صحفيون إسرائيليون يحرضون على قتل الفلسطينيين والصحفيين!

صحفيون إسرائيليون يحرضون على قتل الفلسطينيين والصحفيين!

رام الله الإخباري

رصدت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، التحريض من قبل وسائل إعلام وصحافيين إسرائيليين، على الفلسطينيين عامةً وعلى نظرائهم الصحافيين في الضفة والقطاع خاصة.

ويأتي التحريض على الصحفيين الفلسطينيين، في اعقاب التصعيد الذي أعقب اعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب القدس عاصمة لإسرائيل، وما تبعه من احتجاجات شعبية واسعة محليا واقليميا ودوليا.

عادة ما ترصد "وفا" التحريض في وسائل الاعلام الإسرائيلية لساسة وبرلمانيين إسرائيليين، لكن هذه المرة كان التحريض من وسائل إعلام وصحفيين إسرائيليين، ضد نظرائهم الفلسطينيين، رغم أن المتبع والمتعارف عليه دوليًا هو تضامن الصحفيين مع نظرائهم في مختلف الدول والبلدات، بدافع الزمالة الصحافيّة، لكن يبدو أن الصحفيين الإسرائيليين تخلو للأسف عن قواعد وأخلاق المهنة الصحافية، وتحولوا إلى أبواق دعائيّة تروّج لانتهاكات الحكومة الإســــــــــــرائيلية في المناطق المحتلة.

وللإنصاف، لا يمثل ما رصدته "وفا" في هذه النشرة، كل الصحفيين في إسرائيل، والمنقسمين إلى عدة تيارات، اقصاها يحرّض وبشدة على الفلسطينيين، وقد يصل التحريض حد المطالبة بالمس بهم، فيما هنالك تيار يدعم الحرية والعمل الصحفي، إلا أنه وللأسف غير متضامن (علنًا) مع الفلسطيني ويحافظ على صمته، ما يشرعن بصمته هذا التحريض.

ولعل المثال الأبرز، الذي تناولته صفحات العالم الافتراضيّ بكثافة مؤخرا، كان تصريح الإعلاميّ المعروف ابري جلعاد، وهو مقدم برنامج صباحيّ على قناة "ريشت"، والذي أكد في نشرة 3.12.17 على أنه مؤيد وبشدة لأعمال انتقاميّة من قبل المستوطنين في الضفة، وجاءت تصريحات جلعاد بعد أن هاجم مستوطنون سكان قرية قصرة، ما أدى إلى استشهاد شخص واندلاع مواجهات.

ومن الأمثلة البارزة ايضًا في التحريض، على الفلسطيني عامة والصحفي الفلسطيني خاصة، برزت صفحة الأخبار "باز نت"، والتي تسارع إلى نشر أخبار، قد تكون مغالطة احيانا، لتحرّك متابعيها على صفحة الفيسبوك، والذي يتضح على أنّ أغلبيتهم يشرعون استعمال القوة ضد الفلسطيني كما يعاملون العرب بدونيّة، واصفين إياهم بأبشع الصفات المحقرة.

على سبيل المثال لا الحصر، نشر الموقع يوم الجمعة 15.12.17 منشورًا أدعى فيه: توثيقا جديدا؛ الجندي الذي أصيب يتواجد حاليًا في المستشفى واصابته متوسطة.

"يتم فحص الشبهات أنّ المخرب تواجد قرب الجنود متخفيًا كصحافيّ، ركض باتجاه الوحدة، وبدأ بطعن الجنديّ في القسم العلويّ من جسمه. عندما شخّص بقية الجنود ما حدث قاموا بإطلاق النار عليه وتحييده".

 رغم أنّ المعلومات الأخيرة تنفي علاقة المنفذ بالصحافة، إلا أنّ الموقع أصر على اعتبار المنفذ صحفيًا، ما دفع إلى موجة من التحريض على الصحفيين.

وفي هذا السياق، قال مُعّقب يدعى براك ناحوم: "يحق لحاملي الكاميرات الوصول إلى نقطة الصفر من حيث البعد مع الجنديّ، لكن أين أمن الجندي، حان الوقت لإصدار أوامر تمنع اقتراب المصورين من الجنود وإذا حدث ذلك أنّ يتم كسر كاميرا المصوّر. علينا التصرف بسرعة مع هؤلاء البهائم".

 بدوره، قال شمعون بورغ، معلقًا على ذات الخبر: "على الصحفيين أن يموتوا، هم جزء من العدو".

 الناشط الافتراضيّ حاييم ليفي، قال: "أولاد الزانيّة المصووين. علينا أن نقوم بإبعادهم إلى جهنّم".

الناشطة الافتراضيّة، ايريت شاني، قالت: "لماذا يسمحون لأناس مع كاميرات بالتحرّك. على الجنود كسر كاميرات وطرد كل من يتواجد إلى جانبهم. لو أنّ لي ابنا كنت لأرفض ارساله للخدمة في المناطق، ليقم الوزراء بالذهاب هنالك للدفاع عنّا".

الناشط مئور رابو، قال ايضًا في ذات السياق: "علينا أن نمنح الجنود مصادقة بإطلاق النار على كل من يحاول أن يصور وجوههم ويعرض المستعربين إلى الخطر".

