ليس خبيراً وهذه الأخطاء كادت تودي بحياته.. قصة الشاب الأردني الذي لدغته افعى فلسطين الخطيرة

رعد الراعي

رام الله الإخباري

عن وعي ودراية، أقدم على مخاطرة ليس لها نهاية إلا الموت. فخلال عرضه المصور تلفزيونياً مع أخطر ثعبان "أفعى فلسطين"، قال لمن حوله: "الآن، سأقوم بحركة موت مع الثعبان"، ليفلت رأسه؛ فما كان من الثعبان إلا أن تمكن من كتفه ولدغه لدغة أفرغ فيها سُمّه.

كان هذا جزءاً من تفاصيل الحادث الذي تعرض له الشاب الأردني رعد الراعي قبل 3 أيام، وهي الحادثة التي كادت تودي بحياته، كما هم كثر ممن فقدوا حياتهم بسبب لدغة الثعبان الخطير ذاته.

العناية الإلهية وحسن التدبير، مكّنا مقربين من الراعي من تأمين المصل اللازم لإنقاذ حياته، من خارج العاصمة عمان؛ إذ إن المصل الخاص بهذا النوع من الثعابين لا يُصنع إلا في المختبرات الإسرائيلية، فضلاً عن ارتفاع سعره؛ إذ يصل ثمن الجرعة الواحدة منه نحو 2000 دولار أميركي.قبل وصول المصل، كان الراعي يخضع لعلاج لا يسمن ولا يجدي نفعاً أمام سُمّ الثعبان، وهو علاج عام للدغات الأفاعي، بحسب ما يوضحه خبير الأفاعي هاني الوتد.

ليس خبيراً

وعكس ما أُشيع عن الراعي؛ فهو ليس بخبير أفاعٍ، وإنما "هاوي ثعابين، يقلد الفيديوهات المنتشرة على مواقع الإنترنت"، وفق ما أدلى به مقربون منه.ربما تكون هذه هي الإجابة لسؤال طُرح وهو: كيف لخبير أفاعٍ ألا يحسن التعامل مع أفعى في أثناء عرض تلفزيوني؟!

السؤال ذاته يكشف عن حقيقة الفقاعة الإعلامية، التي خضع لها الراعي، خلال الفترة الماضية، وسولت له المخاطرة.ويقول هاني الوتد لموقع هافينتغتون بوست الكندي بنسخته العربية ، بعد زيارته الراعي واطمئنانه على حالته الصحية، إن دافع زيارته له، جاء بسبب شعوره بالمسؤولية تجاه رعد، الذي اعتاد ارتياد معرض الزواحف لديه، منذ نحو عامين.

وتابع أن الراعي زاره قبل 3 أشهر، وأبلغه أن إحدى المحطات الفضائية المحلية ترغب في استضافته، وأنهم يودون تسميته "خبير الأفاعي"، قال لي: "هل لديك أي مانع؟".

بعدها، رتّب رعد لقاء تلفزيونياً آخر مع محطة هولندية، لكنه هذه المرة يبدو أنه رتب أموره من خلال تعظيم شأنه، كما نقلت وسائل الإعلام.وأضاف: "اتصل رعد بي قبل التصوير في الـ11 صباحاً، طالباً الدعاء له بالتوفيق"، وفي الـ12 اتصل ذووه يخبرون الوتد بما تعرض له رعد من إصابة.

ويقر الوتد بأنه لم يتوقع أن يحدث معه ذلك، لكن ما حدث، أن الراعي تعامل مع الثعبان بطريقة خاطئة؛ إذ وضع الثعبان على رقبته وترك رأسه فالتاً، فتمكَّن منه؛ لكون خطورة ذلك الثعبان تستدعي إمساكه بملاقط، ومن المخاطرة التجرؤ على الإمساك به من رأسه، على نحو يعكس قلة الخبرة والدراية.

أما الخطأ الآخر -وفق الخبير- الذي ارتكبه الراعي، فهو أنه اتبع إجراءات خاطئة لتبريد الثعبان، والتأثير على جهازه العصبي، من خلال الماء البارد والثلج، وهو إجراء يضر ببيئة الثعبان.بكل الأحوال، يؤكد الوتد أن ما أقدم عليه الراعي حركة مخاطرة لا داعي لها، الثعبان سلاح قاتل.

الحالة الصحية

تنادت جهات رسمية في عمّان، وخبراء زواحف عبر علاقاتهم الاجتماعية، إضافة لاستخدام الشبكات الاجتماعية في محاولة لتأمين المصل، الذي لا يتوافر في المستشفيات الأردنية، ولا يصنع إلا بالمختبرات الإسرائيلية.

وتمكنت تلك المحاولات من تأمين نحو 4 جرعات من المصل مرتفع التكلفة، من أصل 20 جرعة يحتاجها، وأُعطي لرعد على مسؤولية ذويه؛ إذ لا يعلم الأطباء محتوى ذاك المصل، الذي جرى تأمينه عبر جسر الملك حسين، ورُفعت عن المصل اللاصقات الطبية الخاصة به، وخضع لاختبار حساسية، ليبدأ الراعي بعدها بالتعافي.

لكن الراعي في بادئ الإصابة، وُصفت حالته بـ"الخطيرة"؛ إذ احتاج إلى وحدات بلازما قُدرت بـ50 وحدة.الراعي في أول حديث له عقب بدء تعافيه وزوال الخطر، نقله الوتد ونشره عبر الشبكات الاجتماعية، حذر من تقليد الفيديوهات ذات العلاقة بالتعامل مع الأفاعي.

هاف بوست عربي