محللون أردنيون: هذه دلالات الإتصال "النادر" بين الملك وهنية

محللون أردنيون: هذه دلالات الإتصال "النادر" بين الملك وهنية

رام الله الإخباري

ربط محللون وكتاب أردنيون الاتصال الهاتفي "النادر" الذي جرى بالأمس بين العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ورئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية، ربطوه بالمصالحة الوطنية والمستجدات السياسية الوزانة في الإقليم إلى جانب إقرار الحركة وثيقة "المبادئ والسياسات العامة"، في أيار/ مايو الماضي.

وقال الكاتب الأردني المعروف حلمي الأسمر إن اتصال هنية مع العاهل الأردني، يأتي في سياق المصير المشترك بين الأردن وفلسطين والعدو الذي يتربص بالبلدين، وضرورة تنسيق وتوحيد الجهود لمواجهته، خصوصا رفض اطروحات الوطن البديل وإحباطها.

ولم يستبعد الأسمر في إتصال مع "النجاح الإخباري" من العاصمة الأردنية عمان الخميس أن يؤشر الإتصال غير المسبوق الى عودة العلاقة المتوترة بين الطرفين على اعتبار أن حماس ستكون شريكا من موقع قوي مستقبلا وهو منظمة التحرير".

"تطورات المصالحة لا يمكن ان تتم بدون توافقات إقليمية، والأردن جزء فاعل في هذه التطورات". بحسب الأسمر.

إعادة تموضع ..

ويقرأ الباحث في الشؤون الاستراتيجية د. عامر السبايل في الإتصال أنه يأتي في وقت ترغب فيه حماس "بإعادة التموضع في ظل انتهاء المشروع الإخواني في المنطقة،الى جانب ما تواجهه تركيا من وضع صعب ومشاكل على الساحة الدولية والإقليمية وحتى محليا ،ناهيك عن استمرار المشلكة الخليجية وعزل قطر ".

وقال السبايلة الأربعاء إن كل ما سبق سالفا يدفع حماس الى التنويع في خياراتها من القاهرة الى عمان بسبب الواقع الفلسطيني وارتباطه بالدولتين (الأردن والقاهرة) اللاعبين المهمين على الساحة الإقليمية والدولية.

بداية إنفراجة !

وفي الصالونات السياسية الفلسطينية ثمة من ينظر لهذا الاتصال بأنه بمثابة بداية انفراج في العلاقة بين الأردن وحماس، والتي مرت بمحطات تأزم منذ عام 1999، عندما أغلقت المملكة مكاتب الحركة في عمان وأبعدت قادتها إلى الخارج، لتعتقل المملكة عام 2008 خلية قالت إنها تابعة للحركة بتهمة تجنيد عناصر داخل الأردن، ثم دخلت المملكة لاحقا في حلف إقليمي يصنف حركة "حماس" على أنها منظمة "إرهابية".

علاقة الأردن بحماس وصفت أنها كانت في أسوأ حالاتها عام 2006، وعادت لتتحسن في عام 2012  (ارشيفية)

بدوره يستبعد الكاتب الصحفي اسلام صوالحة أن يشكل الإتصال إنفراجة حقيقية للعلاقة بين حماس والدولة الأردنية مستذكرا الزيارات التي قام بها الرئيس السابق لمكتب حماس السياسي خالد مشعل.

وتساءل صوالحة هل غيرت تلك الزيارات شيء ؟ هو اتصال لا يمكن عزله عن سياقه".

ورأى صوالحة أن العلاقة الأردنية الرسمية مع حماس تحكمها أدبيات الدبلوماسية الأردنية بأن العلاقات بين الدول تكون بين السلطات الشرعية.

"يجب الانتباه الى حماس تعتبر ملفا أمنيا بالدرجة الأولى اكثر منه ملف سياسي بالنسبة للدولة الأردنية" وفق الكاتب صوالحة.

مستدركا بالقول: " هناك علاقات بين الطرفين بصرف النظر عن مستواها واطرافها".

وأكد صوالحة أن التباين بين الأردن وحركة حماس سيبقى موجودا، رغم الظرف السياسي الذي يتشكل في المنطقة ويفرض بدوره شكلا جديدا في العلاقة بين الطرفين.

ويرى الكاتب والصحفي الأردني حمزة أبو رمان أن التقارب الرسمي الأردني مع حركة حماس يغلفه الكثير من التغيرات الكبيرة على مستوى الإقليم خاصة الخلاف الخليجي مع قطر ويرتبط جانب منه بعلاقة الدوحة مع حماس وجماعة الإخوان المسلمين.

ويعتقد أبو رمان في تعليق أن اتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس سهل الطريق أمام  الأردن وحماس للوصول إلى نقطة التقاء.

وفي هذا السياق،يؤكد أبو رمان أنه من السابق لأوانه الحديث عن إنفراجة في العلاقات.

مستدركا في الوقت ذاته :" لكنها تعتبر بادرة جيدة من اسماعيل هنية لطمأنة العاهل الأردني فيما يتعلق بالوطن البديل".

ويؤكد ايهم ابوغوش أن الإتصال محاولة حمساوية لاختراق كافة اللاعبين الاقليميين، بدول الاعتدال العربي والأردن إحدى أهم قوى هذا الأطراف البارزين.

وبحسب أبوغوش فإن الحركة تحاول بهذا الإتصال  أن تقول لدول الاعتدال بانها لم تعد محكومة لجماعة الإخوان الملسمين وانها تقبل التعايش مع الاختلاف وقادرة على إحداث تحولات داخلية تتناسب وشروط اللعبة الاقليمية والدولية.

ويقول الكاتب الأردني نبيل عمرو إن الدلالة الأساسية تكمن في أن الأردن بمثابة عصى الطاحون.

وأضاف :كما أنه (الأردن) في نهاية المطاف هو القادر على التأثير بجدارة على الدول الكبرى وتحديدا امريكا عندما يصل الأمر عند صفقة القرن".

رئيس تحرير وكالة "شمس " المحلية أمجد معلا وصف الإتصال بمثابة "مجاملة سياسة ليس أكثر ".

وقال معلا :" وحماس تبحث عن فرصة لتقترب من الدولة الأردنية  في إطار حملة العلاقات العامة التي تقوم بها منذ سنوات".

وكان رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، جدد للعاهل الأردني رفض حركته كلَّ طروحات حل القضية الفلسطينية على حساب الأردن.

وقال هنية، "فلسطين هي فلسطين، والأردن هو الأردن، ولن نسمح لأي نظريات حول الوطن البديل بأن تمرر في الأردن، فهو بلد عربي أصيل له سيادته وتاريخه وشعبه".

وشدد هنية،على حرص حماس على الأردن وأمنها، قائلا "أمن الأردن هو من أمننا، والأمن القومي الأردني محفوظ ومحمي، وحريصون على أن يكون حاضره ومستقبله قوياً ومؤمّناً"، وفق ما ذكرته مواقع أردنية أمس.

ويأتي الإتصال بعد أسابيع على لقاء جرى بين الرئيس محمود عباس مع الملك عبد الله الثاني في عمان، بحثا خلاله التطورات الاخيرة على الساحة الفلسطينية، وفي مقدمتها المصالحة واهمية العمل مع الادارة الامريكية لايجاد افق سياسي لحل الصراع على اساس حل الدولتين،بحسب بيان سابق صدر عن الديوان الملكي.

النجاح الإخباري