رام الله الإخباري
قال جنرال الاحتياط ورئيس المجلس للأمن القومي الإسرائيلي الأسبق، يعكوف عميدرور، إن المواجهة بين إيران وإسرائيل لا مفر منها إذا أسس الإيرانيون في سورية قوة عسكرية تكون نسخة عن تلك التي بنوها في لبنان، وذلك في إشارة إلى حزب الله.
وفي مقابلة مع موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت"، قال عميدرور الذي يعمل اليوم باحثا في "معهد القدس للدراسات الإستراتيجية" الإسرائيلي، قال إن "المواجهة لا مفر منها إذا واصل الإيرانيون جهودهم في بناء نسخة، وربما أقوى، من تلك التي بنوها في لبنان".وأضاف أن إسرائيل لن تسمح لإيران بفعل ذلك، وإذا أصرت فإن الحرب لا مفر منها. على حد قوله.
وبحسب عميدرور "من الممكن أن تضطر إسرائيل للدخول في مواجهة صعبة جدا ومعقدة جدا ومركبة، ويكون فيها خسائر كبيرة جدا للطرفين، من أجل منع إيران من بناء قوة عسكرية مثل تلك القوة في لبنان".
وأضاف أن "حزب الله ليس حقا تنظيما لبنانيا، فهو اليد الطولى لإيران. نحن سمحنا ببنائه، ولكن يوجد هناك اليوم 120 ألف صاروخ، ويجب علينا وقف الإيرانيين في سورية، وعدم السماح ببناء قوة مماثلة".
وقال أيضا إن إيران سبق وأن أرسلت طائرة مسيرة مع مواد متفجرة إلى إسرائيل، مضيفا "ماذا يعني ذلك؟ لماذا نخدع أنفسنا؟ إيران تنقل إلى سورية أفضل وسائلها القتالية، ليس من أجل الدفاع عن الأسد، فهو يجلس بقوة على كرسيه. ومن يبدأ بهذه الطريق يجب أن يعرف أنها تقود في نهاية المطاف إلى حرب قاسية".
وبحسب عميدرور فإن التهديد الإيراني من الشمال ليس تهديدا وجوديا، ولكنه "بمعنى أنه إذا أطلقت الصواريخ باتجاه إسرائيل فإن الحياة الاعتيادية ستتوقف، وتكون الأضرار كبيرة لدرجة أن الإسرائيليين سيتوسلون من أجل حيواتهم، ويجدون صعوبة في الدفاع عن أنفسهم، بينما تسقط الصواريخ في كل مكن بحسب رغبة إيران وحزب الله".
وأضاف أن حرية التحركات الإسرائيلية في سورية لا تزال قائمة. وقال "من الممكن أن يكون قد ارتفع مستوى المخاطر، ويجب اتخاذ أقصى وسائل الحذر. ولكن، بشكل أساسي، أعتقد أن إسرائيل تحافظ على حقها في الدفاع عن نفسها".
وتابع أنه إذا خسرت إسرائيل ذلك، فإن وضعها سيكون صعبا لدرجة أن السؤال بشأن ما إذا كان ممكنا التحرك على الحدود مع سورية أم لا، سيكون السؤال الأقل أهمية.
وقال أيضا "يجب أن نفسر الملاحظات الروسية بأن الروس لا يحبون الوضع الذي تضرب فيه إسرائيل بالقرب من جنودهم، مثلما حصل في T4. ومن الممكن أنهم لا يحبون مجرد الهجوم، ولكن في النهاية فإن إسرائيل دولة سيادية يجب أن تفعل ما تراه صائبا، وما هو جيد بالنسبة لها".
وردا على تصريح توماس فريدمان، والذي جاء فيه أنه سمع مسؤولا إسرائيليا يقول بشكل صريح إنه يقر بالهجوم الإسرائيلي على سورية، قال عميدرور: "أعتقد أن هذه ملاحظة بائسة. لا أعرف من هو المسؤول، ولكن الملاحظة ليست حكيمة بالتأكيد".
إلى ذلك، وفي سياق ذي صلة، قال جنرال الاحتياط المتقاعد، إيلان بيتون، الرئيس السابق لمنظومة الدفاعات الجوية، في حديثه عن جاهزية إسرائيل من ناحية المنظومات الدفاعية، إن الحديث عن "منظومة صلبة بنيت من خلال استخلاص العبر الكثيرة على مر السنين والحروب، وبنيت بشكل تكاملي ضد آليات وضد طائرات، وتعمل بشكل مشترك ومنسق بين الطبقات المختلفة للمنظومات المختلفة. فهي منظومة مدربة ومصقولة، وبإمكان إسرائيل أن توفر الرد الأفضل"، على حد قوله.
وأضاف أن "دولة إسرائيل صغيرة نسبيا. وعدا عن حيوات البشر، فإن المنظومة الدفاعية توفر تكاليف استهداف البنى التحتية ومعالجة مصابين والمس بالحياة التجارية والاقتصادية، وبالتالي فمن الناحية الاقتصادية فمن الصائب مواصلة الاستثمار وتعزيز المنظومة الدفاعية".
عرب 48