اتهامات الفساد تضع نتنياهو أمام 6 سيناريوهات.. أحلاها مُر

فساد نتنياهو

رام الله الإخباري

يبدو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمام 6 سيناريوهات رئيسية، إزاء توالي اتهامات الفساد التي توجهها الشرطة ضده، بيد أن "أحلى تلك الاحتمالات مُر". 

ويقول خبراء بالشأن الإسرائيلي، إن الخناق بات يضيق أكثر وأكثر على نتنياهو، مع توالي فتح ملفات الفساد، التي يتهم بارتكابها. 

السيناريو الأول، الذي يضعه الخبراء، هو الدعوة إلى انتخابات مبكرة، أما الثاني فهو البقاء في منصبه والدفاع عن نفسه إلى حين صدور قرار من المحكمة بإدانته، في حين أن الثالث هو أخذ إجازة من منصبه والتفرغ للدفاع عن نفسه أمام اتهامات الفساد الموجهة له. أما السيناريو الرابع فهو الذهاب إلى حرب، لإشغال الساحة السياسية عن تلك الاتهامات، والسيناريو الخامس هو الاستقالة من منصبه. 

ويختلف السيناريو السادس، عن سابقيه، في أنه قد يفرض على نتنياهو، وذلك بانسحاب بعض الأحزاب المشاركة في الائتلاف الحكومي، ما يعني سقوط الحكومة وتشكيل حكومة جديدة أو التوجه إلى انتخابات مبكرة. وتشير ترجيحات المحللين السياسيين في إسرائيل، إلى اعتماد نتنياهو أحد السيناريوهيْن الأول والثاني، مع استبعاد السيناريوهات الثلاث الأخرى وخاصة الاستقالة من منصبه، في حين أن السيناريو السادس يتطلب مراقبة مواقف الأحزاب في الائتلاف الحكومي. 

وقال أنطوان شلحت، المحلل والخبير في الشؤون الإسرائيلية، إن كافة الاحتمالات السابقة متوقعة. 

وقال شلحت في حديث لوكالة الأناضول التركية :" الوضع مفتوح على كل الاحتمالات وهناك سيناريوهات قد يلجأ اليها نتنياهو وأخرى قد تفرض عليه ومن الواضح إن الحبل قد بدأ يشتد حول رقبته".

وتستعرض الوكالة التركية  فيما يلي السيناريوهات: 

**السيناريو الأول: الدعوة إلى انتخابات مبكرة. 

يقول شلحت:" ثمة إمكانية لأن يلجأ نتنياهو إلى الدعوة إلى انتخابات مبكرة، علما أن بإمكانه خوض الانتخابات حتى وهو ملاحق من قبل الشرطة". 

وأضاف:" بإمكان نتنياهو في هذه الحالة أن يقول إنه يريد أخذ تفويض من الشعب بالاستمرار في منصبه، وعندها فإن الشعب الإسرائيلي هو الذي سيحسم الموقف دون أن يعني ذلك وقف التحقيق ضده". وبنشره نتائج استطلاع للرأي العام الإسرائيلي، يظهر تفوق حزبه "الليكود"، فإن نتنياهو قد ألمح إلى احتمال أن يلجأ إلى سيناريو الانتخابات المبكرة. 

واستنادا إلى نتائج الاستطلاع، الذي نشره نتنياهو على حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي أمس الأربعاء، فإن حزب "الليكود" يحصل على 34 مقعدا في أي انتخابات قد تجري اليوم (من أصل 120 مقعد)، وهو ما يعني تعزيز موقعه مقارنة مع 30 مقعدا حاليا في الكنيست. 

وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة "يديعوت احرونوت" الإسرائيلية واسعة الانتشار، الأربعاء:" تعتقد أطراف مختلفة في الائتلاف والمعارضة أن الانتخابات باتت أقرب من أي وقت مضى". أما صحيفة "إسرائيل اليوم"، فكتبت الأربعاء:" يعتقد الكثيرون في الكنيست أن نتنياهو لن يستقيل نتيجة التحقيقات الجنائية ولكنه سيسعى إلى تبكير موعد الانتخابات من أجل الحصول على تفويض جديد من الشعب.. ومن شأن تقدم الليكود في استطلاعات الرأي أن يساعد رئيس الوزراء في اتخاذ هذا القرار". 

