سائق الشاحنة التي صدمت "مركبات بيت لحم" في قبضة الشرطة

1

تحقق الأجهزة الامنية الفلسطينية في محافظة بيت لحم، بحادثة قيام سائق شاحنة "قاطرة ومقطورة" بارتكاب جريمة بمداهمته وبشكل متعمّد العديد من سيارات المواطنين في مدينة بيت جالا، والتي أدت إلى إلحاق أضرار جسيمة بنحو 42 سيارة، من بينها مركبات كانت مركونة على قارعة الطريق، وأخرى بداخلها ركاب، ما أدى لإصابة نحو 20 مواطنًا بجراح ما بين خطيرة ومتوسطة، نقلوا جميعًا إلى مستشفى الجمعية العربية، فيما أصيب العشرات من المواطنين بحالات هلع.

وكان الحادث قد وقع بعد ظهر أمس الخميس، إثر قيام سائق الشاحنة وبشكل متعمّد بصدم المركبات ومن بينها سيارة إسعاف تابعة لجمعية الهلال الأحمر، وأخرى تابعة للأمن الفلسطيني، ما أدى لإصابة ثلاثة من حرس الرئيس بجراح متفاوتة، بينما واصل السائق ارتكاب جريمته بصدم السيارات لمدة 45 دقيقة، وبعدها غادر باتجاه مقرّ الارتباط إلى الشارع الالتفافي، واعترضته الشرطة الإسرائيلية وتمكنت من توقيفه بعد إطلاق النار عليه دون إصابته، والسيطرة عليه ونقله إلى الشرطة الفلسطينية.

وشهدت مدينة بيت جالا حراكًا كبيرًا بهذا الاتجاه حيث تجمع عشرات المواطنين في ساعات الليل للمطالبة بمعرفة الأسباب وراء هذا الحادث الذي أجمع الأهالي بأنه متعمّد، كما عقد اليوم الجمعة في مبنى البلدية اجتماعًا ترأسه نيقولا خميس رئيس البلدية، كما عقد اجتماع موسع في المقر المجتمعي التابع للبلدية الواقع في محيط حديقة البط بحضور رئيس البلدية ومدير المخابرات في المحافظة العميد سليم القيسي، والحاج داوود الزير رجل العشائر المعروف وعضو المجلس الوطني، وعضو المجلس التشريعي السابق، كما حضر الاجتماع العديد من ممثلي الفعاليات الوطنية والاجتماعية وحشد كبير من المواطنين، حيث يجمع أهالي المدينة على أنّ الطريقة التي تمّت بها الجريمة "داعشية" بغض النظر إن كان خلفه جهة ما أو بمبادرة ذاتية.

وأكد محافظ بيت لحم اللواء جبرين البكري في حديث مع مراسل "القدس" أن التحقيق لا يزال جاريًا وهناك متابعة حثيثة للموضوع، وأن الرئيس محمود عباس في صورة كل التطورات.

وخلال الاجتماع أوضح العميد سليم القيسي للحضور أن الاجهزة الأمنية شكلت لجنة ثلاثية للتحقيق، واحدة من جهاز المخابرات والثانية من جهاز الأمن الوقائي والثالثة من الشرطة الفلسطينية، وقال إن التحقيق لا زال مستمرًا مع المتهم، الذي قال في التحقيق إنه في بداية الامر داهم سيارة او سيارتين وبعدها لم يعد يعرف ماذا يفعل، في إشارة إلى ارتباكه وعدم السيطرة على تصرفاته، مشيرًا إلى أنه ولدى تحري الاجهزة الامنية عن خلفية المتهم البالغ من العمر 42 سنة فهو لا ينتمي لأي جهة سياسية او دينية وهو من عائلة بسيطة ويعمل على شاحنة كبيرة لنقل مواد الاسمنت تابعة لاحدى الشركات في محافظة الخليل.

وأضاف العميد القيسي: وجدنا بعض الملاحظات التي تشير الى وجود مشكلة نفسيه لديه ظهرت قبل اربع سنوات ولكنها مشكلة صغيرة ولكن المعطيات تؤكد انه عاقل، ولغاية الان هو معروض لدى مستشفى الامراض العقلية لفحصه وفيما اذا تبين عدم وجود مشكلة نفسية لديه سوف يتم نقله الى التحقيق المركزي في اريحا للوقوف عند الاسباب الحقيقية وراء هذه الفعلة، واعدا الحضور واهالي بيت جالا والمحافظة بوضع نتائج التحقيق كلها بين ايدي المواطنين.

وناشد القيسي الأهالي بالابتعاد عن كل الشائعات لوأد اية فتنة محتملة، مؤكدًا عدم صحة ما نقل على لسان المتهم بقوله انه يريد ان ينظف الفساد، وبالتالي يجب وبالضرورة توخي الدقة في نقل اية اقوال بهذا الاتجاه.

