العاروري يكشف تفاصيل اتفاق القاهرة والتحديات التي تواجهه

العاروري يكشف تفاصيل اتفاق القاهرة والتحديات التي تواجهه

رام الله الإخباري

صرح نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري في لقاء خاص بـ "القدس" بأن المصالحة أصبحت حقيقة، وتمكين حكومة الوفاق الوطني، التحدي الأول الذي يجب انجازه.

وقال العاروري في لقاء مع صحيفة "القدس " المحلية  مباشرة بعد انتهاء جولة الحوار الأخيرة في القاهرة:"لقد تم بلورة منظومة تمكين الحكومة من ممارسة عملها في ظل الظروف الخاصة والاستثنائية الناجمة عن 10 سنوات من الانقسام تمكن الحكومة من أداء واجبها ومهامها بالكامل".

وأضاف "إن لجنة مختصة من ضباط في الأجهزة الأمنية الفلسطينية من رام الله وضباط من قطاع غزة سيعملون على وضع وتقديم تصور وترتيب الوضع النهائي للأجهزة الأمنية الفلسطينية " .

وأوضح بخصوص ملف الموظفين والتركيبة الهيكلية الوظيفية الموجودة في قطاع غزة ستتولى لجنة إدارية قانونية اتفقنا عليها نحن والأخوة في فتح شركاء فيها ستتولى مهمة ومسؤولية هيكلة ودمج جميع الموظفين القدامى مع الموظفين الجدد في هيكل واحد مؤكداً أن القطاع بحاجة الى 5 آلاف موظف جديد بعد أن يتم دمج جميع الموظفين الحاليين مع القدامى.

وفيما يأتي نص اللقاء :

ملف واحد

س: ما هي أهم الملفات التي قمتم بمناقشتها خلال اليومين في القاهرة؟

ج: هذه الجولة من الحوار كانت مخصصة لملف واحد، وهو تمكين حكومة الوفاق الوطني من تأدية مهامها في قطاع غزة، وما توصلنا آلية ليس اتفاق مصالحة شاملا، وإنما الاتفاق هو الذي توصلنا إليه في العام 2011 في القاهرة وجميعنا ملتزمون به.

ولذلك تم تكريس اللقاءات لتمكين الحكومة من تأدية عمليها بالكامل في غزة والضفة الغربية، القطاع يعاني من مشكلات كثيرة ويرزح تحت الحصار وسط مشاكل في الكهرباء والمياه والعلاج والدواء وغيرها من المشاكل.

جلسات متواصلة

س: اربع جلسات متواصلة 11 ساعة اليوم الأول و14 ساعة اليوم الثاني؟ في أي المجالات وهل تمكين الحكومة يحتاج كل هذا البحث؟

ج: نعم، هي جلسات متواصلة لم نقسمها جلسات أولى وثانية بل تخطت في اليوم الثاني 11ساعة من 11 صباحاً حتى الثانية فجراً على مدار يومين متصلة ، والتفاصيل كثيرة ،ان تمارس الحكومة عملها في غزة كما تمارسه في الضفة الغربية مع اختلاف الظروف والواقع الأمر الذي فرض علينا جميعاً تصميم منظومة تمكن الحكومة من ممارسة عمليها في ظل الظروف الخاصة والاستثنائية الناجمة عن 10 سنوات من الانقسام بيننا وبينهم .

منظومة كاملة

س:عن أي منظومة نتحدث؟

ج: صممنا نظاما ان شاء الله يجمع بين الوضع الراهن والمعطيات التي في بعض الأوقات متناقضة، وفي بعض الأوقات صعبة ومعقدة ، ولكن رغبتنا وتصميمنا على ضرورة الوصول الى حل ،مكننا من التوصل لمنظومة كاملة تمكن الحكومة من الدخول والعمل بكامل مسؤوليتها .

