انطلقت اليوم الأربعاء، في مدينة رام الله، أعمال مؤتمر بيت المقدس الإسلامي الدولي التاسع، تزامنا مع الاحتفال بذكرى الإسراء والمعراج، تحت رعاية الرئيس محمود عباس، وبدعوة من وزير الأوقاف والشؤون الدينية، الشيخ يوسف ادعيس، وبحضور وفود وسفراء وممثلي دول عربية وإسلامية ودولية.
وقال مفتي القدس والديار الفلسطينية محمد حسين، في كلمته بالمؤتمر، إن مدينة القدس هي مهد الديانات، وتحتل جزءا كبيرا من عقيدة المسلمين والمسيحيين. مشددا على ضرورة تسخير كل الطاقات العربية والاسلامية والدولية، واستغلال كافة الجوانب القانونية للتصدي للهجمة الشرسة التي يشنها الغرب على الأرض المقدسة.
وأكد حسين الدور المهم الذي تلعبه المملكة الأردنية الهاشمة التي رعت ولا تزال ترعى المقدسات الاسلامية والمسيحية في مدينة القدس المحتلة.
بدوره، أكد رئيس الوزراء الأردني السابق طاهر المصري، ضرورة أن ننتقل من التنديد والاستنكار الى العمل العميق والجدي لمواجهة الاعتداءات على مدينة القدس، والتي كان آخرها اعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب القدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة بلاده اليها.
من جانبه، قال رئيس مجلس ادارة صندوق وقفية القدس منيب المصري، إن القدس حاضرة على مستوى العقيدتين الاسلامية والمسيحية، وعلى العالم أجمع أن يفهم أنه لا سلام من دون القدس. مشددا على ضرورة تقديم المبادرات العملية وكل أشكال الدعم والمساندة وأولها الدعم المادي لتعزيز صمود المواطنين فيها، وتعزيز الوجود العربي الفلسطيني.
في هذا السياق، أشار أمين عام الهيئة الاسلامية المسيحية حنا عيسى، الى أنه تم تهويد أكثر من 95% من المساحة الاجمالية 125.156 كم² لمدينة القدس، وذلك لطمس الهوية العربية والاسلامية والمسيحية منها، فضلا عن الحفريات المقامة تحت وحول الأقصى، بهدف إقامة ما يسمى بالقدس الكبرى على مساحة 600كم²، بما يعني هدم كل الكنائس والمساجد المؤدية الى قلب المسجد الأقصى على أساس الهيكل المزعوم.
وقال المفتي العام لجمهورية الشيشان صلاح مجييف، إن القدس قبلة المسلمين وعاصمة فلسطين الأبدية، وإن تهويدها ما هو الا محاولات سخيفة وغير شرعية تستفز مشاعر المسلمين في كل مكان، وسنقف في وجه أي تهويد وأي محاولة من هذه المحاولات.
ووجه رسالة الى كل المسلمين في كافة انحاء العالم لشد الرحال الى المسجد الأقصى المبارك والمشاركة في الفعاليات المنددة بإجراءات الاحتلال الإسرائيلي في المسجد الاقصى ومحيطه.
من جهته، قال رئيس بلدية دبلن مايكل دونتشا (عاصمة جمهورية إيرلندا) "هناك احترام كبير من جمهورية إيرلندا لتحقيق السلام، وأنقل دعمنا للشعب الفلسطيني، فالقدس لها أهمية تاريخية للعالم".
وعلى هامش المؤتمر، تم افتتاح معرض للأرشيف العثماني ومؤسسة احياء التراث التابعة لوزارة الاوقاف، تضمن صورا تظهر علاقة الدولة التركية مع الديانات الأخرى خلال الخمسة قرون الماضية من تاريخ الدولة العثمانية.
يذكر أن المؤتمر أعيد احياؤه في العام 2011، وتضمن 8 دورات خلال الأعوام المتتالية، وهو امتداد لمؤتمر بيت المقدس الاسلامي الأول الي عقد مفتي فلسطين المرحوم أمين الحسيني في العام 1931.