وقال القيسي: "نحن نبحث في كل الاتجاهات بما في ذلك اذا كان عنده فكر مسمم او ما شابه ذلك وسنترك كل ذلك لمجريات التحقيق، مقرًا أن الحادث وقع في ظرف حساس للغاية بما في ذلك أثناء انهماك شعبنا بالإضراب والاحتجاج على الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل، وكذلك فترة الاعياد المجيدة التي أصبحت على الأبواب" مضيفًا: "ان الأجهزة الامنية الفلسطينية أجرت كافة الاستعدادات لتامين هذه الاحتفالات وهناك تصميم على انجاحها وضمان عدم وقوع أي حادث يعكر صفوها ونحن مصممون على ذلك".

وكان رئيس بلدية بيت جالا القى كلمة رحب فيها بالحضور، وقال ان الحادث ليس حادث سير وإنما جريمة بشعة ومدبرة، فالذي ارتكب الحادث قاد شاحنة كبيرة ودخل بها بيت جالا وبدا بصدم السيارات والمواطنين وبهدف القتل ولولا العناية الالهية، لكانت النتائج في الارواح اكبر بكثير، وكان للاضراب الشامل دور في تقليل الأضرار وعدم وقوع قتلى والشاب لم يكن مخمورًا او متعاطيًا للحشيش او المخدرات وقاد شاحنته بشكل ماهر وهو متمرس على سياقتها، وعلى هذا الاساس نتحرك ونرفع صوتنا كي يتم وضع النقاط على الحروف لانه الحادث الاول من نوعه في فلسطين.

وقال الحاج داوود في كلمته: "ان الحادث غريب ومستهجن ويهدف الى اثارة الفتن ولا نستبعد كل الاحتمالات بما فيها انه يمكن ان يكون لاهداف مدسوسه من قبل اسرائيل او ان دماغ المنفذ مغسول من احدى الجهات الفكرية التعيسة ومع ذلك فنحن جئنا لكي نقوم بعمل الواجب من الناحية العشائرية حيث كلفني محافظ بيت لحم اللواء جبرين البكري ورئيس البلدية واجرينا اتصالات مع اهلنا في حلحول الذين استنكروا الحادث ومن بينهم رئيس البلدية مجدي ملحم وسوف نعمل الواجب بهذا الاتجاه".

اما نعيم مكركر احد وجهاء مدينة بيت جالا فقد اثنى على كل الجهود من اجل تطويق هذا الحادث الفتنوي ونؤكد انه لا فرق بين اهالي بيت جالا واهالي العبيدية او الولجة والحادث استهدف الكل الوطني وبالتالي لا بد ان نكون حكماء في تصرفاتنا ولوأد الفتنة.

الشاب سامر جواريش قال في مداخلة له بوجوب تطبيق العدالة الثورية على المجرم على حد تعبيره.

وحسم العديد من المواطنين فان طريقة الاعتداء طريقة ارهابية فقال تامر ابو عيد على موقعه في التواصل الاجتماعي "هذا اعتداء ارهابي اجرامي بكل ما للكلمة من معنى ولذلك يجب انزال اشد العقوبات بالمجرم.

هذا واصدرت القوى الوطنية في مدينة بيت جالا اليوم بيانا استنكرت فيه الحادث وجاء في البيان" في الوقت الذي تمر فيه قضيتنا الوطنية باستهداف وتآمر دولي وجدت ترجمتها بقرار وعدوان امريكي استهدف عروبة القدس، وفي ظل انشغال المؤسسات وفعاليات المدينة في ترتيبات التعبير الرافض والاحتجاج على هذا العدوان فوجيء ابناء المدينة باقدام احد مواطني مدينة حلحول بجريمة نكراء باستخدامه سيارة شحن "قاطرة ومقطورة" باستهداف مباشر للمواطنين وزوار المدينة ومركباتهم ومحاولة دهس متعمدة طالت 40 مركبة واصابة اكثر من 20 مواطن وترويع المواطنين الامنين في مدينتهم دون وازع او ضمير او اخلاق".

واكد البيان على ضرورة وجوب قيام السلطة الفلسطينية واجهزتها الامنية المختلفة بتحمل مسؤولياتها الكاملة لتوفير الامن والامان للمواطنين وممتلكاتهم، ومطالبة الجهات المختصة بتحمل مسؤولياتها القانونية والرسمية والاجتماعية باتجاه المواطنين الذين تعرضوا واصيبوا وتضررت مركباتهم وممتلكاتهم نتيجة هذه الجريمة النكراء، واكد البيان على وجوب اتخاذ اجراءات صارمة بحظر دخول الشاحنات الى المدينة الساعة السادسة صباحا وحتى الساعة السادسة مساء تحسبا لتكرار مثل تلك الجريمة.

وطالب البيان الاجهزة المختصة بايقاع اشد العقوبات بحق المعتدي وجميع من يثبت تورطه في الجريمة".