من متاجر صغيرة الى مصانع ضخمة ...صناعة الأثاث في سلفيت تزدهر

صناعة الأثاث في سلفيت

رام الله الإخباري

شهد قطاع الأثاث في محافظة سلفيت بعد العام 2006 انتعاشا كبيرا، وبدأت المناجر الصغيرة تتحول إلى مصانع ضخمة، بموظفين إداريين، ومهندسين، ومحاسبين، ومصممين، تجمع بين الحداثة في الإنتاج والعراقة في التصميم، باستثمارات هائلة، تسوَّق إلى داخل أراضي عام 48، والدول الخارجية.

 تركزت هذه المصانع في المنطقة الغربية لمدينة سلفيت، بين قرى: مسحة، وبديا، وقراوة بني حسان، والزاوية، وأصبح "الأثاث" من أبرز القطاعات في المحافظة.

مدير التجمع العنقودي لقطاع الأثاث في سلفيت خالد محبوبة يقول لـ"وفا": التجمع أنشئ في محافظة سلفيت، استجابة لاستراتيجيات مجلس الوزراء باتباع منهجية التجمعات العنقودية، حيث تم استهداف 5 قطاعات على مستوى الوطن: التجمع العنقودي لقطاع الأثاث في سلفيت، والتجمع العنقودي للجلود والأحذية في الخليل، تجمع الحجر والرخام شمال الخليل وبيت لحم، وتجمع السياحة والمشغولات اليدوية في القدس، وتجمع النخيل والتمر في غزة، وتم دعم هذه التجمعات خلال السنوات الأربعة الأولى من الوكالة الفرنسية للتنمية.

ويوضح أنه في السنوات القليلة الماضية، كان نصف إنتاج الأثاث يأتي من غزة، والنصف الآخر من نابلس، وفي الوقت الحالي أصبحت إنتاجية محافظة سلفيت تصنف في المرتبة الثانية، أي ما نسبته 50% من نابلس، و35% من سلفيت، و25 من محافظات اخرى.

ويضيف "ساهمت في البداية (11) شركة مؤسسة للتجمع العنقودي في سلفيت، حالياً لدينا (70) شركة منضوية تحت قطاع الأثاث، المنهجية التي قامت على أساس استهداف قطاع اقتصادي نشط في منطقة جغرافية محددة، لتمكين المصانع على المنافسة في السوق الداخلي، واستكشاف أسواقها الخارجية، بطرق علمية، ودراسات حثيثة، ومنحها الثقة بقدرتها على التصميم بجودة عالية."

ويكمل محبوبة، تصنف جودة منتجات قطاع الأثاث في محافظة سلفيت بالمراكز الأولى، ففي العام 2014،  كان 95% من المنتجات تسوق في السوق الإسرائيلي، ويتم استغلال المصانع والخبرات والهوية الفلسطينية بطريقة سيئة، حيث يقوم التاجر الإسرائيلي بتغليف المنتج باسم الشركات الإسرائيلية، ولكن بالوقت الحالي فقط 75% من منتجات المحافظة الآن تذهب للسوق الإسرائيلي، و 25% تسوق داخليا.

ويتابع: المستهلك الفلسطيني بات يعي جودة المنتج الفلسطيني، وقدرته على منافسة المنتجات الأخرى في السوق، واذا وجد المنتج الفلسطيني بجانب المنتج الصيني أو التركي مثلا يصعب عليه تجاوز المنتج الفلسطيني، وإن لم يكن الخيار الأول، فهو ينافس ليكون ذلك.

يتشكل التجمع العنقودي لقطاع الأثاث في سلفيت من مجموعة واسعة من المنشآت، بحيث تضم في تشكيلها الموردين الرئيسيين، ووحدات التوريد والمصنعين (أعمال خشبية- الحدادين- الرسامين- التنجيد)، بالإضافة إلى الموزعين وصالات العرض، وتعمل المجموعة على إنتاج أنواع مختلفة من غرف النوم، والطعام، والأثاث المكتبي، وأنواع مختلفة من الجداول، والأرائك، والمطابخ.

يقول رئيس الغرفة التجارية إياد الهندي: تعمل غرفة التجارة والصناعة في سلفيت على تعزيز تنمية وتطوير الأعمال التجارية والصناعية، لذلك كانت من الداعمين لفكرة التجمعات العنقودية، لما لها من أهمية في إحداث نقلة نوعية للقطاعات الاقتصادية التي تستهدفها، والنهوض بأنشطتها المختلفة.

ويضيف الهندي: مشروع التجمعات العنقودية سيؤسس لمشاريع أخرى مستقبلية قادرة على أن تصنع تنمية اقتصادية فلسطينية يقودها القطاع الخاص.

وبهذا الصدد، أوضح أن هدف التجربة العنقودية في قطاع الأثاث هو تعزيز القدرة التنافسية للشركات المحلية، وخاصة الصغيرة، والمتوسطة الحجم، لزيادة حصتها السوقية في الأسواق المحلية، واستكشاف أسواق جديدة للتصدير، وذلك من خلال الدعم، وإعادة هيكلية القطاعات الإنتاجية، والقطاعات الفرعية ذات الفرص عالية النمو، عبر إنشاء الروابط بين مختلف الجهات ذات العلاقة، بالإضافة إلى تحسين آليات الحوار بين القطاعين العام، والخاص.

ومن الأمثلة على هذه المصانع ورواد العمل في هذا القطاع شركة (م. مرعي) للمفروشات، التي تأسست عام 1998، وتعمل بعدة مجالات للأثاث (كنب، وغرف نوم، ومفروشات، وصالونات)، وفي بداية انتفاضة الأقصى والإغلاقات، وجد العاملون صعوبة في توفير المواد الخام، ومستلزمات النجارين إلى هذه المنشآت، ومن هنا تبلورت في ذهن إسماعيل شقور فكرة إنشاء محل صغير حسب الإمكانيات البسيطة في ذلك الوقت يهتم بتوفير مستلزمات النجارين والمنجدين، وساهم في استمرارية معظمها في العمل في هذا المجال.

 تطورت تجارة شقور بتوفير كل المواد الخام والمستلزمات في هذا المجال، فأصبح بإمكانه المنافسة، وفي سنة 2011 أسس ما يعرف اليوم باسم "شركة إسماعيل شقور وإخوانه"، وانبثقت منها عدة فروع تجارية، وصناعية، منها: شركة إسماعيل شقور للأثاث المنزلي بأنواعه، وشركة إسماعيل شقور للإسفنج.

التجمع العنقودي خلال السنوات الماضية نفذ أكثر من 45 مشروعا ومباردة، وأكثرها تميز بالتركيز على التعليم المهني كالشراكة مع كلية حجاوي بتوقيع وثيقة تفاهم لأول مشروع فلسطيني في مجال التلمذة المهنية، وإنشاء أول مركز للإبداع والتميز في فلسطين مختص لقطاع الأثاث بالشراكة مع جامعة النجاح الوطنية.

 وحاليا يتم إنشاء المركز بفرعين واحد بالجامعة، والآخر في مقر التجمع بغرفة التجارة والصناعة بمدينة سلفيت، وتستهدف بالمرحلة الأولى موضوع التصاميم للحصول على الهوية الأولى في هذا المجال، ومركز لفحص الجودة، ليكون أول طابع في هذا القطاع "صنع في فلسطين" يخرج من سلفيت، خلال العامين المقبلين.

 

وكالة وفا الرسمية