رام الله الإخباري
قال وزير القضاء الإسرائيلي الأسبق يوسي بيلين الخميس، إن "الأوساط الإسرائيلية لديها شبه إجماع على التخلص من قطاع غزة"، مشيرا إلى أن القول السائد في إسرائيل "اذهب إلى غزة" يعني "اذهب إلى جهنم"، مثلما تبين من أمنية رئيس الوزراء الراحل اسحاق رابين بعبارته الشهيرة "أتمنى أن أستيقظ وأرى غزة قد ابتلعها البحر".
وأضاف بيلين وهو أحد الرموز السابقة لعملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، في مقال نشره موقع "إسرائيل بلاس"وترجمته "عربي21"، أن "الأحداث الأخيرة على طول خط الهدنة بين غزة وإسرائيل، جاءت رغبة من أهالي القطاع للتخلص من الضائقة التي يعيشونها".
واعتبر أن "حل هذه الإشكاليات لا يكون باللقاءات الأسبوعية الدامية، التي يتخللها عنف بين القناصة الإسرائيليين والشبان الفلسطينيين"، معللا ذلك أن "القبضة الحديدية قد تكون حلا مؤقتا، لكنها لا تصلح لأن تكون حلا بعيد المدى".
وذكر بيلين أن أحداث المسيرات الفلسطينية تطرح احتمالين، الأول يتمثل في تغيير الموقف الفلسطيني لا سيما حماس، وتحولها في المستقبل طرفا في أي محادثات سلام، والثاني الدخول مباشرة في مفاوضات حول خيار الهدنة، بمعنى وقف استخدام السلاح لعدة سنوات، من خلال إيجاد حلول للترسانة الصاروخية التي بحوزة حماس، دون أن تضطر للاعتراف بإسرائيل والاتفاقيات السابقة.
ورجح الوزير الإسرائيلي السابق الخيار الثاني قائلا: "كفيل أن يتحقق بواسطة طرف ثالث مثل مصر أو روسيا، وقد حصلت في السابق مفاوضات مماثلة حول هدنة ما، وليس هناك من سبب يمنع إعادة طرحها من جديد".
وأشار بيلين إلى أنه التقى برفقة شمعون بيريس في 1978 مع الرئيس المصري الراحل أنور السادات، وأبلغهم أن رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل مناحيم بيغن عرض عليه أن يأخذ غزة، مقابل أن تضم إسرائيل مدينة "ياميت" في شبه جزيرة سيناء، لافتا إلى أن "السادات انفجر وقتها ضاحكا وقال: بيغن اعتقدني ساذجا، وقلت له احتفظ لنفسك بهذا المكان الملعون، قاصدا غزة"، بحسب الوزير الإسرائيلي السابق.
ورأى بيلين والذي شغل وزير الخارجية الأسبق، أن "كل من يعرف قطاع غزة عن قرب، يصعب عليه رؤيته مكانا ملعونا لعدة أسباب"، مبينا أنه "منطقة صغيرة نسبيا من ناحية المساحة ولديه شاطئ بحري جميل، ويمتلك إمكانية لوجود السياحة غير متوفرة في مناطق أخرى من العالم".
واستكمل توضيحه قائلا: "تم اكتشاف حقل غاز فيه عام 1999 بقيمة تزيد عن سبعة مليارات دولار، ومعظم سكان غزة مثقفون"، لافتا إلى أن مشكلة غزة تكمن في الازدحام السكاني منذ أن وصلها اللاجئون الفلسطينيون عام 1948.
وتابع قائلا: "لكن في أعقاب اتفاق أوسلو بين عامي 1994 حتى 2000 تم تغيير الصورة في غزة، بعد الحركة العمرانية الكبيرة وإقامة الأبراج السكنية والفنادق الفخمة، إلى جانب مراكز التسوق والنوادي الرياضية والمطاعم، وباتت أوضاعها تنقلب إلى أفضل ما يكون".
وأضاف أن "اتفاق أوسلو الذي شكل مقدمة لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، أكد أن تكون الضفة الغربية وقطاع غزة وحدة جغرافية واحدة، لكن أريئيل شارون الذي انتخب عام 2001 رئيسا للحكومة لم يكن معنيا بتطبيق اتفاق أوسلو، ولم يبد ثقة بأي طرف عربي، لا بمنظمة التحرير ولا بحماس، كما باح لي في لقاء مشترك معه في أبريل 2005 حين كنت زعيما لحزب ميرتس".
"وقرر شارون الانسحاب بصورة أحادية الجانب من قطاع غزة، وإخلاء التجمعات الاستيطانية منها، لكنه لم يحصل على تعهد أي طرف دولي بإخلاء مسؤولية إسرائيل عن المشاكل التي ستعيشها غزة لاحقا، في حين اعتبر الفلسطينيون أن الانسحاب من غزة جزء من اتفاق أوسلو، باعتباره انسحابا تدريجيا من الأراضي الفلسطينية، ولم يخطر على بالهم أن يقيموا دولة في غزة"، وفق قول بيلين.
عربي 21