اعتبر نعيم قاسم نائب الأمين العام لمنظمة "حزب الله" اللبنانية، "قصف سوريا من لبنان بواسطة الطيران الإسرائيلي، هو أيضاً اعتداء على لبنان، يجب أن يُدان من قبل الدولة لحشد تأييد ضد انتهاك سيادتها"، بإشارة إلى قصف مطار تيفور في حمص وسط سوريا.
ولفت قاسم في حديث تلفزيوني إلى أن "الوجود الإيراني في سوريا، قائمٌ بالتنسيق مع الدولة السورية، وهذا أمر مشروع ومألوف في الوضع الدولي، والغارة الاسرائيلية على مطار تيفور، تشكّل اعتداءً على سوريا وإيران معاً، وهذا له تبعات لا أعلم الآن ما هي حدودها".
وأضاف "لا يخجل حزب الله بأن يقول علناً، إنه ليس في وارد أن يبادر هو ابتداءً إلى فتح جبهة حرب ضد إسرائيل من لبنان، وكلّ أداء الحزب هو في الواقع أداء مقاوِم ودفاعي، ومَن يراقب ما جرى منذ عام 2006 حتى الآن، يجد بأنّ الحزب كان حريصاً على تعزيز موقعه الدفاعي، ولم يبادر إلى عمل هجومي".
وحمّل قاسم إسرائيل المسؤولية "عن ايّ انزلاق يمكن أن يحصل، علماً أنّ تقديرنا الراهن هو أنّ الحرب على لبنان مُستبعَدة، لكنّ المقاومة جاهزة للمفاجآت". ورأى أن "أي عدوان أميركي على سوريا لن يغيّر في موازين القوى، التي أصبحت لصالح النظام وحلفائه".
"هذا ما لمسناه في كوريا الشمالية"
وتطرقت الشخصية الثانية في حزب الله إلى التصعيد بين واشنطن وموسكو، فقال "الطريقة التي يدير بها ترامب ملفاته يغلب عليها الطابع الاستعراضي الصاخب، الذي يمكن أن يؤدي في أحيان كثيرة إلى نتائج عادية جداً، وهذا ما لمسناه عند تصعيد الأزمة مع كوريا الشمالية، حيث شعر العالم بأنّ حرباً عالمية ستقع، وإذ بنا نعرف بعد ذلك أنّ لقاءات محتملة قد تُعقد بين الجانبين لمعالجة مشكلاتهما، وعليه فإننا نستبعد أن يتطوّر الوضع إلى اشتباك أميركي -روسي مباشر، أو إلى حالة حرب واسعة. لكن في نهاية المطاف لا أحد سوى الله، يعرف ماذا يدور في رأس ترامب".
وأكد قاسم أن حزبه لا يرغب في خوض نقاشٍ علني، حول ردودِ الفعل المحتملة، حيال أيّ اعتداء أميركي أو إسرائيلي على سوريا، إذ من ناحية، يجب أن نُبقيَ لأنفسنا الخيارات مفتوحة مع ما يُسبّبه ذلك من قلق لدى العدو، ومن ناحية أخرى لا يصحّ أن نناقش في الإعلام احتمالات قد لا تقع، لكن الأمر المؤكّد هو أنّ اسرائيل تعلم تماماً ماذا يمكن أن يفعل حزب الله، في حالات معيّنة من الاعتداء".
وتوقع قاسم أن تكون ردود الفعل من الاطراف المعنية بسوريا، مرتبطة بالساحة السورية، في حالة وقوع اعتداء على البلاد، مردفا "أيّ كلام عن توسّعِ الأزمة أو تدحرُجِها، يعني أنّ المنطقة أمام عدوان أقرب إلى حرب، وفي العادة من الصعب وضعُ ضوابط للحرب، بغية تحييد بلدٍ دون آخر، لكن أؤكّد مجدداً، أنّ الظروف لا تشِي بحصول حرب شاملة أو مواجهة متدحرجة، إلّا إذا فقد ترامب ونتنياهو صوابَهما كلّياً".