الموظفون

س: ماذا عن موضوع الموظفين في قطاع غزة هل تم حل هذه القضية التي تمس حياة أكثر من 30 ألف موظف في القطاع؟

ج: القرار الأول الذي فتح الباب أمام هذه المصالحة هو قرار حل اللجنة الإدارية ،ونعتز باننا في حركة حماس أخذنا الخطوة الأولى ،بحل اللجنة الإدارية وفتح الباب أمام الحوار ، والخطوة الثانية هي تمكين الحكومة ،وبعد ذلك مباشرة يأتي دور التركيبة الهيكلية الوظيفية الموجودة في قطاع غزة الآن ،هؤلاء عشرات آلاف الموظفين الذين يديرون قطاع غزة منذ 10 سنوات ، والتقدم الذي أحدثناه نحن والأخوة في فتح برعاية مصرية هو ان تأتي الحكومة وتمارس مهامها وهؤلاء الموظفون على رأس عملهم ،هذا ما اتفق عليه .

ثانياً إن الحكومة مسؤولة عن دفع رواتبهم ،وثالثاً هناك لجنة إدارية قانونية متفق عليها ونحن والأخوة في فتح شركاء فيها ستتولى مهمة ومسؤولية هيكلة ودمج جميع الموظفين القدامى مع الموظفين الجدد في هيكل واحد يخدم المواطنين في القطاع .

من واقع معلوماتنا واحصاءاتنا الدقيقة على ضوء إدارتنا وخبرتنا ان القطاع بحاجة الى 5 الاف موظف جديد بعد ان يتم دمج جميع الموظفين الحاليين مع القدامى المستنكفين يتبين انه ينقصنا نحو 5 الاف موظف جديد .

وللعلم انه في العام 2007 كان عدد الموظفين المدنيين العاملين في كل اذرع الحكومة في قطاع غزة 34 الف موظف، الآن عدد الموظفين الذين هم على رأس عملهم والمستنكفون 30 الفا تقريباً ،لذلك الوزارات تحتاج الموظفين الحاليين و المستنكفين وبحاجة الى المزيد .

الدور المصري

س:ما هو الدور المصري في هذه الاتفاقات؟

ج:المصريون رعاة لكل الاتفاق ،وهم الضامنون لتنفيذه، وللحقيقة لهم دور ايجابي وفعال جداً في تقريب وجهات النظر ، ونظراً لكثرة جولات الحوار بيننا وبين الاشقاء في فتح والمحاولات المتكررة لتنفيذ الاتفاق أدى الى جو ووضع غير مناسب جعل من تنفيذ الاتفاق أمرا صعبا عملياً ، إلا ان الدور والجهد المصري والرغبة الحقيقية والقوية في إنجاح تنفيذ الاتفاق وإنهاء الانقسام والوصول الى مصالحة وطنية تجمع بين الضفة وغزة ويكون لديها حكومة فاعلة واحدة ، كل ذلك شكل اسهاما جوهريا في تجاوز العقبات والوصول الى حلول متفق عليها.

الوضع الأمني

س:ماذا بخصوص الوضع الأمني والأجهزة الأمنية في قطاع غزة ؟

ج: من الأولويات ومن القضايا المهمة في تمكين الحكومة ،من خلال الموظفين المدنيين والأمنيين ،الشرطة والداخلية والاطفائية ، هذه الاجهزة التي تعمل تحت مظلة الحكومة ، وقد تم الاتفاق ان يتوجه عدد من قادة الأجهزة الأمنية إلى قطاع غزة للاجتماع مع لجنة من قيادات الأجهزة الأمنية في قطاع غزة ،لعقد لقاءات معمقة ومفصلة مع زملائهم في القطاع.

والهدف تقديم تصور لكيفية دمج وعمل الأجهزة الأمنية في الضفة والقطاع كوحدة واحدة بحيث تتمكن هذه الأجهزة الأمنية من العمل مع حكومة الوفاق الوطني في الضفة والقطاع كوحدة واحدة ، تضم الجميع دون النظر الى الانتماء السياسي والفصائلي .

الامتثال غير مفاجىء

س: أي تبقى التشكيلات الأمنية كما هي خلال المرحلة القادمة حتى تتمكن اللجنة من تقديم التصور؟

ج: صحيح، فالفراغ الأمني ممنوع ،فلا يمكن الانتقال بشكل مفاجئ من وضع امني قائم الى وضع امني جديد كلياً ،بذات الوضع الأمني لذلك ستبقى الأجهزة الأمنية القائمة حالياً تعمل الى ان يتم دمج وهيكلة الموظفين في الأمن القدامى والجدد بشكل تدريجي .

