السماح لوالدة الطفلة المريضة "انعام " بالتوجه من غزة الى رام الله

الطفلة انعام العطار من غزة

رام الله الإخباري

صرح مصدر مسؤول في هيئة الشؤون المدنية الفلسطينية عن موافقة قوات الاحتلال بالسماح لوالدة الطفلة انعام العطار السيدة سلوى العطار بمغادرة قطاع غزة لمرافقة ابنتها في رحلتها العلاجية في احد المستشفيات بمدينة رام الله

واكد المصدر انه في اطار استكمال ما تبقى لهذه الاجراءات لاستقبال والدتها يذكر ان الطفلة سلوى وصلت الى مدينة رام الله لاجراء علاجات لازمة لها تعذر الحصول عليها في القطاع

وقامت قوات الاحتلال الاسرائيلي بمنع احد من مرافقتها ووصلت الطفلة الى مدينة رام الله لوحدها وتلقت الدعم الكامل من ابناء الشعب الفلسطيني  اللذين احتضنوها وكانت على راسهم الدكتورة ليلى غنام محافظ محافظة رام الله والبيرة ووفرت لها كل الدعم اللوجستي مشيرة انها ابنة لكل الفلسطينيين 

قصة الطفلة انعام : 

وصلت الطفلة “أنعام العطار” إلى رام الله لإجراء عملية جراحية وحيدة دون أهل ولا مرافقين، بعدما كان الاحتلال قد منع والدتها من الخروج من غزة معها وأعادها عند معبر بيت حانون “ايرز”. في رام الله بكت الطفلة العطار بحرقة وألم: “أريد أمي”.

مأساة الطفلة العطار (13 عاما) بدأت منذ أن كان عمرها لا يتجاوز عام ونصف، اكتشف الأطباء اصابتها بـ ” التكيّس الكلوي” وهو مرض نادر، وتعتبر الحالة الوحيدة في الشرق الاوسط، وتفاقمت حالتها في عمر (12 عاما) لتصل الى مرحلة غسل الكلى 5 مرات اسبوعيا.

بعد تفاقم حالتها، تحوّلت الطفلة العطار إلى “قضية رأي عام” في غزة للمرة الأولى، حيث نُظمت حملات عبر وسائل الإعلام تطالب بتوفير العلاج لها، نظرا لمعاناتها الطويلة من هذا المرض، الذي أصابها مبكرا.

لاقت العطار استجابة شعبية ورسمية لمناشداتها، وعاد الامل اليها مجددا، بالعيش بشكل طبيعي كباقي الاطفال، بعد أن أثبتت الفحوصات الطبية امكانية زراعة كلى، يقول خالد العطار شقيق الطفلة: “بعد تطابق الفحوصات الطبية، استعد خال أنعام لنقل كليته لها، وانتظرنا عدة أشهر حتى حصلت على تحويلة للعلاج في رام الله”.

وصلت أنعام برفقة المتبرع “خالها” دون مرافقين، علما أن الأم هي الوحيدة القادرة على رعاية الطفلة وشقيقها المتبرع عند اجراء العملية الجراحية، ودون أدنى مسؤولية أو انسانية؛ منع الاحتلال الام من رعاية ابنتها في محاولة لإنقاذ حياتها، دون ابداء أي أسباب.

بالأمس، وصلت الطفلة الى رام الله قادمة من قطاع غزة الذي أنهكه الحصار الاسرائيلي المتواصل لأكثر من 10 سنوات، حصلت أنعام أخيرا على “فرصة الحياة” وخرجت برفقة والدتها الى معبر بيت حانون “ايرز”، ليقرر جندي مدجج بأعتى الأسلحة ودون أدنى مسؤولية؛ ارجاع الأم والسماح فقط للطفلة أنعام بالمرور.

خرجت العطار وحيدة الى رام الله، ومن داخل قسم الأطفال في مجمع فلسطين الطبي، صرخت الطفلة بعبارة هزت قلوب كل من سمعها تقول وهي باكية: “أريد أمي، فقط أريد أمي”، وهي ترفض تناول الطعام والتعاون مع الأطباء لحين قدوم والدتها من غزة.

الأم تبكي في غزة، والطفلة تصرخ في رام الله، تقول الأم: “انا الشخص الوحيد الذي يتابع علاجها وحالتها، وبعد ان كبرت اصبحت تخجل أن تعرض نفسها الا على أمها”، وما زالت أنعام لا تستطيع تذكر مواعيد تناول العديد من أنواع الدواء المختلفة، وتهاتف والدتها في كل مرة لتتأكد من تناول الدواء بانتظام.

ورغم أنها لاقت استقبالا واهتماما رسميا وشعبيا كبيرا لدى وصولها لرام الله، حيث تقدم المواطنون بكل ما هو مطلوب لمساعدتها ودعم حالتها النفسية، الا أنها تصر على حضور أمها.

تقول الام: “بعد اجراء العملية تحتاج أنعام وشقيقي الى عناية خاصة جدا ولفترة طويلة، ولا اعتقد أن أحدا يستطيع القيام بهذه المهمة بالشكل المناسب الا الأم والشقيقة في آن واحد”، وتساءلت: “أتعرفون ما معنى ام، لماذا حُرمت من ابنتي ولماذا حُرمت ابنتي مني؟”.

محافظ رام الله والبيرة ليلى غنام، زارت أمس، الطفلة أنعام العطار في مجمع فلسطين الطبي، وقالت: “إن الطفلة العطار ابنة لكل أسرة فلسطينية في الضفة الغربية، وإن وزارة الصحة ومجمع فلسطين الطبي، يتابعون الحالة الطبية للطفلة بشكل كامل”.

 

 

 

وكالات