلي، إلا أن الغموض لا يزال يحيط بتفاصيل مهمة، عن كيفية إخراج هذا الكم من الوثائق من قلب العاصمة الإيرانية، وعبورها الحدود، وصولاً إلى إسرائيل.
وسبق للسفير الأميركي السابق في إسرائيل دان شابيرو، أن رجّح أن عملية الموساد، نفذت بالتنسيق مع واشنطن، وهو ما أكده مسؤول استخباراتي إسرائيلي.