رام الله الإخباري
اعتبر رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، غادي آيزنكوت، أن التصعيد العسكري بين إسرائيل وفصائل المقاومة في قطاع غزة حتمي، وأن الحلبة الفلسطيننية عموما قابلة للانفجار، وأن "هذا الأمر يلزمنا بالحفاظ على أهبة الاستعداد بشكل متواصل".
وتابع آيزنكوت:" ينبغي علينا العمل بصرامة وقوة حيال التهديدات المتطورة في الحلبة الإستراتيجية المتغيرة وإثبات تفوقنا الواضح بهدف الدفاع عن الدولة وحسم المعركة أمام العدو"، حسب تعبيره.
تصريحات رئيس هيئة الأركان وردت خلال مراسيم توزيع شهادات التقدير على الضابط المتميزين في جيشه، التي جرت في قاعدة "بلماخيم" العسكرية ومقابلات صحفية مع وسائل الإعلام الإسرائيلية، عشية "الفصح العبري" والتي ستنشر بشكل موسع في الصحف يوم الجمعة القادم.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، عن آيزنكوت قوله، إنه "على ضوء التوتر الحاصل في الجنوب على حدود قطاع غزة، فإن على الجيش الإسرائيلي، أن يكون يقظا ومستعدا لأي سيناريو، أمامنا الكثير من التحديات، وفي حال حدوث أي تطور فعلى الجيش الرد بقوة وحزم".
وأشار إلى حالة التأهب على حدود غزة، على ضوء التوتر في الأسابيع الأخيرة والتحضيرات الفلسطينية لـ"مسيرة العودة الكبرى".
وقال رئيس أركان جيش: "لن نسمح للفلسطينيين بتخطي السياج، فالأمور تشير لتنفيذ إجراءات القبض على كل شخص يحاول تخطي السياج، وضعنا أكثر من 100 قناص تم تجنيدهم من جميع وحدات الجيش، خاصة من الوحدات الخاصة. إذا كان هناك أي تهديد للحياة، هناك أمر بفتح النار. لن نسمح بالتسلل الجماعي إلى إسرائيل وإلحاق الضرر بالسياج، وبالتأكيد عدم الذهاب إلى المستوطنات. المبادئ التوجيهية هي استخدام الكثير من القوة".
وسرد أيزنكوت النشاط السري للجيش الإسرائيلي والمؤسسة الأمنية، وكشف أنه "خلال فترة ولايتي كرئيس أركان، تم تنفيذ أكثر من 1000 عملية خارج الحدود، لا نقوم بنشرها، فنحن نبحث عما يساهم في تدعيم أمن إسرائيل ".
من جهة ثانية، لفت آيزنكوت إلى أن "في الشمال، تتشبث إيران بالأراضي السورية ولبنان وتدعم تسلح حزب الله"، وشدد على "ضرورة العمل بصرامة وقوة حيال التهديدات المتطورة في الحلبة الإستراتيجية المتغيرة، وإثبات تفوق الجيش الإسرائيلي الواضح بهدف الدفاع عن الدولة وحسم المعركة أمام العدو".
وقال رئيس هيئة الأركان لصحيفة "هآرتس" إن قلقه الرئيسي حيال ما يحصل في الأراضي الفلسطينية، مبينا، أن إسرائيل ستواجه "تحديات كبيرة بالتزامن مع احتفالات الـ70"، وقال إن "الواقع في غزة صعب للغاية ، لكنه لم يتحول بعد إلى أزمة إنسانية".
ويعتقد أن فرص التصعيد الأمني خلال العام الحالي آخذة في التزايد، وذلك بسبب الأحداث في عدة مناطق، خاصة في الساحة الفلسطينية، مؤكدا أن ما يحدث الآن في الأراضي الفلسطينية يثير قلقه.
ووفقا لرئيس الأركان، فإن إسرائيل لا تشخص لدى فصائل المقاومة النية في شن حرب، لكن التطورات المحلية قد تؤدي إلى تصعيد غير متوقع.
ويصف آيزنكوت حقيقة معقدة للغاية بصفوف الفلسطينيين، قائلا: "في الأشهر المقبلة، حيث تتراكم المناسبات والفعاليات وتتزامن معا، سواء يوم الأرض، النكبة، احتفالات إسرائيل بالاستقلال، نقل سفارة واشنطن للقدس، اقتراب نهاية عهد محمود عباس، وتعثر المصالحة الفلسطينية، الأزمة بغزة، وحقيقة أن حماس في غزة في أزمة خطيرة، مع تطور تحديات كبيرة قابلة للاشتعال والانفجار في الشرق الأوسط".
كما ويصف رئيس الأركان الواقع الاقتصادي والمدني في غزة بأنه صعب للغاية، لكنه يزعم أنه لم يتطور بعد إلى أزمة إنسانية، قائلا إننا "نبذل جهودًا كبيرة لتحسين هذا الوضع. هناك مصلحة إسرائيلية واضحة بأنها لن تصل إلى الانهيار. لقد كان منسق الأنشطة الحكومية في الضفة الغربية يتجول في جميع أنحاء العالم في الشهر الماضي لجلب الموارد هناك".
يشار إلى أن الأوضاع على حدود غزة شهدت خلال الأيام الماضية توترا بعد نجاح أربعة شبان فلسطينيين، في اختراق السياج الحدودي وإشعال النار في حفار إسرائيلي يعمل في حفر الأرض بهدف بناء جدار أمني تحت الأرض لمنع حفر أنفاق من قطاع غزة باتجاه جنوب البلاد.
وتزامن ذلك مع مناورات عسكرية نظمتها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، شارك فيها نحو 30 ألف مقاتل، تخللها قيام جيش الاحتلال بإطلاق عشرات الصواريخ الاعتراضية من منظومة "القبة الحديدية" بعد ان اعتقد بحدوث هجوم صاروخي من قطاع غزة، بسبب سماع أصوات عيارات نارية ثقيلة خلال تدريبات "كتائب القسام، الأمر الذي تسبب بحرج وانتقادات لجيش الاحتلال.
وتخشى سلطات الاحتلال من تفجر الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، يوم الجمعة القادم، مع انطلاق مسيرة العودة من قطاع غزة باتجاه جنوب البلاد، حيث قرر جيش الاحتلال نشر عدة كتائب وعشرات القناصين بهدف منع المحتجين الفلسطينيين من اختراق السياج الأمني.
عرب 48