صمود سعدات والأسير عاصم قصة حب تتحدى الأسر

صمود سعدات والاسير عصام

رام الله الإخباري

من خلال تواصلها مع الأسرى لطبيعة عملها في مؤسسة الضمير، تعرفت صمود على الأسير عاصم، ومن خلال التواصل بالرسائل أحبته وتعلقت به، لم تره ولو لمرة واحدة من قبل، لكنها أحبت "انسانيته، وصموده، ونضاله، وفكره، وتفاؤله" كما تقول.صمود سعدات ناشطة فلسطينيّة، وتعمل حاليا باحثة في مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الانسان، نشأت في بيت ثوريّ ووطنيّ وقوميّ.

وصمود هي بنت الأمين العام الحالي للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، أحمد سعدات الأسير في السجون الإسرائيليّة، منذ 12 عاما، من اصل 30 عاما هي فترة حكمه.

وعاصم الكعبي من مخيم بلاطة ويقضي 18 عاما حُكم فيها من قبل سلطات الاحتلال، وبقي له منها 3 سنوات.وتمت مراسيم الخطبة والارتباط مبدئيا يوم الجمعة الماضي على أن يتم استكمالها خلال شهر نيسان المقبل.

وتقول صمود إن "كليهما قرر الارتباط عندما شعر بالانسجام، وبأنهما يحملان ذات المشاعر الانسانية، ليثبتا أن المسافات وانعدام اللقاءات لا يمكن أن تقف عائقا أمام أي اثنين يحبان بعضهما".
صمود سعدات والاسير عصام

وتضيف "دائما هناك رسالة يحملها أبناء شعبنا، بأن من حقنا أن نعيش ونحب ونفرح، رغم كل ما نعيشه ونمر به، فالبعد القسري لا يقف أمام الحياة الانسانية، وعلينا أن ننتزع حقنا بالحب ونتحدى الظروف، وهذا ما حصل معي".

صمود الممنوعة من زيارة والدها، من قبل سلطات الاحتلال، كانت المرة الوحيدة التي التقت والدها بها بعد اعتقاله، خلال العام 2015، بعد 9 سنوات من أسره وهي تطمح لزيارته مرة أخرى. كما ترجو لقاء خطيبها لأول مرة في حياتها.

ولأن رأي الوالد يعتبر لصمود عاملا مهما كما وصفت، كان لا بد من مشورته برأيه بعاصم قبل الارتباط، خصوصا أنهما قضيا مع بعضهما عاما كاملا خلال 2011 في سجن "هداريم".

ومع أن الكعبي في سجن ريمون حاليا وسعدات في سجن النقب، الى أنه تم التواصل، والموافقة والرضى على الخطوبة لكسر حواجز الظروف، وأولها الأسر.وبعد استشارة الأب والاتفاق تم التعارف بين عائلتي الكعبي في مخيم بلاطة، وسعدات في رام الله، والاتفاق على قراءة الفاتحة التي جرت يوم الجمعة الماضي.

وتتمنى سعدات أن يسمح لها وتستطيع لقاء والدها، وخطيبها وتقول: لم أشعر أن السجن يعيش بداخل عاصم، فعاصم انسان منفتح، صاحب فكر، ورأي صلب قوي، يواجه كل الظروف، وهو متفائل، يريد العودة لحياته الطبيعية، وبناء أسرة وبيت كالآخرين.

"ولأجل كل ذلك أحببته، ومع ذلك فإنني أرغب جدا بلقائه شخصيا، فالتواصل الشخصي جميل بعد التعارف والمحبة عن بعد". اضافت قصة صمود وعاصم ليست الأولى، فهناك حالات عدة لنساء فلسطينيات تحدين وارتبطن بأسرى داخل السجون الاسرائيلية  فالأسير المرافق في ذات الغرفة لعاصم، وهو رأفت البوريني تمت خطبته على فتاة بعد أن تعرف عليها خلال زيارتها لشقيقها في الأسر.

 

الوكالة الرسمية وفا