استمرّت إسرائيل، في عام 2017، في احتلالها للحيّز الرقميّ الفلسطينيّ من خلال رصد ومراقبة المضامين الفلسطينيّة في الإعلام الاجتماعيّ وبالتّحديد في موقع فيسبوك، بالإضافة إلى تطويرها لوحدات أمن رقميّة و"منظومة شرطة تنبؤية" تُراقب مئات آلاف الحسابات الفلسطينيّة في وسائل التواصل الاجتماعيّ، وفقا لتقريرِ "هاشتاغ فلسطين" 2017، الذي أصدرته "حملة – المركز العربيّ لتطوير الإعلام الاجتماعيّ، اليوم الثلاثاء
وأوضح التّقرير أن إسرائيل تحلّل منشورات آلاف الحسابات فلسطينيّة في وسائل التواصل الاجتماعيّ، وتُحّدد "مشبوهين" يُحتمل أن ينفّذوا هجمات ضد إسرائيل حسب ادعاءات الحكومة الاسرائيلية.
وأشار إلى أن "ضبط إسرائيل للمحتوى الرقميّ الفلسطينيّ في وسائل التّواصل الاجتماعيّ، أصبح حجّة لاعتقالات وانتهاكات لحقوق الفلسطينيّين، ويُستخدم تجميع هذه البيانات لقمع الفلسطينيّين" مبيّنا أن كلّ هذا يحدث في ظلّ سماح شركات تكنولوجيّة مثل فيسبوك وتويتر ويوتيوب لإسرائيل أن تُراقب المحتوى الفلسطينيّ".
وبالفعل، يُوضح التّقرير أنّ قوّات الاحتلال الإسرائيليّ اعتقلت في عام 2017 حوالي 300 فلسطينيّا في الضّفّة الغربيّة، بما في ذلك القدس الشّرقيّة، بسبب منشوراتهم في فيسبوك، وقد وُجهّت لهم اتّهامات في المحاكم المدنيّة والعسكريّة الإسرائيليّة بالتّحريض على العنف والإرهاب". كذلك، ذكر التّقرير أن وحدة السّايبر الإسرائيليّة كشفت أنّ شركة فيسبوك قبلت 85 بالمائة من طلبات الحكومة الإسرائيليّة لـ"إزالة مضامين قد تكون مؤذية أو خطيرة" خلال العام 2017. هذا يضاف إلى الإجراءات الإسرائيليّة المنهجيّة لرقابة فضاء السايبر الفلسطينيّ، تعتمد إسرائيل على التسلل وعسكرة فضاء السايبر الفلسطينيّ من خلال صفحات مخابراتيّة، تدعو الفلسطينيّين للتّعاون مع المخابرات الإسرائيليّة وتقديم معلومات أمنيّة مقابل "مساعدات" شخصيّة وماديّة.
وبيّن أن الحملات والوسوم التي انتشرت وسلّطت الضوء على أحداث سياسيّة مختلفة؛ حصلت في مدينة القدس خلال السنة، بما في ذلك الإعلان الأميركيّ عن القدس عاصمة لإسرائيل، ومحاولة إسرائيل تركيب بوابات إلكترونيّة كاشفة للمعادن على مداخل الحرم القدسيّ الشّريف. كما كان هناك تفاعل واسع النّطاق مع الوسوم التي سلّطت الضوء على قضية الأسرى السّياسيّين الفلسطينيّين وساندت بعد إعلانهم إضرابًا عن الطعام احتجاجًا على ظروف أسرهم. وسوم أخرى كانت نشطة خلال 2017 عكست شؤون فلسطينيّة داخليّة؛ مثل انتهاكات السّلطات الفلسطينيّة في الضّفة الغربيّة وقطاع غزّة لحقوق التّعبير عن الرأي وللخصوصيّة.
وتطرّق التّقرير إلى مستوى استخدام شبكة الإنترنت وإتاحتها خلال عام 2017، مُبيّنا أنه "كان هناك حوالي 1,110,582 مستخدمًا لشّبكة الإنترنت من فلسطينيي الداخل والقدس و3,018,770 مستخدمًا من سكّان الضفّة الغربيّة وقطاع غزّة. وقد تمّ أخيرًا تفعيل شركة الهواتف النقالة في قطاع غزّة أيضا بعد أن حرّرت إسرائيل التردّدات المخصّصة لاستخدام غزّة، مُشيرا إلى أن أن الفلسطينيّين سكّان الضفّة الغربيّة جرّبوا خدمات 3G، لأول مرّة، في كانون أوّل، بينما أُتيحت الخدمات للزّبائن في 23 كانون الثّاني 2018 فقط، وذلك بعد تسع سنوات من تقدّيم الفلسطينيّين طلبًا أوّليًّا لاستخدام هذه الخدمة. وما زال الزبائن من سكّان غزّة لا يستطيعون استخدام هذه الخدمة. كذلك أصبحت مدن رام الله وبيت لحم وأريحا، في كانون الثاني 2017، متاحة في خدمة Street View في خرائط google.
ويقوم مركز "حملة" بإعداد تقريره "هاشتاغ فلسطين" للتّعبير عن أهميّة توثيق نشاطات الإعلام الاجتماعيّ الفلسطينيّ وانتهاكات الحقوق الرقميّة. حيث أصبحت منصّات الإعلام الاجتماعيّ جزءًا لا يتجزّأ من الحياة اليوميّة الفلسطينيّة، حيث أنّها توفّر للفلسطينيّين منصّة يستطيعون من خلالها التّعبير عن إحباطهم من سياسيات إسرائيليّة جائرة، عن طريق إطلاق الحملات والتّعبير عن آرائهم حول الأحداث السّياسيّة الجّارية التي تؤثّر على حياتهم، وركّز تقرير هذا العام، الذي يصدر للعام الثّالث على التّوالي، على نشاطات جميع الفلسطينيّين في عبر منصات الإعلام الاجتماعيّ، خلال العام 2017، مُقدمًا البيانات والإحصائيات حول استخدام شبكة الإنترنت وإتاحتها، ومستعرضًا أبرز الحملات السياسيّة والاجتماعيّة والوسوم ذات الرواج الواسع، وكذلك الانتهاكات الحقوقيّة ضد الفلسطينيّين على خلفية نشاطهم الرقميّ.