كما قال رئيس حزب "المعسكر الصهيوني" المعارض آفي غاباي، الأربعاء، في تصريح صحفي حصلت الأناضول على نسخة منه:" انتهى عهد نتنياهو، يجب علينا الاستعداد للانتخابات قريبا". 

ولكن قراره التوجه إلى انتخابات مبكرة، سوف لا يعني نجاحه في رئاسة حزب "الليكود" الذي يتزعمه، إذ كتب يوسي فورتر في صحيفة "هآرتس"، الأربعاء:" قد تجري انتخابات مبكرة بمبادرة منه في الأشهر المقبلة، بيد أنه من المشكوك فيه ما إذا كان سيصل إليها كرئيس لليكود، ومن المشكوك فيه ما إذا سيفوز فيها، وهناك شك كبير بأنه سينجح في تشكيل ائتلاف في ظل الإدانة والسجن الذي يلوح في الأفق". وأضاف فورتر:" نتنياهو في طريقه ليصبح تاريخا قاتما على المستويين السياسي وشخصي، ستحاول دولة إسرائيل محوه من ذاكرتها الجماعية". 

السيناريو الثاني: البقاء في منصبه والدفاع عن نفسه 

يرى شلحت أن بإمكان نتنياهو أن يبقى في منصبه، ويدافع عن نفسه طالما لم يصدر قرار عن المحكمة الإسرائيلية بإدانته بالتهم المنسوبة إليه. وأضاف:" حتى وإن تم توجيه لائحة ضده فإنه طبقا للقانون الإسرائيلي فإن بإمكان نتنياهو البقاء في منصبه إلى حين إدانته من قبل المحكمة". 

ولكن شلحت استدرك:" هذا الأمر يرتبط إلى حد كبير بتصرف المستشار القانوني للحكومة افيخاي ماندلبليت، فإذا ما قرر تسريع العملية القضائية فإن هذا سيحسم الأمر قبل انتهاء ولاية نتنياهو نهاية العام 2019". ولجأ نتنياهو في الأشهر الأخيرة إلى الدفاع عن نفسه أمام الاتهامات الموجهة ضده، نافيا جميع الاتهامات ومتعهدا ببقاء حكومته مستقرة. 

وكتب ناحوم برنياع في صحيفة "يديعوت احرونوت"، الأربعاء:" حقيقة أن نتنياهو يشعر بالاضطهاد، لا تعني أنه لا يتعرض للاضطهاد، ليس فقط افتراض البراءة يقف إلى جانب نتنياهو: حتى العنصر الإجرامي في العديد من الادعاءات الموجهة ضده لا يزال غير راسخ، ومن المبكر جدا وضع حد لدفاعه القانوني". وأضاف برنياع:" المشكلة هي التراكم، عندما تكون هناك الكثير من الغيوم السوداء في السماء، ترتفع فرصة المطر". 

السيناريو الثالث: أخذ إجازة من منصبه 

يشير شلحت إلى أن بإمكان نتنياهو أن يأخذ إجازة من منصبه، من أجل التفرغ للدفاع عن نفسه، وفي هذه الحالة فإن ذلك لا يعني انتخابات مبكرة، وإنما تشكيل حكومة جديدة قد يترأسها قيادي آخر من حزب "الليكود". وفي هذا الصدد، فقد دعا أورين حزان، النائب من حزب "الليكود"، الأربعاء، نتنياهو إلى الاعلان عن "حالة تعذر"، في إشارة إلى طلب خروجه في إجازة. 

وقال حزان للإذاعة الإسرائيلية:" إن هذه الخطوة من شأنها أن تُجنب نتنياهو وحزب الليكود إرباكا بالغا". وأضاف:" إن على الحكومة أن تختار الشخص الذي سيحل محل نتنياهو ". وتابع حزان:" أخشى من أن الشبهات بالفساد قد تجعل حزب الليكود يفقد مقاليد الحكم مما يعني فقدان أرض إسرائيل ". 

