العميل الذي دبر اغتيال يحيى عياش: مجرد أن قال سلام يا أبي..انفجر وسلامتك

العميل الذي دبر اغتيال يحيى عياش: مجرد أن قال سلام يا أبي..انفجر وسلامتك

رام الله الإخباري

 كتبت القناة الثانية الإسرائيلية: “قبل 22 عاماً تم اغتيال المهندي يحيى عياش، عملية اغتياله كانت عملية محكمة للمؤسسة العسكرية الإسرائيلية، للمرة الأولى، العميل الذي نقل جهاز الهاتف يتحدث، فرحت، ولكن اتهموني شخصياً في عملية القتل”.

وتابعت القناة العبرية، في تاريخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني من المشكوك فيه إن كان هناك حادث واحد كان له تأثير حاسم على تاريخ الشعبين،  سلسلة الهجمات الانتقامية التي قادتها حماس في عام 1996 عقب اغتيال يحيى عياش  كانت أحد العوامل الحاسمة في خسارة شمعون بيرس في انتخابات ذلك العام. الليكود بزعامة نتنياهو وصل إلى السلطة، اتفاقيات أوسلو دخلت إلى حالة  جمود عميق، بعد أربع سنوات لاحقة اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الثانية، ولن نبالغ إن قلنا إن الشرق الأوسط قد تغير إلى الأبد.

حتى بعد عقدين من الزمن، ذلك التلفون لم يترك (ك)، رجل وجد نفسه على مفترق طرق دراماتيكي قرر مصيره، مصير جمعه مع ذلك التلفون الأكثر شهرة في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، جهاز تلفون أنهى حياة أحد كبار الإرهابيين الفلسطينيين، وغير حياة الآخرين، لأول مرة يخرج من الظلال ويتكلم، ربما في محاولة لتحرير نفسه من الظل الذي ظل يلاحقه لمدة 22 عامًا ، ظل يحيى عياش  المهندس.

في منتصف التسعينات، أي بعد أوسلو اسم نجم جديد بدأ يظهر وهو اسم يحيى عياش، عياش تخرج من كلية الهندسة  الكهربائية في جامعة بيرزيت ، المهندس مع مرور الوقت يطور ويخطط ويبدأ سلسلة من الهجمات القاتلة، وسرعان ما أصبح الشخص الأول المطلوب ل “إسرائيل” ، وكانت “إسرائيل” طالبت بأن تساعد السلطة الفلسطينية في اعتقاله.

“ك”، رجل أعمال من قطاع غزة تمتع في تلك الفترة بعلاقات مع كل من يلزم، مع شخصيات رفيعة في السلطة الفلسطينية، مع شخصيات من حركة فتح، ومع الشخص الأقوى في قطاع غزة، رئيس المخابرات الفلسطينية في حينه موسى عرفات.

في اللقاء الأول دخل رجلان مدنيان، تبين لاحقاً إنهم من رجالات جهاز الشاباك الإسرائيلي، تبادلوا بطاقات التعريف، وقال “ك” ، عرفت أن أحدهم يدعى أبو نبيل، لأعرف لاحقاً أن اسمه آفي ديختر، يحيى عياش درس مع ابن أختي في جامعة بير زيت،  وكانت أختي تذهب لزيارة ابنها.

تابعت القناة العبرية،   تحول يحيى عياش شبحًا ، ولمدة ثلاث سنوات لوحق من جيش الاحتلال الإسرائيلي، ومن جهاز الشاباك الإسرائيلي، في أوائل عام 1995، عندما شعر بالحبل يضيق حول رقبته  قرر مغادرة الضفة الغربية والفرار إلى غزة، في واحدة من أكثر الأماكن ازدحاما في العالم ،  اعتقد أنه سيكون من الأسهل بالنسبة له للاختباء، الشخص الذي جاء لمساعدة عياش هو زميل من جامعة بيرزيت ، أسامة حمد ، ابن شقيق “ك”.

حتى بعد انتقاله إلى غزة ، تمكن عياش من التسلل ذهابًا وإيابًا عبر شبكة المتعاونين التي أسسها، كان يغير مكان اختبائه في كل ليلة، متنكرا في زي امرأة تدعى أم حسن، لكن كان لديه كعب أخيل، نقطة ضعفه كانت والده وزوجته التي انتقلت هي الأخرى للعيش في غزة، ، التي انتقلت أيضا إلى غزة،  في “إسرائيل”  أدركوا أنها ستقابله في منزل صديقه أسامة ، وأن عياش عادة ما يتحدث إلى والده كل يوم جمعة ، الطريقة المثالية  تفخيخ الهاتف الخلوي، حينها دخل “ك” للصورة.

الاستعدادات اكتملت، عميل الشاباك “ك” مرر الجهاز الخلوي لابن أخته، والذي بدوره قام بتمريره لعياش، في أجواء قطاع غزة تحلق مروحية إسرائيلية وفي داخلها شبكة تشغيل المتفجرات، وفي غرفة عمليات الشاباك ينتظرون المكالمة، عياش اتصل بوالده، وهناك من ميز الصوت، وقام بالضغط على الزر، ولكن لم يحدث شي، المكالمة استمرت عدة دقائق وانتهت، وأنقذ عياش، حينها طلب من “ك” إعادة التلفون إلى “إسرائيل” دون أن يعلم ما بداخله لمعرفة سبب عدم الانفجار،  اكتشفوا أن أحد الأسلاك الواصلة للمتفجرات قد تمزق. أعيد جهاز التلفون إلى غزة، وفي 5 يناير 1996 ، ظهرت الفرصة التالية.

بعد أن أنجبت زوجة عياش، أراد أن يتصل بوالده وأن يبلغه بميلاد حفيده، تعطل الحوار بشكل متعمد وخط الهاتف  توقف، قرر  والد عياش الاتصال مرة أخرى ، هذه المرة لهاتفه الخلوي. بعد 10 أو 15 ثانية من المحادثة  سمع  صوت انفجار، والد عياش يستذكر ويقول: “أنا أخبرته  يا بني  لا يجب أن نتحدث على هذا الهاتف،  لكنه قال لا يا أبي ، سنتحدث على هذا الهاتف”.

جنازة عياش  تحولت لمظاهرة حاشدة شارك فيها أكثر من مائة ألف شخص في قطاع غزة، “ك” هرب من غزة مباشرة إلى جهاز الشاباك الإسرائيلي، حاول الانتقال إلى الولايات المتحدة ، وعاد بسرعة إلى “إسرائيل”، لقد خسر أحد سكان غزة الأقوياء والأغنياء كل شيء ، في وقت واحد.

بعد اغتيال عياش نفذت حركة حماس هجمات انتقامية شديدة في أوائل عام 1996، هجومان على الخط 18 في القدس ، هجوم في عسقلان، والهجوم الأخير كان في مركز ديزنغوف ، هجمات غيرت التاريخ، كما تغيرت حياة “بطل” هذه بالقضية، على الرغم من أنه أدى إلى اغتيال يحيى عياش دون علمه ، إلا أنه في  مناطق السلطة الفلسطينية  اعتبر خائناً ، وفي “إسرائيل” ببساطة شعر بالنسيان.

هيئة  الهجرة والسكان الإسرائيلية ردا على وضع زوجة “ك” قالت

“دخلت المرأة إلى إسرائيل بعد عدة سنوات من دخول ك ، وتم منحها وضع مؤقت بسبب زوجها ووفقا لتوصية من مسؤولي الأمن، وهذه الأيام القضية تنظر في المحكمة”.

مدار نيوز