لجنة للأجهزة الأمنية

س: هل نتحدث عن نفس اللجنة الخاصة بالموظفين المدنيين ستناقش وضع الأجهزة الأمنية؟

ج: لا هي لجنة مختصة من ضباط في الأجهزة الأمنية من رام الله وضباط من قطاع غزة سيعملون على وضع وتقديم التصور وترتيب الوضع النهائي للأجهزة الأمنية في قطاع غزة .

مدة محدودة

س:هل هناك سقف زمني أم مدة مفتوحة لعملية التنفيذ لهذا الاتفاق؟

ج:اجل هناك سقف زمني، كما اتفقنا يجب ان يتم تمكين الحكومة حتى 112 المقبل ، فنحن نعمل بصورة مدروسة ومتسلسلة.

استراتيجية المراحل

س: تحدثت خلال المؤتمر الصحفي المشترك في مقر المخابرات المصرية عن استراتيجية المراحل والخطوة خطوة ،كيف ؟ولماذا ؟

ج:صحيح لان اتفاق المصالحة يبحث في كل القضايا التي نتجت عن الانقسام وقد سبق وتم الاتفاق عليها سابقاً ما علينا غير الشروع بالتنفيذ .

اهم البنود المتفق عليها

س:ما هي اهم البنود والقضايا التي سبق واتفقتم عليها، للتذكير؟

ج: أولاً تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية، وإعادة هيكلتها وبنائها ،لتشارك بها كل القوى الفلسطينية ، وانتخاب المجلس الوطني ، وتفعيل المجلس التشريعي خلال الخطوة المقبلة ، وكنا في السابق نربط تمكين الحكومة بدعوة المجلس التشريعي للانعقاد ،الآن نحن فصلنا بصراحا بينهما ،بسبب عدم نجاح تجربة الربط بينهما ،لذلك اثرنا الذهاب في محاولة جادة لتمكين الحكومة اولا ،ثم دعوة المجلس التشريعي من قبل الرئيس.

كذلك لدينا الملف الامني والانتخابات والمجلس الوطني وملف المصالحة المجتمعية ،وهناك اتفاق مع الاخوة في حركة فتح ان كل الملفات تنطبق على الضفة وغزة.

س:تدريجياً أم بالتوازي والتزامن؟

ج بشكل تدريجي كلما تم انجاز ملف ننتقل للذي يليه ، وهناك ملفات ممكن ان تطبق معاً ،ولكن الان نريد تمكين الحكومة من القيام بدورها بشكل حقيقي وفاعل في قطاع غزة.

لقاء تشرين الثاني

س:اين دور فصائل منظمة التحرير؟ والإطار القيادي الموحد؟

ج:نحن سنلتقي مع الفصائل في 21/11 المقبل، وسيكون موضوع بحثنا الحريات العامة وحقوق الانسان والمواطنين الذين تعرضوا للظلم خلال فترة الانقسام، والمصالحة المجتمعية والانتخابات ومنظمة التحرير والمجلس الوطني وغيرها من القضايا التي ستبحث في لقاء الفصائل الموسع.

وسيكون لنا لقاء والاخوة في فتح برعاية مصرية في نهاية شهر 11او مطلع شهر 12 لنلقي نظرة على ما تم انجازه في موضوع تمكين الحكومة وما يتم الاتفاق عليه في اللقاء الفصائل .

والخلاصة ان كل قضايا الانقسام لن نتنازل عن حلها بالكامل قضية بعد الاخرى ،وسنبداء بالاكبر والاخطر لتثبيت الواقع الذي لا يمكن العودة فيه للانقسام مرة ثانية ،حيث توصلنا والاخوة في فتح الى قناعة انه لابد من انهاء هذا الانقسام ،مع اننا لا نضمن هذا سيتم لان كل الاحتمالات واردة ،ولكن نحن واثقون بان هذه الصفحة سيتم تجاوزها الى الابد.

