روسيا تؤكد : الاستيطان غير شرعي والقدس أرض محتلة

روسيا والقضية الفلسطينية

- قال سفير روسيا الاتحادية لدى دولة فلسطين حيدر أغانين، في رسالته إلى شعبنا في اليوم العالمي للتضامن معه "إن روسيا بصفتها عضو في مجلس الأمن الدولي والرباعية الدولية على موقفها الثابت والمبدئي في دعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وفي بناء الدولة الفلسطينية، وهي تؤيد الجهود الفلسطينية في التوصل إلى حل عادل وشامل على أساس الشرعية الدولية".

جاء ذلك في حوار خاص مع إذاعة صوت فلسطين أجراه الاعلامي مصطفى بشارات، مع السفير أغانين، الذي أكد أن الحل العادل والشامل بالنسبة لروسيا "هو إنهاء الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية داخل حدود 67، (بمعنى بين خط إسرائيل والنهر)، وإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية".

وأضاف أن مساعي روسيا لم تتوقف لإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن هدف المرحلة أو هدف اليوم بالنسبة للدبلوماسية الروسية هو إطلاق حوار بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي من جديد.

وتابع السفير الروسي: إن روسيا تتفق في هذا الاطار مع موقف منظمة التحرير الفلسطينية بأن حل القضية الفلسطينية هو حل تفاوضي "وعلينا أن نؤمن الظروف، ونؤمن التفاوض والحوار".

وحول الاستيطان الاسرائيلي، شدد السفير الروسي لدى دولة فلسطين حيدر أغانين على أن موقف بلاده واضح منه "لأنه في إطار القانون الدولي فإن الاستيطان غير شرعي"، وقال أيضا "أعتقد أن لدى الجانب الفلسطيني موقف من الاستيطان يعرفه الجانب الاسرائيلي.. المهم أننا لا نعتبر الاستيطان أمرا واقعا، ولكن أمرا يمكن معالجته وليس شيئا نهائيا" وذلك "من خلال المفاوضات وبموافقة الطرفين".

من جهة ثانية، أشار أغانين إلى أن فكرة عقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط برعاية روسية في موسكو أطلقها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عام 2005 بعد الانتفاضة الفلسطينية الثانية وكان هدفه "أن تسير الأمور إلى الأمام، وبداية صفحة جديدة في التفاوض وفي عملية السلام". وتابع "للأسف لم تسمح الظروف في تلك الأيام بعقد هذا المؤتمر، لكن موقفنا أن هذه المبادرة مطروحة وموجودة  على الطاولة، وسنرجع إليها عندما تسمح الظروف بذلك".

لكن اليوم، يضيف السفير الروسي، "هناك مبادرة ثانية، أعتقد أنها مهمة جدا، وهي عقد لقاء مباشر بين الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في موسكو".

بالنسبة لنا، يؤكد السفير حيدر أغانين، "عقد اللقاء المباشر بين هذه الشخصيات الأساسية في عملية السلام هو إحياء عملية التفاوض والحوار الفلسطيني-الاسرائيلي بهدف التوصل إلى التسوية" وقد طرح هذا الموضوع خلال زيارة رئيس الوزراء الفلسطيني إلى موسكو في آذار الماضي وخلال زيارة الرئيس "أبو مازن" إلى سوتشي في شهر أيار.

ومضى سفير روسيا الاتحادية لدى دولة فلسطين قائلا "من حين لآخر نسأل الجانبين ما رأيهما في زيارة موسكو لعقد هذا الاجتماع"، وتابع أيضا "للأسف، ولأن الدبلوماسية هي فن المسموح، نحن لا نستطيع أن نجبر الأطراف على الاجتماع في موسكو، وهم يعرفون أن الدعوة مفتوحة، ونحن نقول أهلا وسهلا عندما تكونوا جاهزين".

وعلى صعيد التعاون الفلسطيني الروسي، قال السفير أغانين إن الـ 50 مدرعة روسية التي أهدتها روسيا للسلطة الوطنية من أجل تمكين أجهزة الأمن الفلسطينية من أداء مهامها "للأسف ما زالت موجودة في الأردن، ولم يسمح (من إسرائيل) بدخولها إلى الأراضي الفلسطينية، لكن أملنا في يوم من الأيام أن نرى المدرعات الروسية في شوارع الضفة وغزة".

وأوضح أغانين أن التعاون الفلسطيني الروسي قديم ويمتد لبدايات منظمة التحرير الفلسطينية، وشمل الدعم السياسي للمنظمة والمنح التعليمية لأبناء الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده. كما أشار إلى التعاون في تدريب الكادر الأمني الفلسطيني، وإلى زيارة قاضي قضاة فلسطين لروسيا والخطبة التي ألقاها في جامع موسكو الكبير، وإلى العلاقة مع الدوائر الدينية لمسلمي القرم، مذكرا بأهمية عمل اللجنة الروسية الفلسطينية للتعاون التجاري.

وأشار أيضا إلى المشاركة الروسية في ترميم شوارع في فلسطين، ومن الأمثلة على ذلك ترميم شارع في مدينة أريحا، والعمل جار اليوم لترميم شارع النجمة، التاريخي والتراثي في بيت لحم، مذكرا بأن مركز بوتين في بيت لحم سُلم بعد إكمال بنائه للجانب الفلسطيني.

وفي شأن آخر.. شدد سفير روسيا الاتحادية لدى دولة فلسطين حيدر أغانين على أن روسيا "تنظر للقدس الشرقية باعتبارها أرضا محتلة حسب القانون الدولي" وأضاف "موقفنا واضح أن روسيا لا تقبل أي تغييرات أو أي أفعال أو خطوات في القدس الشرقية تؤدي إلى تغيير الوضع أو تفرض حقائق جديدة"

وختم السفير الروسي في حديثة لإذاعة صوت فلسطين بالقول "إن تاريخ الدبلوماسية الروسية في الشرق الأوسط بدأ في فلسطين، وستحتفل روسيا بعد سنتين بمرور 200 سنة على الوجود الدبلوماسي الروسي في الشرق الأوسط، لأن أول مقر لقنصلية الروسية في الشرق الأوسط كان في مدينة يافا".