كيف تستخدم إسرائيل الفيسبوك للاستفادة منه أمنياً ضد الفلسطينيين؟

كيف تستخدم إسرائيل الفيسبوك للاستفادة منه أمنياً ضد الفلسطينيين

رام الله الإخباري

تتوالى الفضائح المتعلقة بشبكة التواصل الاجتماعي الأكبر والأوسع انتشاراً في العالم «فيسبوك» حيث تبين في أحدث الحلقات أن شركة إسرائيلية تقوم بصمت تام بجمع مئات الملايين من الصور الشخصية عن «فيسبوك» وتدرجهم في قاعدة بيانات ضخمة من أجل استخدامها لاحقاً والاستفادة منها أمنياً.


وفي حال صحت هذه المعلومات فهذا يعني أن إسرائيل سيصبح لديها قريباً، أو ربما أصبحت لديها بالفعل، صوراً شخصية لنحو مليار إنسان في مختلف أنحاء العالم، ما يعني أن نحو 20 في المئة من سكان الكرة الأرضية أصبحت بياناتهم الشخصية وصورهم موجودة لدى إسرائيل.


وحسب أحدث التقارير الغربية التي اطلعت عليها «القدس العربي» فإن شركة «تيروغينس» والتي أسسها شاي أربيل الضابط السابق في الاستخبارات الإسرائيلية تقوم حالياً بجمع آلاف الصور من مواقع التواصل الاجتماعي، وفي مقدمتها «فيسبوك» و«يوتيوب» لبناء أضخم قاعدة بيانات للتعرف على الوجوه.


وتمثل قاعدة البيانات هذه، خدمة تقدمها «تيروغينس» باسم «فيس إنت» وتتضمن حسب ما نقل موقع «ماشابل» التقني عن «فوربس» صور الآلاف من المشتبه بكونهم إرهابيين، والتي جمعتها الشركة من أكثر من 35 ألف فيديو وصورة.


وتقدم «تيروغينس» والشركة الأم واسمها «فيرينت» عددا من تقنياتها وحلولها لهيئات ومؤسسات أمريكية، مثل البحرية الأمريكية ووكالة الأمن القومي، حيث تتيح الوصول إلى بيانات ومعلومات مستقاة من مواقع التواصل الاجتماعي، عن أسلحة الإرهابيين وخططهم وتحركاتهم.


وتعرّف الشركة نشاطها في موقعها على الإنترنت حسب «ماشابل» بأنه يشمل مراقبة وجمع بيانات «بروفايلات» مستخدمي الإنترنت، وصورا لإرهابيين ومجرمين وأشخاصا، يحتمل أن يمثلوا تهديدا لأمن الدول وسلامة حركة الطيران العالمي.


وأشار موقع «ماشابل» إلى أن موظفة سابقة في «تيروغينس» صرحت أنه سبق لها المشاركة في التدقيق في حسابات خاصة بمجموعات سياسية واجتماعية، بينما ينفي ادعاء الشركة، أن خدماتها، تقتصر على تسخير الذكاء الاصطناعي في كشف العمليات الإرهابية، ولكنه يطال أشخاصا عاديين في الحقيقة.


وكانت «فيرينت» قد أطلقت في وقت سابق من هذا الشهر، منتجا جديدا للتعرف على الوجوه، تحت اسم «فيس ديتيكت» والذي يميز الأفراد، ويسمح للمشتركين فيه، بإضافة المشتبه بهم إلى قوائم مراقبة.


وتأتي هذه المعلومات في الوقت الذي تواجه فيه «فيسبوك» أخطر فضيحة تجسس حيث تبين تسريب بيانات الملايين من مستخدمي الموقع لصالح شركة «كامبريدج أناليتيكا» والتي استخدمتها في الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.


و»كامبردج أناليتيكا» هي شركة استشارات سياسية ارتبطت بالرئيس ترامب، حيث كشفت شركة «فيسبوك» أن عدد الأشخاص الذين تمت مشاركة معطياتهم الشخصية من قبل «كامبردج أناليتيكا» يتراوح بين 50 إلى87 مليون شخص معظمهم أمريكيون.


وأعلنت المفوضية الأوروبية الأسبوع الماضي أن 2.7 مليون أوروبي تأثروا من فضيحة تسريب بيانات مستخدمي شركة «فيسبوك» للتواصل الاجتماعي الأمريكية.


وانطلقت حملة واسعة حول العالم تدعو لمقاطعة «فيسبوك» وإغلاق الحسابات الشخصية على الموقع، وهي الحملة التي شارك فيها براين أكتون مؤسس «واتساب».


ونشر أكتون على حسابه الشخصي على موقع التغريدات «تويتر» يقول: «لقد حان الوقت لمسح تطبيق فيسبوك» فيما تداول الكثيرون هاشتاغ مسح فيسبوك خلال الأيام الماضية.


ولاحقاً لهذه الفضائح أعلنت «فيسبوك» فرض إجراءات جديدة على الراغبين في نشر إعلانات سياسية في الموقع، حيث أعلن الرئيس التنفيذي لـ«فيسبوك» مارك زوكربيرغ عن جملة من الخطوات للتأكد من هويات المعلنين.


وقال: «مع اقتراب انتخابات مهمة في الولايات المتحدة والمسكيك والبرازيل وباكستان، وغيرها من الدول في 2019 فإن أحد أهم أولوياتنا خلال 2018 هو التأكد من أننا ندعم الخطاب الإيجابي، ونمنع التدخل في الانتخابات».


وأضاف: «بعد تحديدنا للتدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية في 2016 نجحنا في نشر أدوات جديدة جُربت خلال 2017 في الانتخابات الفرنسية والألمانية، وانتخابات مجلس الشيوخ في ولاية ألاباما».


وتابع: «تم حذف عشرات الآلاف من الحسابات الوهمية» إضافة لحذف شبكة كبيرة من الحسابات المزيفة الروسية، من ضمنها مؤسسة إعلامية.


وأعلن زوكربيرغ، عن خطوتين وصفهما بـ«الكبيرتين» أولهما أنه «سيتعين على كل من يرغب في عرض إعلانات سياسية أو إشعارات، تأكيد هويته وموقعه، ويحظر الإعلان على من هم غير ذلك، كما سيتم عرض ما دفع في الإعلانات، وسنبدأ من الولايات المتحدة، ونتوسع إلى باقي بلدان العالم خلال الأشهر المقبلة».


أما الخطوة الثانية، كما يقول: «سنطلب من الأشخاص الذين يديرون صفحات كبيرة أن يجعلوها صفحات حاصلة على العلامة الزرقاء، وهذا سيكون صعبا على الأشخاص الذين يديرون حسابات وهمية، أو التي تنمو عن طريق نشر المعلومات الخاطئة».

 

Deimos | ديموس