«التشريعي»

س:تحدثتم عن إعادة تفعيل المجلس التشريعي كيف ؟

ج:هذا منصوص عليه في الاتفاق ،بان الرئيس يصدر مرسوما بإعادة عمل المجلس التشريعي حسب القانون والنظام الاساسي،نحن سنبحث مع الفصائل في 2111 المقبل بتخاذ قرارات في جملة من القضايا والملفات من بينها عودة عمل التشريعي ما دامت الحكومة استعادت عملها ودورها في قطاع غزة فعلى التشريعي ان يقوم بدوره في مراقبة ومتابعة عمل هذه الحكومة في الضفة وغزة .

وقد اتفقنا مع الاخوة في فتح بان المجلس التشريعي لن يكون معرقلا او معطلا للمصالحة بل سيكون داعما ومساندا للمصالحة والوحدة الوطنية .

منظمة التحرير ممثل شرعي ووحد

س:ماذا عن ملف إعادة بناء وهيكلة منظمة التحرير ؟

ج:جزء من الاتفاق ان تكون منظمة التحرير ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني بكافة فصائلة ومتلازماً مع استيعاب المنظمة لكل الفصائل الفلسطينية بمن فيها حماس والجهاد الإسلامي هذه القاعدة ،ثم في التفاصيل كيف سيتم ذلك وهناك اتفاق كامل بهذا الخصوص .

نحن نتحدث عن اجراء انتخابات المجلس الوطني والمجلس التشريعي والرئاسه ،والبناء عليها في الداخل وفي الخارج حيث امكن او نعتمد معايير ومقاييس في الساحات التي من الصعب اجراء الانتخابات فيها لتمثيل تلك الساحات في المجلس الوطني بما يوازي حجمها وكتلها .

الانتظار عدة أشهر

س:كل ذلك بطريقة متسلسلة اي ان تنفيذ ذلك سيأخذ عدة اشهر ؟

ج:في تقديرنا إذا نجحنا في تمكين الحكومة من القيام بدورها واستعادة وحدة العمل في الضفة وغزة ، لن تطول العملية عن بضعة اشهر ،حيث سيلمس المواطن الفلسطيني وخاصة في غزة ثمار المصالحة وانعكاساتها خلال عدة اشهر.

اين انعكاس المصالحة؟

س: ولكن المواطن الفلسطيني لا يرى أي انعكاس لهذه المصالحة فالاعتقالات مستمرة ؟هل قمتم ببحث هذه القضايا ؟

ج: موضوع الاعتقالات والحريات والمظالم التي تعرض لها المواطنون وبالذات في الفترة الأولى ،والمصادرات والمؤسسات المغلقة والموظفون المفصولون ،كل هذه القضايا موجودة في اتفاق القاهرة 2011 بالتفاصيل، وان هؤلاء ترد لهم حقوقهم كاملة،وقد طرحنا ذلك سابقاً وفي اليومين الماضيين .

القضايا الحياتية

س:هل القضايا الحياتية اليومية ستنتظر ايضاً بضعة اشهر مثل الكهرباء والمعابر وغيرها ؟

ج:لا ،نحن اتفقنا على تمكين الحكومة من العمل فوراً ومن عملها ودورها ومسؤوليتها كل هذه القضايا الكبيرة ،وسوف نتناول القضايا كافة في التفاصيل في الاجتماع المقبل، وسيتم فحص كل الادعاءات والمواقف والقضايا في مستوى عال من المسؤولية والالتزام الوطني بالعمل معاً لإنجاح الحكومة في جهودها وحل كافة الخلافات .

وأنا من جانبي اريد ان اطمئن أهلنا و أقول للجميع في الضفة وغزة اصبروا قليلاً ،إذا نجحت الخطوة الأولى وهي تمكين حكومة الوفاق الوطني من العمل سننجح في حل باقي القضايا.

الاتفاق على المبادىء

س:ماذا عن المعتقلين ؟

ج:هذا موضوع سبق وناقشنا وهناك اتفاق أن أي مواطن تم اعتقاله بسبب انتمائه السياسي والفكري او رأيه يجب الإفراج عنه سواء في الضفة أو غزة، وهذا الموضوع سيتم بحثه بالتفصيل والأسماء .

وهنا لابد من الإشارة قبل الأسماء ،يجب ان نتفق على المبادئ،ثم هناك قائمة أسماء لعدد من المعتقلين لدينا تحتاج تحديثا لتشمل المعتقلين في الأيام الأخيرة سيجري البحث فيها في الاجتماع المقبل .

