رام الله الإخباري
تداولت صحف ووسائل إعلام سعودية خبراً عن وباء جديد سيضرب العالم، ويتسبب في مقتل 300 مليون شخص، ويدخل الأرض في مجاعة وانهيارات اقتصادية غير مسبوقة.
وتداول مغردون هاشتاغ #وباء_جديد_في_العالم الذي وصل إلى قمة الترند السعودي، والذي انتشرت عليه العديد من "نظريات المؤامرة"، حول أن هذا تمهيد لحرب بيولوجية قادمة.
فما حقيقة هذه التحذيرات؟ وهل بالفعل هناك وباء جديد سيضرب الأرض؟ ومتى؟
حقيقة الخبر تأتي عبر مقال للطبيب البريطاني جوناثان كويك نشرته صحيفة "ديلي ميل"، يوم 5 مارس/آذار. هذا الطبيب يوصف بأنه واحد من كبار المختصين في مجال الصحة في العالم، وهو محاضر في كلية الطب بجامعة هارفارد.
في مقاله هذا يشرح لنا لماذا يمكن أن تكون الإنفلونزا كارثة بكل المقاييس. هو يتوقع أن هناك كارثة كبرى قادمة: وباء فيروسي عالمي يمكن أن يقتل 33 مليون ضحية في أول 200 يوم.
وقال إن هذا الوباء يمكن أن يقتل أكثر من 300 مليون شخص في جميع أنحاء العالم خلال عامين فقط.
وذكر أنه في السيناريو الأسوأ، فمع انهيار إمدادات الأغذية والأدوية وبدون ما يكفي من الناجين لتشغيل نظم الكمبيوتر أو الطاقة، سينهار الاقتصاد العالمي، وستنتشر المجاعات وعمليات النهب في كافة أرجاء العالم.
الطبيب البريطاني يرسم بهذا سيناريو شبيهاً بأفلام "نهاية العالم"، لكنه يتوقع حدوث هذا السيناريو بسبب الإنفلونزا- أكثر الفيروسات الشيطانية القاتلة، وأكثرها قابلية للسيطرة، والأسرع انتشاراً.
وأضاف: "باعتباري طبيباً قاد البرامج العالمية في منظمة الصحة العالمية، أعتقد أن العالم معرض لخطر وباء فيروسي سيكون مميتاً، ولن يكون مثل أي شيء عرفناه من قبل".
وأوضح أن الجانب الأكثر احتمالاً سيكون طفرة جديدة وفتاكة لم يسبق لها، مثيل لفيروس الإنفلونزا. "هذا يمكن أن يحدث غداً".
وقال إن الخبر السار هو أن هناك الكثير الذي يمكننا القيام به لمنع ذلك. لكن الأخبار السيئة هي أن هناك الكثير مما لم يتم القيام به.
نحن الآن معرضون للخطر تماماً كما كنا قبل 100 سنة، عندما أصاب العالم وباء الإنفلونزا الإسباني في عام 1918، ليقتل ثلث سكان العالم، ويدمر قرابة 100 مليون شخص. ولا يزال هذا الوباء هو أكثر الفاشيات دموية في التاريخ، على حد تعبيره.
وبعد مرور قرن من الزمان على هذا الوباء، فإن تاريخ وبيولوجيا فيروس الإنفلونزا يخبرنا أنه ينبغي لنا أن نتوقع وباء عالمياً كبيراً آخر قريباً. بل إن الخبراء يقولون إن موعد الوباء الجديد قد تأخر بالفعل.
عادة ما تبدأ الإنفلونزا البشرية عبر الطيور المائية البرية، لأن إنفلونزا الطيور شائعة جداً في الطيور المائية. وبين الفينة والأخرى، يتفاعل فيروس الطيور البرية بودية مع سلالة مختلفة داخل طائر آخر، أو حتى خنزير. السلالات المختلفة هذه تقوم بمبادلة الجينات فيما بينها، وعند حدوث تبادل فعال ينتج لنا فيروس شديد العدوى أو قاتل جديد.
الآن في مكان ما على كوكب الأرض، يغلي فيروس إنفلونزا في مجرى دم أحد الطيور، أو الخفافيش، أو قرد أو خنزير، ويستعد للقفز إلى الإنسان.
عندما يجد هذا الجمع من الطيور والحيوانات طريقه إلى شخص بشري ما، فإن السلالة البشرية الجديدة الناتجة يمكن أن تقتلنا بسهولة أكبر لأنه غير معروف لنا، وأجسادنا ليست لها أي حصانة. هذا على الأرجح هو ما حدث خلال حقبة الإنفلونزا الإسبانية.
وذكر الخبير البريطاني أننا وضعنا عن غير قصد وسيلة قوية لمساعدة الإنفلونزا لقتلنا بعد مرور 100 سنة من الإنفلونزا الإسبانية. هذا يتعلق بإدماننا الدجاج الرخيص ولحم الخنزير وصناعة المزارع الكبيرة.
الخنازير تأكل كل شيء تقريباً، لذلك هي تشجع على خلط السلالات المختلفة من الإنفلونزا. عندما تأكل الخنازير فضلات الطيور البرية المريضة أو الدجاج التي تعيش بالقرب منها، يمكن لفيروسات الإنفلونزا في أجهزتها الهضمية أن تبادل الجينات لخلق سلالات جديدة.
هاف بوست عربي