ومن الأمثلة البارزة للتحريض ايضًا، نجدها في منشور قام بنشره الصحفيّ المسؤول عن الشؤون العربية في صحيفة "معاريف" و"مكور ريشون"، اساف جيبور، والذي نشر على التوتير عملية اعدام الشاب محمد أمين عقل بالقرب من البيرة، حيث نشر الفيديو الذي يظهر عملية اعدام الجنود له على الأرض بعد ابعاده عنهم، علمًا أنه لم يكن يشكل خطرًا (بعد ابعاده)، وعلق قائلا: "اهلا وسهلا بمسرحيّة اليوم. فلسطيني يحاول طعن جنود وحتى هذه اللحظة هو مخرّب. الجنود قاموا بإطلاق النار عليه واصابته بالرجل، ومن هذه اللحظة تحوّل إلى ضحيّة. سيارات اسعاف تهجم على المصاب والجنود "يمنعون تقديم العلاج" للمصاب المسكين. الطاقم الطبي، والذي يسميهم المذيع هنا "بالأبطال" يقومون بخطف المصاب والهرب.

جيبور من خلال منشوره يستهزئ بتحوّل المصاب إلى "مسكين" وينتقد عملية نقله إلى المستشفى، علمًا أنها حق للحفاظ على سلامته! هو يشرعن ما أقدم عليه الجنود ويشرعن منعهم المصاب من تلقي العلاج المناسب!.

مثال آخر على التحريض نجده عند المصور، متان كاتسمان، وهو مؤسس ما يسمى "بالحقيقة من وجهة نظري"، والهادف إلى اظهار "الكذب الفلسطيني فيما يتعلق بالصراع"- على حد تعبيره، وكان كاتسمان قد نشر على صفحته على التوتير التغريدة التاليّة التي تطرقت إلى اعتقال القاصر، محمد الطويل (14 عامًا) والمصاب بمتلازمة داون، وقال فيها: "الفلسطينيون في الخليل يقومون بإرسال فتى فلسطيني مصاب بمتلازمة داون لكي يقوم بالاعتداء على الجنود، ويرافق الشاب كتيبة من المصورين. مثير للغثيان. لن أشارك الصورة حتى لا أكون شريكًا ببث الدعاية الفلسطينية".

من نافل القول، إنّ الشاب الطويل لم يُرسل من قبل الصحفيين والمصورين، والمؤكد أنّ تصوير اعتقاله الذي أحرج العالم جاء ضمن سياق عملهم في كشف الحقيقة، إلا أنّ هذا لم يمنع كاتسمان من التحريض.

مثال اضافيّ لتحريض الصحفيين نجده، عند الكاتب العاد اونغر، الذي من غير الواضح لأي وسيلة إعلاميّة يتبع، إلا أنه يعرف نفسه بكاتب وصحفيّ، حيث علق على قضية اعدام محمد أمين عقل، وقال على التوتير: "قمت الآن بمشاهدة الفيديو الذي يظهر إطلاق النار على المخرب، خلال ثانية تصل سيارة اسعاف وتعمل على نقله. بأي عالم نعيش نحن؟ جثة هذا الزبالة يجب أن تكون لدينا، وعلى عائلته الذهاب للجحيم".

اونغر، لا يقوم فقط بشرعنة قتل عقل، إنما يطالب بإبقاء "الزبالة"، وفي هذه الحالة الجثة، بيد الإسرائيليين للمساومة عليها!.

الصحفيّ روعي شارون، مراسل القناة العاشرة في الضفة الغربية، نشر صورة المستعربين يقومون باعتقال المتظاهرين وكتب معلقا: "مستعربون يقومون باعتقالات أثناء مظاهرات شغب عنيفة في ضواحي رام الله، فوضى".

شارون، لم يحرّض ويشرعن الاعتقالات، إلا أنه استهزأ من الصورة التي تظهر مدى عنف المستعربين، ورمز إلى "بطولتهم" كما عكسهم مسلسل "فوضى"، الذي تناول حياة كتيبة المستعربين في الضفة الغربية!.

مراسل الشؤون العربية في راديو "كان"، شارون غال، الذي علق في تغريدة سابقة مستهزئا بردة الفعل الفلسطينية لقرار ترمب، أنه "لم كان يعرف أنّ هذا الرد سيكون على اعلان ترمب منذ زمن الاعتراف بالقدس، ملمحًا أنّ ردة الفعل لا ترتقي إلى مستوى التوقعات الأمنية الإسرائيلية من حيث الخطورة.

ونشط في الآونة الأخيرة على نشر معلومات عن التطورات في الضفة الغربية وغزة، واتسم بنقل المعلومات بالموضوعية، حول تطورات الأوضاع، إلا أنه وبين نقل هذه المعلومات برزت له منشورات تحريضيّة، كالتي تطرق فيها إلى مظاهرة الطلاب في بيرزيت.

غال، نشر على التوتير صورة من مظاهرة طلابيّة في بيرزيت، على ما يبدو لحماس، احتفالا بالذكرى الـ30 عامًا على تأسيسها، وعلق بالقول: "وايضًا من بيرزيت"، في محاولة منه تخويف متابعيه أنّ حماس الفصيل الإرهابيّ بعيون الإسرائيليين، ينشط في الجامعات وبين صفوف الطلاب!. 

منشور إضافيّ رصدته "وفا"، قام بكتابته الصحافي ومقدم البرامج المعروف يوتام زمري، الذي علق على الفيسبوك على حادثة اعدام عقل بالبيرة، بالقول: "عملية إرهابية في غوش عتصيون. ابقينا المخرب على قيد الحياة حتى لا نضطر إلى إعادة جثته!".

من المهم الإشارة إلى أنّ زمري الذي انتقد بشدة في الآونة الأخيرة قرار العليا الذي أوضح أنه لا يمكن لإسرائيل حجز جثامين الشهداء، ختم المنشور بوجه باكٍ في إشارة منه "انه من المؤسف اننا لم نقم بقتل عقل"!

وفا