السيناريو الرابع: الاستقالة من منصبه 

حول هذا الاحتمال، يقول شلحت، إن نتنياهو قد يلجأ إلى الاستقالة من منصبه وهذا يستدعي أن ينتخب حزب "الليكود" زعيما جديدا يقوم بتشكيل الحكومة الجديدة ضمن صيغة الائتلاف الحكومي الحالي، وهذا لا يستدعي بالضرورة انتخابات مبكرة ولكن احتمال الانتخابات قائم بقوة. 

السيناريو الخامس: الحرب 

يعتقد شلحت إن" خيار الحرب، وارد بالنسبة لنتنياهو، "فعندما تغرق السفينة، يحدث تخبط وهذا التخبط قد يؤدي إلى قرارات متسرعة". ولكن شلحت تساءل عن مبررات الحرب، سواء ضد قطاع غزة أو لبنان، وشرعيتها في أعين الإسرائيليين في ضوء الاتهامات الموجهة إلى نتنياهو بالفساد. 

وفي هذا الصدد، كتب المحلل العسكري تسفي بارئيل في صحيفة "هآرتس"، الأربعاء:" لا يمكن تحمّل التصور بأن رئيس وزراء من هذا القبيل، بطة عرجاء في عيون الجمهور والعالم، سيتحمل المسؤولية عن القرارات المصيرية التي يمكن أن تقود إسرائيل إلى الحرب، أو الصراع مع دول الجوار والقوى العالمية". 

وأضاف بارئيل:" إذا كان هناك تهديدا وجوديا لإسرائيل، فينبغي اتخاذ قرار التعامل معه من قبل رئيس وزراء يتمتع بدعم غير مشروط، وغير مشبوه بخلط المصالح، رئيس حكومة، لن تضطر العائلات الثكلى بوجوده إلى سؤال أنفسها، عما إذا قتل أولادها بسبب تهديد خطير أو اتهامات فساد ضد رئيس الوزراء". 

السيناريو السادس: تضعضع الائتلاف الحكومي 

ولكن ليس كل الخيارات هي فقط ما هو متاح أمام نتنياهو، وإنما ما قد يفرض عليه من الائتلاف الحكومي الذي يقوده. وقال شلحت:" ثمة سؤال مطروح الآن عن موقف الأحزاب في الائتلاف الحكومي إزاء تعاظم اتهامات الفساد ضد نتنياهو وتحديدا من قبل حزب (كلنا) برئاسة وزير المالية موشيه كاحلون". 

وأضاف:" إذا قرر الشركاء في الائتلاف أو أحدهم الانسحاب فهذا ينذر بسقوط الحكومة، وبالتالي إما انضمام حزب جديد إلى الحكومة وهذا مستبعد أو التوجه إلى انتخابات مبكرة". وتابع شلحت:" إذا قررت أحزاب الائتلاف البقاء متجاهلة كل ما ينشر عن الفساد، فهذا يعني أن الحكومة ستبقى إلى أن يقرر نتنياهو أو المحكمة مصيرها".

وأعلنت الشرطة الإسرائيلية، الأسبوع الماضي أنها أوصت بتوجيه لائحة اتهام ضد نتنياهو، بتهم تلقي الرشوة والخداع وخيانة الثقة في ملفي فساد. وعادت الشرطة خلال الأيام الماضية، لتفتح ملفي فساد جديديْن، لنتنياهو. 

ويتعلق الأول بالاشتباه بحصول شاؤول ألوفيتش، مدير الموقع الإخباري الشهير "والا" (وكذلك مدير شركة بيزك للاتصالات) على امتيازات كبيرة، مقابل تقديم تغطية إخبارية إيجابية لنتنياهو وزوجته "سارة" في الموقع. وفي هذا الصدد، وقّع المدير السابق لوزارة الاتصالات "شلومو فيلبر"، اتفاقا مع النيابة العامة، للشهادة ضد نتنياهو مقابل عدم فرض عقوبة عليه. 

أما القضية الثانية، فتتعلق بالاشتباه في طرح شخصية مقربة من نتنياهو على القاضية هيلا غرستيل، منصب المستشار القانوني للحكومة، لقاء إغلاق ملف المنازل المتعلق بعقيلة رئيس الوزراء سارة نتنياهو" (ملف تحقيق قديم تم إغلاقه). 

الاناضول