الاولوية لتمكين الحكومة من العمل

س:في الاجتماع تم تناول حكومة الوفاق فقط ؟

ج :نعم مع المرور على القضايا كافة خاصة ان لدينا اتفاقا مسبقا لا يحتاج إلا التطبيق والالتزام وتنفيذ القرارات والتفاهمات واتخاذ الإجراءات .

ولا بد من التأكيد على انه لا يمكن التنفيذ والتطبيق لاتفاق القاهرة قبل تمكين الحكومة ولذلك اتفقنا على تمكين الحكومة للقيام بعملها بشكل كامل تجاه كافة القضايا .

دعم عربي وإسلامي للمصالحة

س: تحدثتم خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع عزام الاحمد عن ان هناك موافقة عربية على المصالحة ،وخاصة من قبل الاردن والسعودية ؟

ج:صحيح ، ولا يوجد أي طرف عربي لا يدعم المصالحة او يعترض عليها ،باستثناء إسرائيل ودوائر في واشنطن وهؤلاء لا يهمني رأيهم ،فلا يوجد دولة عربية وإسلامية او حتى من الدول التي تحترم ضميرها ووعيها يمكنها ان تعترض على المصالحة ،لذلك هذا التأيد والترحيب أمر طبيعي وموقف منطقي ومتوقع ،والغريب ان يكون هناك من لا يرحب بالمصالحة ،وحتى الآن لم نسمع أي اعتراض إلا من نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة .

ومفهوم اعتراضه لان في هذه المصالحة مصلحة ورفعة للشعب الفلسطيني وهو لا يريد ذلك ،ويعتبر المصالحة على حساب الإسرائيليين، ونحن نعتبر وجودهم طارئا وعلى حساب شعبنا وحقوقنا .

الاسرائيليون يحرضون على الاتفاق والمصالحة الفلسطينية ، وهذا لا يهمنا ، بل ما يعنينا هو انهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية وتحقيق مصالح شعبنا .

قرارنا ... ليس من موقف ضعف

س:ما دقة الحديث عن ان الذي دفع حركة حماس الى حل اللجنة الإدارية في غزة الوضع الصعب والحصار المطبق عليكم ؟والبعض فسرها تنازلا كبيرا من قبلكم ؟خاصة بعد التقارب والعلاقات المتميزة مع مصر ؟

ج:اتخذنا قرار بضرورة تغير الواقع الحالي من حيث انهاء الانقسام والتوجه نحو وحدة وطنية باكبر قدر ممكن وتعزيز الشراكة المتوفرة ورفع تلك النسبة تدريجياً .

قرارنا بالمصالحة قديم

هذا هو الدافع المركزي لتوجهنا نحو المصالحة،وليس من موقف ضعف ، فنحن والحمد لله في وضع جيد وجيد جداً .

س: هل كان للانتخابات الداخلية في الحركة وخاصة تغيير أعضاء المكتب السياسي وتولى اسماعيل هنية قيادة الحركة وتوليكم هذا المنصب تأثير على حل اللجنة الادارية والانخراط بعملية المصالحة بهذه القوة والسرعة ؟

ج:للصدق ان ارادة الحركة كانت ولا تزال ولم تتغير ، وأنا شخصياً عملت في هذا الملف منذ العام 2011 ،و(الاخ ابو الوليد)خالد مشعل كان رئيساً للحركة وكانت رغبة الحركة كما هي بضرورة إنهاء الانقسام وإغلاق هذا الملف .

ولكن تركم القضايا والسنين جعلنا ندرك ان الوضع بات اكثر خطورة على مشروعنا الوطني ، الان إسرائيل تتذرع بالانقسام لعدم التقدم في المسار السياسي مع ابو مازن ، وعندما نتوجه نحو المصالحة تهدد السلطة بانه لا يجب ان تعمل مصالحة مع حركة ( ارهابية )وفق زعمهم .

