أعلن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، الخميس، أن لبنان تعتزم تعزيز وجوده العسكري على الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة . وقال الحريري "نحن سنرسل المزيد من جنود الجيش اللبناني إلى الجنوب ونؤكد نيتنا نشر فوج نموذجي".
جاء ذلك في روما خلال مؤتمر وزاري دولي لدعم قوات الأمن اللبنانية، إن إسرائيل "تبقى التهديد الرئيسي للبنان، وانتهاكاتها اليومية لسيادتنا يجب أن تتوقف". وأضاف "في حين نفكر في طرق للانتقال من حالة وقف الأعمال العدائية إلى حالة وقف دائم لإطلاق النار، تواصل إسرائيل وضع خطط لبناء جدران في المناطق المتنازع عليها على امتداد الخط الأزرق".
ودعا الحريري في مستهل المؤتمر الدولي، والذي سيتبعه اجتماعان في باريس وبروكسل، إلى التحرك لتعزيز جيش بلاده كونه ضمانا "لاستتباب الأمن" في لبنان والمنطقة برمتها. وقال إن انعدام الاستقرار في المنطقة "دليل على الحاجة إلى بناء المؤسسات الأمنية للدولة، التي هي المدافعة الوحيدة عن سيادة لبنان".
وأكد الحريري أن أهمية المؤتمر تنبع من أن اللبنانيين كانوا أول من "حرروا أرضهم" من تنظيم "الدولة الإسلامية"، "بوسائل قليلة"، مشيدا بعناصر القوى المسلحة الذين "ضحوا بحياتهم وأولئك الذين لا يزالون يخاطرون في مواجهة التهديد الشامل الذي يمثله الإرهاب بكل أشكاله". مضيفا "نحن هنا لبناء الثقة لأننا ندرك بأن استمرار استتباب الأمن في لبنان هو ضمان لاستتباب الأمن في المنطقة". وكانت فرنسا قد أعلنت في بداية آذار/مارس منح 14 مليون يورو للجيش اللبناني لا سيما لتعزيز قدراته المضادة للدروع.
من جانبه، أشاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بالجهود التي بذلها لبنان في استقبال أكثر من مليون لاجئ سوري. وقال "واجه لبنان تدفقا كبيرا للاجئين السوريين حتى وصل عددهم إلى ثلث عدد سكانه. هذا الأمر له وقع كبير على الاقتصاد والمجتمع اللبناني، هذا عدا التداعيات الأمنية للأزمة السورية الحاصلة في جوار لبنان. إلا أن لبنان أظهر صلابة كبيرة جدا الآن بات من الضروري على المجتمع الدولي أن يظهر هذا التضامن نفسه مع لبنان".
وأضاف غوتيريس أن "لبنان هو عمود أساسي للاستقرار في المنطقة"، وثمن الرسائل "الايجابية" الصادرة عن السلطات اللبنانية ممثلة بالرئيس ميشال عون ورئيس الحكومة بشأن إيلاء الأهمية لبناء القوى الأمنية والمسلحة اللبنانية. وتنظم لبنان في أيار/مايو انتخابات نيابية للمرة الأولى منذ تسع سنوات، في سياق التوتر الأمني الناجم عن النزاع في سوريا الذي أوقع أكثر من 340 ألف قتيل وشرد الملايين في الداخل والخارج.