يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، تحقيقات في قضايا فساد، الأمر الذي يثير تساؤلات حول شخصية الخليفة المرتقب، في حال ثبات تلك التهم.
تناول تقرير لوكالة "بلومبيرغ" فرص موشيه كحلون، وزير المالية في حكومة بنيامين نتانياهو، بأن يصبح رئيس الوزراء القادم، في حال استقالة بنيامين نتانياهو، وذلك بفضل إنجازاته الاقتصادية، ودعمه لطبقات المجتمع الفقيرة والمتوسطة.
ويبلغ كحلون من العمر 57 عام، وهو ابن لعائلة مكوّنة من سبعة أطفال، هاجرت من ليبيا سنة 1949.وبدأ كحلون العمل في سن الرابعة عشر بصيد الأسماك صباحاً لدعم عائلته، ومن ثم ترك المدرسة ليشتغل في أعمال البناء وورشات الحديد في إحدى المستوطنات.
وأمضى خمس سنوات في الخدمة العسكرية قبل افتتاحه لمتجر متخصص ببيع قطع غيار السيارات.وعاد كحلون في الثلاثينيات من عمره، للدراسة مجدداً، وحصل على شهادة في القانون والعلوم السياسية، قبل أن يلتحق ببرنامج للإدارة من مدرسة "هارفارد للأعمال".
دخل كحلون المعترك السياسي، وأصبح وزيراً للاتصالات، حيث سنّ قوانين خاصة متصلة بقطاع الهواتف المتحركة، ساهمت في تخفيض فواتير المستخدمين بنسبة وصلت إلى 90 في المئة منذ العام 2009 بحسب تقرير "بلومبيرغ".
وعيّن بعد ذلك وزيرا للمالية، حيث عمل على تحسين الاقتصاد الإسرائيلي، ورفع معدلات النمو، وتخفيض نسبة البطالة، وزيادة الرواتب.
وخصّصت وزارة المالية التي يترأسها في نوفمبر الماضي، مبلغ 291 مليون دولار لبناء مساكن للمستوطنين في الضفة الغربية المحتلة في خطة تمتد لخمس سنوات، وهو واحد من بين مشاريع كثيرة قام كحلون بدعمها منذ تسلمه الوزارة في عام 2015.
وبالرغم من كونه نجماً صاعداً في حزب الليكود، إلا أن كحلون شعر بأن الحرس القديم سيعرقلون السياسات والاستراتيجيات التي يدعمها، لذا انشق عن رئيس الوزراء في 2012 ليؤسس حزبه الخاص Kulanu أو "جميعنا"، والذي لديه عشرة مقاعد في الكنيست.
ونقلت "بلومبيرغ" عن كحلون قوله حول تركه لليكود: "كنت واحداً من أكثر قادة الليكود شعبيةً، وكان باستطاعتي الاستمرار بذلك، إلا أني وجدت نفسي أمام خيارين، إما البقاء وبيع قيمي، أو أخذ فرصة لاحتفظ بها، واخترت ذلك".
ويأتي الملف الفلسطيني في طليعة المواضيع الهامة التي ينبغي لكحلون، والذي يجيد التحدّث بالعربية، التعامل معها، في حال فوزه بمنصب رئاسة الوزراء، إلا أن كثيرين يعتقدون بأنه لا يمكن الوثوق به، نظراً لأن وجهات نظره لا تختلف كثيراً عن التيار الرئيسي للفكر اليميني.
وبخلاف ذلك الاعتقاد، صرّح كحلون في مناسبات قليلة حول إمكانية التعاون مع الفلسطينيين، ونقلت "بلومبيرغ" قوله: "مصيرنا أن نعيش معاً، وعلينا أن نترك باب الحوار مفتوحاً حتى ولو كان هناك صدع في العلاقات بين الإسرائيليين والفلسطينيين. أعتقد أنه عندما يكون الوقت مناسباً لمزيد من المحادثات السياسية البنّاءة، فإن طريق الاتصالات سيكون ممهداً".