يستعد مجلس الأمن اليوم الخميس لعقد جلسة طارئة بشأن تطورات غوطة دمشق الشرقية بطلب روسي، في حين اعتبرت واشنطن أنه من المنافي للعقل اعتبار قصف المدنيين مكافحةً للإرهاب، كما نددت الأمم المتحدة بحملة "الإبادة الوحشية" هناك.
وقالت المندوبة الأميركية بمجلس الأمن نيكي هيلي إن الوقت قد حان لاتخاذ إجراءات فورية لإنقاذ حياة المدنيين في الغوطة الشرقية من هجوم النظام السوري، داعية إلى اتخاذ قرار بوقف إطلاق النار.
وأضافت هيلي أنه "من المنافي للعقل القول إن هذه الهجمات على المدنيين مرتبطة بمكافحة الإرهاب".وأفاد مراسل الجزيرة بأن مجلس الأمن سيعقد اليوم جلسة طارئة بطلب روسي، حيث قال مندوب روسيا الأممي فاسيلي نيبنزيا في كلمة بالمجلس "هذا ضروري نظرا للمخاوف التي سمعنا بها اليوم حتى نتأكد من قدرة جميع الأطراف على عرض رؤاهم وفهمهم لهذا الموقف والوصول إلى سبل للخروج منه".
وحمّل "جيش الإسلام" -أبرز فصائل الغوطة الشرقية- روسيا مسؤولية التصعيد الأخير، وقال في بيان "نطالب الدول التي ترعى حقوق الإنسان بالتحرك الفوري لإيقاف هذه الحملة... والوقوف في وجه سياسة روسيا الإجرامية".ومن المقرر التصويت بالجلسة على مشروع قرار -أعدته السويد والكويت- يطالب بوقف إطلاق النار في سوريا ثلاثين يوما لإدخال المساعدات وإجلاء المرضى والجرحى.
ودعت الأمم المتحدة أمس إلى وقف فوري للقتال في الغوطة، التي وصف الأمين العام للمنظمة أنطونيو غوتيريش الوضع فيها بأنه "جحيم على الأرض".وقال مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان زيد بن رعد الحسين في بيان إنه تم توثيق مقتل 346 مدنيا وإصابة 878 آخرين في الغوطة منذ الرابع من الشهر الجاري، معتبرا أن الكثير من الانتهاكات قد تصل إلى مستوى جرائم حرب.
وأضاف "ما هو القدر المطلوب من القسوة كي يتحدث المجتمع الدولي بصوت واحد ويقول كفى قتل الأطفال وكفى تدمير أسر، ويتخذ تحركا حازما وملموسا لوضع نهاية لحملة الإبادة الوحشية هذه؟"
وطالبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالدخول فورا إلى الغوطة الشرقية، قائلة إن ما يحدث هناك يكشف "أقبح وجه للإنسانية"، وأوضحت أن "الضحايا من الجرحى يلقون حتفهم فقط بسبب عدم تلقيهم العلاج في الوقت المناسب".