استنكر المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، خطيب المسجد الأقصى المبارك، الشيخ محمد حسين، الاعتداءات اليومية لقوات الاحتلال على مقبرة باب الرحمة المحاذية للسور الشرقي للمسجد الأقصى المبارك، مبيناً أن هذه الاعتداءات تأتي في إطار مدروس من قبل ما يسمى بـ" سلطة الآثار" التابعة لحكومة الاحتلال، في محاولة منها لتدنيس حرمتها، وتحطيم قبورها ونبشها.
وأكد، في بيان لدار الإفتاء اليوم الخميس، أن اقتحامات قوات الاحتلال وقطعان مستوطنيه المتكررة للمقابر الإسلامية في مدينة القدس، يعد في حد ذاته تصعيداً خطيراً وممنهجاً، ويأتي ضمن سلسلة الانتهاكات المتواصلة بحق المقدسات والمعالم الأثرية والتاريخية، وسياسة الاحتلال الهادفة إلى تغيير ملامح المدينة المقدسة وطمس ماضيها العربي والإسلامي، في محاولة فاشلة ومرفوضة لاستباحة الجغرافيا والتاريخ والتراث لكامل الأرض الفلسطينية.
وشدد على حرمة الاعتداء على المقابر، مبيناً أن للميت حرمة كحرمة الحي، مديناً انتهاك سلطات الاحتلال بالخصوص والتي تتنافى مع جميع الشرائع السماوية والقوانين الدولية.
كما أدان المفتي اعتداءات قوات الاحتلال ومستوطنيه المتكررة على المسجد الأقصى المبارك، وحراسه وسدنته، محذراً من خطورة قرارات الإبعاد الجائرة بحقهم بشكل يومي، والهادفة إلى تفريغ المسجد الأقصى المبارك من رواده وحراسه، والعاملين على حمايته كافة.
من جهة أخرى، دعا المفتي إلى شد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك، محذراً من دعوات عصابات متطرفة من المستوطنين واليهود بدعوة أتباعها إلى اقتحامه بشكل جماعي، للاحتفال بما يسمى بـ"عيد الاستقلال"، المتزامن مع ذكرى نكبة شعبنا الفلسطيني، وتهجير أبنائه في عام 1948م، مؤكداً أن أبناء شعبنا الفلسطيني من المرابطين فيه، وطلبة مصاطب العلم، وحراس المسجد، جاهزون لحماية المسجد الأقصى وأروقته، ومنع المساس بحرمته.
وطالب بسرعة التحرك الفاعل على كل المستويات العربية والدولية، وعلى رأسها منظمة اليونيسكو بالضغط على حكومة الاحتلال، لوقف مثل هذه الانتهاكات والالتزام بالقرارات الدولية المتعلقة بمدينة القدس والحفاظ على طابعها العربي والإسلامي.