لم تكن فكرة إقامة خطوط سكك حديد قطارات لربط المستوطنات المقامة على أراضي الضفة الغربية بأراضي عام 1948، لتحقيق مصالح المستوطنين خارج مشاريع دولة الاحتلال الإسرائيلي وليدة اللحظة، بل هي مطروحة منذ العام 1982.
وأعادت الصحافة الإسرائيلية التذكير بالمشروع عام 2010 بالإشارة إلى أنه تم رصد مبالغ مالية لتنفيذه، وفي الخامس عشر من آذار الجاري صادق وزير النقل والمواصلات في حكومة الاحتلال "يسرائيل كاتس" على إنشاء أول خط قطار خفيف في شمال الضفة الغربية، بتكلفة إجمالية تصل نحو 4 مليارات شيقل (مليار و150 مليون دولار)، بطول يصل نحو 35.5 كيلومتر.
وقال منسق لجنة الدفاع عن الأراضي في محافظة سلفيت جمال الأحمد للوكالة الرسمية : باشرت سلطات الاحتلال بتنفيذ هذا المشروع، ومن المتوقع الانتهاء منه في العام 2025".
واوضح أن "تكلفة المرحلة الأولى 3 ملايين شيقل التي ستربط بين مستوطنتي "روش هعاين" و"بيتح تكفا" الواقعتين في منطقة راس العين المحتلة عام 1948، ومستوطنتي "أرائيل" و"بركان" الصناعيتين، بالإضافة إلى جامعة "أرائيل"، ومستوطنة "تفوح"، المقامتين على أراضي محافظة سلفيت حتى تصل الأغوار.
وبين الأحمد، أن هذا المشروع يسيطر على ما يقارب 2000 دونم من أراضي قرى: الزاوية، ومسحة، وبديا، وسرطة، وكفر الديك، وبروقين، ما يعني تدمير الأراضي الزراعية، واقتلاع الأشجار، ونسف مصادر المياه.
وأكد أن هدف المشروع الأساسي هو الهيمنة الاقتصادية، من خلال نقل المصانع، ووضعها خارج الجدار، بالإضافة إلى أهداف سياسية ترمي إلى تقطيع أواصر الضفة الغربية بعضها عن بعض، موضحا أن "الخطة الإسرائيلية ترمي إلى إقامة 11 سكة حديد بالضفة الغربية بطول 475 كم، و30 محطة قطارات".
وحسب الموسوعة الفلسطينية، تعطلت جميع الخطوط الواصلة إلى الدول العربية المجاورة في العام 1948، وقامت إسرائيل بتمديد خطوط جديدة وصلت الخط القديم (حيفا– القدس) بتل أبيب، ومدت خطا آخر بين "تل أبيب وكريات جات وبئر السبع"، وتم إنجازه عام 1955، ثم أكمل إلى ديمونة في العام 1965، ومنجم الفوسفات في شمال شرق النقب في العام 1970، وبلغ طول الخطوط الحديدية في فلسطين المحتلة عام 1978 نحو 516كم.
وبلغ مجموع أطوال السكك الحديدية في فلسطين 620 كم، أي بكثافة عالية وصلت إلى 2.3 كم/100كم2. وبلغ عدد ركاب القطارات عام 1934-1935 قرابة 2.100.000 نسمة.