قادة إسرائيليون يحذرون من نتائج كارثية على إسرائيل في أي مواجهة مع حزب الله وإيران

قادة إسرائيليون يحذرون من نتائج كارثية على إسرائيل في أي مواجهة مع حزب الله وإيران

رام الله الإخباري

ذكر خبير في الشأن الإسرائيلي أن "إسرائيل" لا تواجه فقط أزمة خيارات دبلوماسية وسياسية في محاولتها للتأثير على وجود إيران و"حزب الله"، بل الأخطر من ذلك أنها "لا تملك في الواقع خيارًا عسكرياً جدياً في التعاطي مع هذا التحدي".

وقال صالح النعامي في تحليل له نشر اليوم الخميس: "على الرغم من توسّع نتنياهو ووزير حربه أفيغدور ليبرمان في إطلاق التهديدات باستهدافهما، فقد تبارى كبار قادة الصناعات العسكرية الإسرائيلية، وبشكل غير مسبوق، في التحذير من "النتائج الكارثية" لأية مواجهة مع إيران و"حزب الله"، سواءً في سورية أو لبنان.

وأضاف: "توالت شهادات كبار المسؤولين الإسرائيليين التي تؤكد عدم جاهزية الجبهة الداخلية الإسرائيلية لنشوب حرب مع "حزب الله"، على وجه الخصوص".

ونقلت صحيفة "معاريف"، أمس الأربعاء، تحذيرات أطلقها ثلاثة من كبار المسؤولين السابقين في مجمع صناعة الدفاعات الإسرائيلية (رفائيل)، حذروا فيها من "مأساة" ستحلّ في شمال "إسرائيل" في حال تعرّض مجمّع الصناعات البتروكيميائية في حيفا للقصف نتيجة مواجهة مع "حزب الله".

وحسب المسؤولين الثلاثة، وهم: نفتالي عميت وآفي فينرب وشيكا شتسربغر، وجميعهم من الخبراء في مجال الصواريخ، فإن "إسرائيل" ستضطر إلى إجلاء نصف مليون إسرائيلي من الشمال.

وأكّد المسؤولون الثلاثة أنّ منظومات الدفاعات الجوية الأكثر تطورًا التي تملكها "إسرائيل" "ستنهار ولن تتمكن من منع النتائج الكارثية" التي ستحلّ جراء صواريخ "حزب الله" التي ستصيب المرافق الحساسة.

وحث الخبير العسكري الإسرائيلي ران إيدليست صنّاع القرار في "تل أبيب" على تغيير نمط تعاطيهم مع الوجود العسكري لإيران و"حزب الله" في سورية.

وفي مقال نشرته "معاريف" الأربعاء، يجزم إيدليست بأن السبيل الوحيد "لإحباط فرص تحقق سيناريوهات الرعب الناجمة عن مواجهة مع حزب الله وإيران تتمثّل في التوصّل لاتفاق وقف إطلاق نار مع كل من نظام الأسد وإيران وحزب الله".

واستدرك إيدليست يستدرك بالقول إن نتنياهو "لن يقدم على مثل هذه الخطوة لأنها ستدل على فشل الاستراتيجية التي اعتمدها في مواجهة الوجود الإيراني في سورية".

وفي جانب آخر، قال النعامي إن تأكيد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بأن الوجود الإيراني في سورية "شرعي"، ترك إحباطًا كبيراً في "تل أبيب"، وذلك عقب استنفار إسرائيلي من القيادات السياسية والمستويات العسكرية لمحاولة تغيير بنود الاتفاق الروسي الأمريكي المتعلقة بانتشار القوات الإيرانية والمجموعات الطائفية التي تقاتل إلى جانب النظام هناك.

وذكر أن التأكيد أحرج بشكل خاص رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي ظلّ يدّعي أنّ التنسيق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يؤتي أكله، لافتًا إلى أن الاستنفار فرص نجاحه تصل إلى صفر.

وأشار النعامي إلى أن ما فاقم الإحباط بشكل خاص أن تصريح لافروف جاء بعد اعتماد نتنياهو، في محاولته للتأثير على الاتفاق، تكتيكًا يجمع بين إطلاق التهديدات بضرب الوجود العسكري لكل من إيران و"حزب الله"، والتحرك دبلوماسيًا.

