جدد رئيس الوزراء رامي الحمد الله، دعوته إلى حركة حماس للتمكين الفعلي للحكومة في قطاع غزة، مبينا أن هذه ليست شروطا وإنما متطلبات إنجاز ملف المصالحة الوطنية.
جاء ذلك في كلمته في بلدية عنبتا بطولكرم، اليوم السبت، بحضور محافظ طولكرم عصام أبو بكر، ووزير الحكم المحلي حسين الأعرج، ورئيس بلدية عنبتا حمد الله حمد الله، عقب تفقده سير العمل بمشروع تأهيل الشارع الرئيسي غرب عنبتا، واجتماعه بفعاليات بلدة عنبتا ومؤسساتها، حيث استمع لمطالبهم واحتياجاتهم، مشيرا الى تنفيذها وفق الإمكانيات المتاحة.
وقال الحمد الله، إن الرئيس محمود عباس والحكومة، جاهزون لتحمل كافة المسؤوليات تجاه قطاع غزة بمجرد التمكين للحكومة، مشددا على أن غزة جزء لا يتجزأ من الوطن والدولة الفلسطينية.
وأكد الحمد الله التزام القيادة والحكومة بالمصالحة الوطنية، وتحقيق الوحدة، مشيرا إلى أنه بناء على ذلك، تم إدراج 20 ألف موظف من موظفي حماس على موازنة العام 2018، وأنه لم يتبق أي عقبة أمام إنجاز المصالحة الوطنية، مطالبا بتمكين الحكومة ماليا من خلال الجباية، والسيطرة الكاملة على المعابر، والتمكين الأمني للشرطة والدفاع المدني لفرض النظام العام وسيادة القانون، وتمكين السلطة القضائية من تسلّم مهامها في القطاع، والسماح بعودة جميع الموظفين القدامى إلى عملهم.
وقال رئيس الوزراء: في كل مشروع ننفذه على الأرض، وفي كل جبهات العمل حكومي التي تستهدف تحسين مقومات حياة أبناء شعبنا، إنما نكرس هوية أرضنا ونجسد حقنا في العيش برحابها واستغلال مواردها، ونبرز للعالم كله جاهزية وكفاءة مؤسساتنا الوطنية في رعاية مصالح مواطنيها.
وأضاف: إننا نعتبر البلديات وهيئات ومجالس الحكم المحلي، الحلقة الأولى والأساس في تلمس احتياجات المواطنين وبلورة احتياجاتهم الآنية والمستقبلية وتنفيذ البرامج التنموية، فكل مدننا وقرانا وبلداتنا ومخيماتنا، وإن حوصرت بشح الموارد والتضييق وقيود الاحتلال، تثبت مرونة ومنعة في التصدي للصعاب والسير نحو التنمية، حيث تحولت مجالس الحكم فيها إلى مؤسسات فاعلة وشريكة في التنمية الوطنية والاقتصادية.
وقال: من دواعي اعتزازي وسعادتي أن التقي بكم في عنبتا، هذه البلدة التي شهدت طفولتي وشبابي ونشأت في رحابها وبين أهلها، الذين تشاركت معهم الكثير من الذكريات الطيبة. يسرني اليوم أن أجتمع بهذا الحشد المميز من أبنائها، ومع ممثلي مؤسساتها الأهلية والحكومية والخاصة، لاطّلع على احتياجاتها وعلى سير العمل في المشاريع التنموية والتطويرية فيها. فاليوم نلتقي في بلدية عنبتا، إحدى البنى الأساسية والعصرية فيها، والتي عليها نعوّل في تطوير البلدة ومواكبة متطلبات أبناء شعبنا فيها، من خلال بناء الشراكات مع المجتمع المحلي، والقطاعين الحكومي والخاص واستثمار الموارد المالية والبشرية المتاحة، فشعبنا بكافة قطاعاته ومؤسساته، فاعل ومنخرط وجاد في تطوير ركائز وبنى دولتنا للوصول إلى مرحلة متقدمة من الانجاز والتقدم.