فنتنياهو يتذرع بالمصالحة ويعمل لمنعها ويهدد ويتوعد ومن جهة ثانية يستفيد من الانقسام ويتذرع به ، قرارنا انه يجب سحب هذه الذريعة من يد نتنياهو ، وفق قرار استراتيجي قديم وجديد .والجديد اننا نستشعر خطرا حقيقيا ضد مشروعنا الوطني.

س:هل تعتقدون أن هناك أفقا وممكن أن تستأنف المفاوضات السياسية ؟وهل ترى هناك أفقا؟

ج:نحن في حماس لا نريد ان نخوض في عملية سياسية مع إسرائيل ،لا نريد هذا ليس عملنا ،دورنا في المقاومة حتى يرحل المحتل عن ارضنا ، هذا موقفنا الذي لا يتغير ،اما العمل السياسي فهو داخلي فلسطيني عربي إسلامي ، اما مع العدو لا يوجد عمل سياسي بل مقاومة .

المسار السياسي فاشل ولم يقدم شيئا ، ولم يحقق لشعبنا انهاء الاحتلال ، ولكن مع ذلك فتح وشركاؤنا في المصالحة وفي منظمة التحرير يؤمنون بهذا المسار ويعتقدون ان الانقسام يخدم نتنياهو في تدمير هذا المسار ،ونحن لاسبابنا الخاصة في حماس وهي استعادة وحدة شعبنا الفلسطيني وتقوية موقفه ومكانته وامكانية ان يكون هناك زخم حقيقي في مواجهة «المشروع الصهيوني» نلتقي معهم في رغبتهم في توحيد الساحة الفلسطينية للاستفادة من الحراك السياسي لخدمة شعبنا وقضيتنا .

نحن نذهب وشركاؤنا لتحقيق مصالح شعبنا في العمل المقاوم والعمل السياسي .

شركاء في قرار الحرب والسلم

س: نفهم من حديثكم ان المصالحة ستنعكس على قرار السلم والحرب مع إسرائيل ؟

ج:صحيح وهذا مكتوب في الاتفاق ، ان الشراكة تشمل الشراكة في قرار الحرب والسلم ، نحن ابناء وطن واحد ومصيرنا واحد ،فلا يجوز ان يفاجئنا احد بتوقيع اتفاق سياسي يعالج القضية الفلسطينية من وجهة نظره او وجهة نظر فصيله او حركته .

كما انه يفترض ان قرار المواجهة مع الاحتلال ايضاً يكون قرارا وطنيا فلسطينيا .

المواجهة بكل اشكالها يفترض ان تكون متوافقة .

المصالحة والمؤتمر الدولي

س:هناك من يربط بين هذه المصالحة التي وقعتم عليها والتحضيرات لمؤتمر اقليمي ودولي يجري الاعداد له في شرم الشيخ بحضور عربي وإقليمي لما يسمى "صفقة القرن"التي تتحدث عنها الإدارة الامريكية ؟

ج:اعتقد ان "صفقة القرن " مثل قصة "الشرق الاوسط الجديد "الذي عزف عليه بيريس وغيره حتى صم اذاننا ،ثم ذهب كل ذلك هباء منثوراً ، وكل ما يطرح الهدف منه تصفية القضية الفلسطينية ، لن تحصد في النهاية إلا الخيبة والفشل هذه حكومة يمينية متطرفة ،ونحن شعب لنا حقوق لابد من انتزاعها وسنأخذها .

غير قلقين من قصة "صفقة القرن" وغيرها وليس هناك اي معلومات أو معطيات بان هذه المصالحة ستستغل لمثل هذا الأمر ، هذه المصالحة مصلحة شعبنا واستعادة وحدته وتعزيز صموده.

ونحن نعلم ان الإسرائيليين لا يريدون المصالحة ولا المفاوضات وانهاء الاحتلال وتريد ابتلاع ارضنا وما عليها ، ونحن نريد ارضنا وعلينا واجب ان نقاوم الاحتلال واستعادة حقوقنا وحقوق شعبنا .

استراتيجية وطنية

س:هل نفهم من ذلك ان هناك نية للوصول مع حركة فتح الى استراتيجية وطنية للعمل السياسي والمقاوم معاً ؟

ج:نحن في حوار مع اشقائنا في فتح وكل فصائل وحركات شعبنا باستمرار حول كل القضايا ،وبالذات حول ضرورة تبني استراتيجية وطنية متفق عليها لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي ،وسبق ان توصلنا لما هو قريب من ذلك في العام 2011 .

