رام الله الإخباري
تواصلت التحليلات الإسرائيلية بشأن التطورات المتوقعة من مسيرات العودة، والحديث الإسرائيلي عن خطط عملياتية لمواجهتها في حال استمرت هذه المسيرات.
فقد ذكر يوحاي عوفر الخبير العسكري بصحيفة مكور ريشون أن أعداد المشاركين في مسيرات العودة تعتبر نجاحا من قبل الفلسطينيين، وأن منظمي المسيرات نجحوا جزئيا في فعالياتهم هذه، مما يعني أننا أمام شهر ونصف من توتر قد يبلغ ذروته في الأسابيع القادمة.
وأضاف في تقرير له أن المنظمات الفلسطينية قد تسعى لدفع الأمور نحو مزيد من التصعيد حتى أواسط مايو القادم، وبذلك فقد نكون على مشارف مرحلة جديدة من التوتر الأمني، وربما نجد أنفسنا في مواجهة حقبة من أيام القتال الطويلة في مناطق القطاع.
يوسي ميلمان الخبير الأمني كتب في معاريف أن الجيش الإسرائيلي قد لا يستطيع التكيف مع حالة الاستنزاف الدموي على حدود قطاع غزة حتى إشعار آخر، وربما يسعى لاتباع إجراءات المزيد من ضبط النفس، في مواجهة استمرار المسيرات الشعبية الفلسطينية التي قد تحاول اقتحام خط الهدنة، وهو سيناريو مرعب لم تعهده إسرائيل منذ سنوات طويلة، لكنه قد يتحول أمرا واقعا مع مرور الوقت.
وأضاف في مقال مطول أن قيادة الجيش لا تفضل أن تقيس الأمور الميدانية مع الفلسطينيين بموازين الدماء، لكنها قد تضطر لذلك، إن أصرت على عدم السماح للفلسطينيين بالاقتراب من خط الهدنة، أو المس بالبنى التحتية الأمنية، وتخريب المعدات الهندسية، والإضرار بمواقع الجيش الحدودية، والأهم من كل ذلك محاولة التسلل داخل إسرائيل.
وأوضح أن الفلسطينيين حصلوا على صورة انتصار كبيرة في مسيرات يوم الجمعة، وطالما أن اللعبة بين الفلسطينيين والإسرائيليين تعتبر صفرية، فإن أي نجاح لفريق تعني خسارة للفريق الآخر، وما زال الجيش الإسرائيلي لم ينجح حتى اليوم بتحقيق الردع الذي يسعى إليه، ونحن ما زلنا بعد في الأيام الأولى من هذه المسيرات التي قد تمتد شهرا ونصف أخرى، إلى ما بعد أيام النكبة في مايو القادم.
لكن منظمي المسيرات نجحوا في حشد عشرات الغلاف من الفلسطينيين الذين احتكوا بالجيش الإسرائيلي، كما خرجت أصوات عربية تدين السلوك الإسرائيلي، ورغم وجود عدو مشترك بين إسرائيل وعدد من الدول العربية المعتدلة ممثلا بإيران، لكن القضية الفلسطينية ظهرت مجددا كجرح مفتوح يأبى أن يندمل، فضلا عن الدعوة التي وجهت من مجلس الأمن الدولي لم تلق ترحيبا أو ارتياحا في تل أبيب، وجعلت الموضوع الفلسطيني يتصدر النقاش في المجتمع الدولي من جديد.
وختم بالقول: الجيش الإسرائيلي قد لا يستوعب أن يستمر في إحصاء أعداد القتلى والمصابين الفلسطينيين كل يوم، وربما يسعى للتفكير بطريق جديدة لتجاوز هذه الظاهرة، وإلا فإن الكوابيس التي يخشى منها الجيش سوف تجد طريقها للتحقق على الأرض.
آلون بن دافيد الخبير العسكري في القناة الإسرائيلية العاشرة قال في صحيفة معاريف، إن البداية الأولى من المسيرات الفلسطينية كانت محاولة لجس النبض بين الجانبين، وكل طرف فحص مدى جاهزية الطرف الآخر، واطلع على نقط ضعفه وقوته.
وأضاف في تحليل له أن منظمي المسيرات يسعون لأن تتصدر غزة اهتمامات الأسرة الدولية، وفي حين منع الجيش وصول المتظاهرين لخط الهدنة، فقد أثبت الفلسطينيون قدرتهم على حشد عشرات الآلاف من المشاركين.
ورغم مرور الأيام الأخيرة بهدوء على الإسرائيليين في غلاف غزة، لكن الخشية من سقوط صواريخ وتدهور أمني قد يرافقنا خلال الأسابيع الستة القادمة، ومع ذلك يجب التذكر جيدا أن أمامنا سبعة أيام جمعة، وذكرى النكبة الفلسطينية، ونقل السفارة الأمريكية للقدس.
وختم بالقول: في ظل نجاح الفلسطينيين بتصدير اسم غزة إلى سلم الاهتمامات الدولية فهذا نجاح يحسب لهم، وهكذا فإن الطرفين سيستخلصان العبر من الأسبوع الأول، وربما أن الدرس الأول للفلسطينيين يتمثل بدفع المزيد من المتظاهرين في الأيام القادمة، ما يعني أن الجزء الصعب من هذه الفترة لا زال أمامنا بعد.
يوآف ليمور الخبير العسكري بصحيفة "إسرائيل اليوم" قال إن الجيش بات مطالبا بتحضير خطة عمل ميدانية لمواجهة استمرار هذه المسيرات الفلسطينية، لأننا أمام ظاهرة متواصلة، وقد ترافقنا شهورا قادمة، بالتزامن مع صدور مواقف دولية على مدار الساعة كلما كان الحدث الميداني مشتعلا في غزة، مما يعني أن أحداث يوم الجمعة سوف تتكرر قريبا.
وأضاف في تقرير له أن ذلك يتطلب من الجيش أن يكون في حالة جاهزية وتأهب مستمر على مدار الساعة على طول حدود غزة، لأن استمرار الاحتكاك بين الجانبين سيؤدي بالضرورة لزيادة الحدة في الفعل ورد الفعل، مما قد يؤثر سلبا على صعيد الحياة اليومية للإسرائيليين في الجنوب، ويضع أمام الجيش تحديا من نوع جديد، مزدوج هذه المرة: سياسي وعسكري.
على الصعيد العسكري، فإن القوات العسكرية ستكون مطالبة بالاستعداد لمزيد من العمليات الميدانية، وتعزيز حدود القطاع بالمزيد من الأسلحة والمعدات والاستخبارات.
أما على الصعيد السياسي، فإن إسرائيل مضطرة للتعامل مع أزمة معقدة، وتشرح للعالم أن الفلسطينيين هم الجانب السيئ في هذا المشهد، وهذا صعب لأن العالم ينظر للصورة بصيغة أبيض وأسود، وفق مؤشرات الإحصائيات التي تعد أعداد القتلى الفلسطينيين برصاص الجنود الإسرائيليين. وختم بالقول: كل ذلك يتطلب من إسرائيل التجهيز لخطة ذات بعد استراتيجي تستبق أي توجه دولي يفرض عليها حلولا للوضع في غزة.
عربي 21