خبير الافاعي بالاردن صارع الموت ومصل "الحياة" في رام الله بسعر 5 آلاف دينار

خبير الافاعي الاردني يصارع الموت

رام الله الإخباري

عالم الأفاعي والثعابين مليء بالإثارة، ولسبب غامض يستهوي هذا المخلوق الخطر فئة كبيرة من الناس، لكن فئة قليلة لا تكتفي بالمشاهدة ومتابعة الصور المثيرة له، بل تعدت ذلك لتدخل في تفاصيل حياة وخصائص الأفاعي لتمتهن أخطر الوظائف في العالم، وهي أن يكون "خبير أفاعي".

يُعرض "خبير الأفاعي" نفسه للخطر ليُشبع فضوله وهوايته الغريبة، ويُغذي فضول الآخرين أيضاً ليشرح للناس أسرار هذا العالم الغريب، مُضحياً بسلامته الخاصة، وهذا ما حدث مع الأردني "رعد الراعي" الذي أثارت قصته مشاعر الآلاف عبر مواقع التواصل الاجتماعي.حيث حمل رعد أفعى، يُطلق عليها اسم أفعى فلسطين "الرقطاء" ليشرح لجمهوره مدى خطرها، والمُفارقة أنها قامت بلدغه فوراً في كتفه الأيمن، ويرقد الآن في قسم العناية المُركزة في مستشفى البشير الحكومي في العاصمة عمان.

مشكلة رعد لم تنته إلى هذا الحد، فالمصل المطلوب لإنقاذ حياته لا يتوفر إلا في مستشفيات إسرائيل ومستشفيات فلسطين، ما دعا عائلته إلى توجيه نداء ومناشدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لإنقاذ حياته.

وكتب ابن عمه سالم الراعي، مُناشداً السلطة الفلسطينية: "نداء عاجل ابن عمي رعد الراعي خبير أفاعي تعرض للدغة أفعى شديدة السمية، والمصل موجود في رام الله لإنقاذ حياته الآن هو في قسم الإنعاش في مستشفى البشير، نرجو من أصحاب النخوة والفزعة مساعدتنا للحصول على المصل من رام الله، وذلك عن طريق معرفة أحد بالسلطة الفلسطينية". ولحسن الحظ استجاب خبير الأفاعي الفلسطيني الشهير جمال العمواسي للمنُاشدة فوراً وساهم في إنقاذ حياة رعد بإرسال جرعتين من المصل الذي تُكلف الجرعة الواحدة منه 5 آلاف شيكل (نحو 1400 دولار أمريكي).

لكن الجرعتين غير كافيتين لإنقاذ حياة رعد رغم تحسن حالته الصحية وانتظام ضغط الدم وضربات القلب لديه، يقول العمواسي لـ"دنيا الوطن": "حالة رعد من أسوأ حالات التسمم أولاً لأن اللدغة في كتفه أي قريبة من أعضائه الحيوية، كما بقيت الأفعى ممسكة بكتفه وبثت كمية سموم كبيرة في جسده، ولذلك سيحتاج من 12– 20 جرعة، بينما اللدغة العادية لنفس الأفعى تحتاج من 3– 5 جرعات من المصل".

وأكد العمواسي، أن الإسعافات الأولية التي تمت لخبير الأفاعي رعد كانت سبباً كبيراً في خطورة حالته، حيث قام المُسعف بعمل جرح مكان اللدغة بهدف إخراج السم وهو كما يقول العمواسي: "هذا تصرف خاطئ جداً، لأن الدم غير المسموم سيخرج من الجرح، ووجود جرح سيُسرع الدورة الدموية ما يؤدي إلى سرعة انتشار السم في الجسد، كما أن ربط العضو الذي تم اللدغ فيه خطر جداً قد يؤدي إلى بتر الجزء المربوط".

وشرح العمواسي الخطأ الذي وقع فيه رعد، والذي أدى إلى لدغه بهذه الطريقة المأساوية: "أعتقد رعد أنه قام بتبريد الأفعى، حيث نقوم بتبريد الأفاعي ذوات الدم البارد لنأمن خطرها، ووضعها على كتفه قبل أن تغدره وتفاجئه بلدغة قاتلة".

ويحرص العمواسي على تأمين مصل لدغة أفعى فلسطين- ومصول أخرى لأنه يمتلك أكثر من 100 أفعى منها أفعى الكوبرا التي لا يوجد لها مصل في فلسطين-  كونه خبير أفاعي يجب أن يُحصن نفسه دائماً، لكنه ساهم في إنقاذ مئات الحالات التي لم تجد المصل في المستشفيات، خاصة كونها باهظة الثمن، ويستعين به الأطباء ورجال الدفاع المدني في حالات اللدغات.

وحول حالة رعد، أكد العمواسي أنه لم يستطع سوى توفير جرعتين من المصل أمس وجرعتين اليوم، ويتمنى أن يُساهم في إنقاذ حياته رغم أنه لا يزال يحتاج الكثير من الجرعات، وحرص على التواصل مع الأطباء لإعطائهم التعليمات اللازمة ليتخطى رعد مرحلة الخطر.

وأكدت عائلة رعد أنها تُحاول التواصل مع فلسطينيي 48 لتوفير المزيد من جرعات المصل المطلوب، ولا زالت توجه نداءها للسلطة الفلسطينية لمساعدتهم في إنقاذ حياة شاب في مقتبل العمر.يُذكر، أن أفعى فلسطين تتواجد في فلسطين وغرب سوريا، وشمال- غرب الأردن، يبلغ طولها 80– 130سم، ويميل لونها إلى الأصفر مع وجود خطوط ملتوية ذات لون غامق على كامل جسدها، وتعتبر من أشد أنواع الأفاعي سمية، حيث يمكن أن تؤدي لدغتها إلى بتر العضو المصاب أو الوفاة.

وشرح العمواسي عبر قناته على (يوتيوب) الإسعافات الأولية للدغة الأفعى: "على المصاب الحفاظ على الهدوء والسكينة وعدم الانفعال، لأنه يسبب سرعة سريان السُم بالدم، وبالتالي الخطر الشديد على الشخص، وفي حال كان مكان الإصابة في اليد لابد من رفعها إلى منطقة الصدر، وإن كانت الإصابة في القدم يفضل رفعها للأعلى واستخدام الماء المثلج مكان الإصابة ثم الإسراع إلى أقرب مستشفى".

 

دنيا الوطن