رام الله الإخباري
عمر كسواني ليس محمد ضيف وليس قائدا عسكريا كبيرا بالنسبة لدولة الاحتلال، لكنه الشخص الذي أفلت من قبضتهم عدة مرات خلال ملاحقته، كانوا يلاحقونه ليلا ويكمل مهمته في خدمة الطلاب نهارا.
قبل اعتقاله بأيام التقيته، بارك لي خروجي من السجن، فقلت له "الحمد لله على سلامتك .. سمعت أنك أفلت من المستعربين" وتفاجأت برده المصحوب بابتسامة عميقة يقول لي "المهم أن تنتظم في الدوام وكل الطلبة المتأخرين .. أنا انساك مني .. تعودت!"
أصبح بين عمر وملاحقيه ثأر فشل، يفشلهم في كل مرة، مرة باقتحام الجيش ليلا ومرة باقتحام المستعربين نهارا، فكان القرار لدى الاحتلال كما يبدو أن لا يتراكم الفشل.
عمر سار على نظرية بسيطة جدا، صحيح أنه يعلم أن أحكام نشطاء الكتل الطلابية لا يمكن أن تتجاوز العام أو العام ونصف، لكن ذلك لا يعني أن نستسلم للاعتقال وكأنه قدر، لأن الحرية غالية، غالية تبدأ بالثانية وتنتهي بالألف عام.
الشق الثاني في النظرية هو أن الدقيقة في خارج السجن تعتبر استثمارا جيدا في خدمة المجتمع والشريحة التي تنتمي إليها، فليس من السهولة أن تسلم وقتك للسجن.
عمر ببساطة عمله الطلابي، وببساطة إجراءاته الأمنية، ّشكل ظاهرة جديدة ورافعة جديدة في العمل الطلابي ولذلك أراد الاحتلال أن يقمع هذه الظاهرة بكل عنجهية ليكون عمر عبرة لمن بعده.
وفي النهاية، فإن إلقاء اللوم على هذا الطرف أو ذاك هو جدل عقيم في ظل معركة تتطلب منّ والتطوير في الطرح. الاحتلال سيد الأسباب.
صحيفة الحدث