وحيا رئيس الوزراء الحضور، ونقل اعتزاز الرئيس محمود عباس بعنبتا وبباقي قرى وبلدات محافظة طولكرم وكل محافظات وطننا الرازح تحت الاحتلال، والتي تبرز كل يوم إرادة الحياة والتنمية والتطوير، في مواجهة التهجير ومصادرة الأرض والحياة، وكل أشكال الحصار والظلم والعنصرية التي يولدها هذا الاحتلال الظالم.
وقال: عنبتا اليوم، بفضل جهود وتطلعات أبناء شعبنا فيها، كما بفضل تضامنهم وتكافلهم، قد تحولت إلى بلدة مزدهرة نظيفة تتوفر فيها سبل ومقومات الحياة الكريمة.
وأشار رئيس الوزراء إلى أنه سير العمل بمشروع تأهيل الشارع الرئيسي غرب عنبتا، وهو المدخل الشرقي لمدينة طولكرم، والذي يعد جزءا من منظومة عمل متكاملة لبناء وتأهيل الطرق والشوارع، وتحسين ظروف سفر وتنقل المواطنين، والارتقاء بالمواصفات التقنية والفنية للشوارع والطرق لضمان السلامة العامة والتخفيف من الأزمة المرورية. وقال: عملنا في الأعوام الماضية، على تعبيد الطرق الداخلية لعنبتا، وإنارة الشارع الرئيسي فيها، وتأهيل الطريق الرابط (عنبتا كفر رمان).
وأوضح الحمد الله: "إننا نمر اليوم في مرحلة تاريخية فارقة وبالغة الخطورة، إذ تتوسع إسرائيل في استيطانها وفي نهبها الممنهج للأرض والموارد وفي تحديها السافر للقانون الدولي وللالتزامات الدولية والاتفاقيات الموقعة، وتستمر بضوء أخضر من الإدارة الأميركية الحالية، بتشريع القوانين الظالمة، وفي محاولات فرض الأمر الواقع الاحتلالي والاستيطاني على مدينة القدس واستهداف مقدساتها الإسلامية والمسيحية، وتهجير واقتلاع الوجود الفلسطيني منها.
وقال: إن إسرائيل بكل هذا، إنما تهدف إلى تكريس وشرعنة وإطالة احتلالها العسكري، وهو ما يتطلب تعزيز وحشد الاصطفاف الدولي إلى جانب قضيتنا الوطنية العادلة، في ذات الوقت الذي نعزز فيه من التفاف شعبنا حول مواقف فخامة الرئيس الصلبة والثابتة، ويتركز عملنا اليومي في الحكومة على دعم هذه المواقف بتجاوز الصعاب وتعظيم الموارد الوطنية وترشيد النفقات، وبسط القانون والنظام العام، والاستثمار بالمواطن الفلسطيني وتلبية احتياجاته وتنمية صموده.
وشكر بلدية عنبتا ورئيسها وأعضاءها وكافة طواقمها على توفير وتطويع الإمكانيات لضمان بقاء وثبات المواطنين واستثمارهم في بيئتهم المحلية. وترحم على رؤساء بلدية عنبتا السابقين، وثمن جهود الرؤساء الحاليين، الذين تفانوا لخدمة عنبتا والارتقاء بجودة الخدمات المقدمة فيها.
وفي ختام كلمته، توجه الحمد الله بالتحية إلى شعبنا الصامد الأبيّ في كل مكان، وأكد أن القيادة وعلى رأسها الرئيس، ماضية في موقفها الثابت والراسخ لإعمال حقوقنا التاريخية المشروعة، مهما عظمت الصعاب من حولها، ومهما تعاظمت الضغوط التي تمارس عليها، وستبقى أولويتها الأولى هي تعزيز صمود المواطن في أرضه واستنهاض عناصر قوته. وقال: نتطلع بل ونعمل على تكريس المصالحة الوطنية التي بها فقط نعطي قضيتنا المزيد من القوة والزخم والتأثير.