رام الله الإخباري
أُبعدت ابتسام عبيد عن بيتها في العيسوية، وعن وزوجها وأبنائها الثلاثة، لينتهي بذلك 16 عاماً من إقامتها في مدينة القدس بجرة قلم من أحد ضباط سلطة الاحتلال.
اعتقلت ابتسام عبيد 35 عاماً في شهر آذار الماضي مرتين، الأولى كانت مع زوجها وابنها نايف 14 عاماً حيث افرح عنهم بعد ساعات، أما المرة الثانية فكانت هي وزوجها واتهمت بالتواجد غير قانوني بالقدس.
وقالت في لقاء معها :"اعتقلت يوم الأربعاء الماضي بعد اقتحام منزلنا في العيسوية، وحولت للتحقيق في مركز شرطة شارع صلاح الدين، وبقيت رهن الاحتجاز من الساعة السادسة صباحا حتى الثالثة عصراً، والحجة كانت "التواجد غير القانوني بالمدينة لأني أحمل هوية الضفة الغربية".
واوضافت "تزوجت قبل 16 عاماً وعشت في العيسوية وأنجبت أبنائي الثلاثة نايف 14 عاماً، ومحمد 13 عاماً، وأميرة 10 سنوات، وقد حاولت الحصول على الهوية والإقامة أو حتى تصريح للعيش بالمدينة الا ان الاحتلال كان يرفض بحجة "الأسباب الأمنية".
وتابعت السيدة عبيد :"منذ أسبوع لم تجف دموع عيني لأني أبعدت ظُلما وقسرا عن زوجي وأطفالي ومنزلي، ودائمة التفكير بهم وقلقة عليهم، أسأل عن أحاولهم وكيف يتدبرون أمورهم اليومية، وقد أخذت أميرة برفقتي أما نايف ومحمد فبقوا مع زوجي بالقدس، واليوم لا استطيع الدخول الي المدينة وعائلتي لا تستطيع ترك المدينة بسبب عمل زوجي ومدراس أولادي".
وأضافت أن قرار الإفراج عنها كان بشرط عدم الدخول الى القدس، وفي حال تم دخولها المدينة سيتم تحويلها للسجن الفعلي، كذلك سيتم اعتقال زوجها وشقيقه وسجنهما إضافة الى دفع كفالة مالية اجبرا التوقيع عليها.
وما زاد من قهر ابتسام التعامل معها خلال الاحتجاز وساعة الإفراج عنها، حيث قالت :"خلال ساعات احتجزي ونقلي بسيارة الشرطة تعاملت المجندة معي بطريقة استفزازية صراخ ودفع، حتى أبسط الحقوق حاولت حرماني منها، والأشد ألماً كان نقلي بسيارة الشرطة بالقرب من منزلي في قرية العيسوية، وقولهم لي.. "ودعي منزلك الآن من الخارج"، ثم نقلت مباشرة الى حاجز الزعيم"، وأصبحت خارج حدود المدينة، وكان بانتظاري والدي زوجي والذي نقلني الى عند والدتي.
وفي لقاء مع زوج ابتسام، الشاب وسيم عبيد 40 عاماً والذي أمضى في سجون الاحتلال 5 سنوات اضافة الى اعتقالات ومداهمات لمنزله قال :"خلال السنوات الماضية حاولنا الحصول على إقامة لزوجتي لكن الجهات الإسرائيلية والمحاكم رفضت ذلك بحجة "الرفض الأمني"، وفي الاعتقال الأخير حاول معي المحقق بأسلوب الترغيب لنحصل على إقامة لزوجتي لكني رفضت ذلك، وقبل عدة أشهر فقط تم تسجيل أولادي الثلاثة بهويتي بعد سنوات من المماطلة والتأجيلات بحجة "الأسباب الأمنية".
وأضاف عبيد "اليوم وبعد 16 عاما يشتت الاحتلال شمل العائلة، جزء منها بالقدس والآخر بمدينة رام الله، حرمنا من أبسط الحقوق وهو أن تكون العائلة مع بعضها."من جهته، قال محمد أبو الحمص عضو لجنة المتابعة في قرية العيسوية ان مخابرات الاحتلال خلال الشهرين الأخيرين تعمدت اعتقال النساء من القرية واحتجازهن عدة ساعات تحت حجج مختلفة، وهذا أسلوب يحاول الاحتلال من خلاله الضغط على أهالي القرية.وطالب أبو الحمص المؤسسات الحقوقية المحلية والدولية التدخل الفعلي والسريع لإرجاع السيدة ابتسام عبيد الى منزلها في القدس.
وكالة معا