ونوه إلى أنه تضمن إرسال رئيس هيئة أركان الجيش غادي آيزنكوت وكبار قادة "لواء الأبحاث" في شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان"، رسالة لاطلاع نظرائهم الأميركيين على معلومات استخباراتية تدل على "المخاطر" التي ينطوي عليها التسليم بالوجود الإيراني في سورية.

وذكر أن التحدي الذي يواجه "إسرائيل" يتمثّل في أن سقف مطالبها بشأن الاتفاق لا يمكن لروسيا أن تقبله وليس بمقدور إدارة (الرئيس الأمريكي) دونالد ترمب توفير بيئة تسمح بتحقيقه.

وكشفت القناة الثانية العبرية، مساء الثلاثاء، أن "إسرائيل" غير مستعدة لقبول أي وجود عسكري لإيران و"حزب الله" في أي مكان في سورية، وبالتالي فإن توافق الروس مع الأميركيين على انتشار الإيرانيين ومقاتلي "حزب الله" على مسافة 40 كيلومترًا من الحدود مع فلسطين المحتلة لا يلبي مصالحها.

ولفت النعامي إلى أن "إسرائيل" تحاجج بأن امتلاك طهران ترسانة ضخمة من الصواريخ النوعية يجعل التسليم بالوجود العسكري الإيراني على أية بقعة من سورية وصفة لجعل كل المرافق الحيوية والمنشآت العسكرية والتجمعات المدنية الإسرائيلية في دائرة الاستهداف الإيراني.

وأوضح أن فرص نجاح التحركات الإسرائيلية في التأثير على الاتفاق الروسي الأميركي تبدو محدودة، لأنها تتعارض بشكل فجّ مع المصالح الاستراتيجية لروسيا، وهي الطرف الأكثر تأثيرًا على دائرة الأحداث في سورية.

وقال: "وإن كان لا خلاف على أن الحفاظ على نظام الأسد يعدّ الهدف الأهم بالنسبة لها، فإن روسيا تدرك أنه لا يمكن تأمين تحقيق هذا الهدف بدون الوجود العسكري البري لإيران و"حزب الله".

وأضاف: "استقرار النظام يتطلب دومًا وجود قوات برية بحجم كاف يسمح بالتحرك في مختلف مناطق سورية، في حين أن هذا النظام لا يملك الحجم الكافي من القوات البرية؛ كما أن الغطاء الجوي هو أكثر ما يمكن أن تقدّمه روسيا، التي لا تبدو متحمسة لإرسال قوات برية".

من ناحية ثانية، بين النعامي أن "تل أبيب" تدرك أن الرهان على إدارة ترمب في غير محله، إذ إن موافقة واشنطن على العودة للتنسيق مع موسكو والذي أسفر عن الاتفاق الأخير، يعكس تسليماً أميركياً بأن روسيا هي الطرف الذي يملي وتيرة الأحداث في سورية.

ولفت إلى أنه تبيّن للإسرائيليين أن ترمب عاجز-حتى عن-مواصلة اعتماد استراتيجية "القيادة من الخلف" التي بلورها سلفه باراك أوباما في التعاطي مع شؤون المنطقة، لا سيما بعد تفجّر الأزمة الخليجية وتهاوي فرص تشكيل جبهة إقليمية مناوئة للوجود الإيراني في سورية.

وأشار إلى أن "إسرائيل" تعي على الرغم من حجم التنسيق الوثيق والشراكة الكبيرة مع نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، فإن "القاهرة لا ترى في الوجود الإيراني في سورية تهديدًا".

وفي الوقت ذاته، بيّن أن "إسرائيل" تعي محدودية الرهان على التنسيق مع الدول الخليجية بشأن هذا الوجود؛ فقد دفعت مخاوف السعودية من مآلات الاعتماد على إدارة ترامب، الملك سلمان بن عبد العزيز للتوجه إلى موسكو، صاحبة المصلحة الرئيسية في الحفاظ على الوجود العسكري الإيراني في سورية.

وكالة صفا