ونأمل ان نتوصل نحن والاخوة في فتح وباقي الفصائل التوصل الى استراتيجية وطنية شاملة لمواجهة «المشروع الصهيوني» ، وكل فصيل يتحدث عن ادواته في هذه الاستراتيجية .

ليس صعباً ان نجد صيغة تجمع بين الفصائل والحركات وبين ادوات تعمل معا وكل فصيل يعمل وفق قدراته وادواته ، ونحن نرى ان مواجهة «المشروع الصهيوني» ليس حقا بل هو واجب علينا جميعاً وبكل الوسائل وذلك لا يتعارض مع القانون الدولي.

الحاضنة العربية

س:كيف تقيمون الحاضنة العربية للمشروع الوطني الفلسطيني ؟على ضوء ما يعصف في المنطقة من صراعات سياسية وطائفية ؟وانقسام العرب بين مؤيد ومعارض للتطبيع؟

ج:لا شك ان ما حدث في العالم العربي منذ تفجر الربيع العربي احدث ارباكا وانشغالا داخليا لمعظم الأقطار العربية ، ما اثر على أولوية القضية الفلسطينية التي تحظى بدعم الشعوب العربية وتعاطفها ،ولكن اولوية التفاعل قضية تفرض نفسها علينا ،فعلى سبيل المثال لا يمكن ان يتفاعل مع المواطن السوري وهو يعاني وكذلك العراقي والليبي واليمني ....

ندرك ان فلسطين والقدس والمسجد الاقصى المبارك في قلوب الشعوب العربية والإسلامية ولا يقبلون بالتنازل عنها ،ولكننا ندرك ان هناك تطورات فرضت نفسها على الجهات الرسمية والشعبية العربية دفعت القضية الفلسطينية الى مكان متأخر في الاجندة العربية والإسلامية .

ونحن نعمل على استعادة اولوية ومكانة القضية الفلسطينية في قلوب وأنفس الشعوب العربية .

التغيير قادم

س:متى تنعكس المصالحة على أبناء شعبنا خاصة قطاع غزة ؟فتح المعابر وإنهاء الحصار ؟

ج:بعد تمكين الحكومة من اداء عملها يصبح القطاع من مسؤولياتها وتوفير احتياجات القطاع من مهامها وبعد تمكين الحكومة يزول الحرج من فتح المعابر وغيرها لانها بادارة السلطة وحرس الرئيس ،ونتوقع ونقدر انه قبل التاريخ الذي حددناه لتمكين الحكومة حتى 1-12-2017 سيكون هناك تغيير في الضفة وغزة .

س:ماذا عن المعابر وخاصة معبر رفح وعودة حرس الرئاسة ؟

ترقبوا ١-١١

ج:لقد اتفقنا ان يتم ذلك مع نهاية الشهر الجاري بحيث يعاد تشكيل الطواقم الخاصة بإدارة المعابر الفلسطينية ،اخذنا قرارا بعودة هيئة المعابر لتتسلم المعابر مع بداية تشرين الثاني المقبل.

س: انتخاباتكم الداخلية في حركة حماس اثارت ردود فعل متباينة منها انه تم ازاحة شريحة من قيادات الحركة من المكتب السياسي ومنهم من اعتبر ذلك نوعا من التغيرات تعصف بالحركة ؟

ج:المؤشر الذي يثبت ان الانتخابات الداخلية لحركة حماس حقيقية ام لا هو هل الانتخابات تحدث تغييرا ام لا ؟ فالانتخابات التي لا تحدث تغيرا هي حركة زائفة وانتخابات غير حقيقية ،فنحن حركة تجري انتخابات حقيقية باجواء ودية واخوية ،وعندما يحدث تغير في القيادة مثل تغير رئيس الحركة مثلاً الاخ ابو الوليد يكون التزاما بالقانون والنظام الداخلي الاخ ابو الوليد لم يعد يستطيع ان ينتخب لمرة ثالثة ،فالقانون لا يسمح ولا نفصل القوانين على مقاس اخوتنا حتى لو كنا نحبهم ؟ وكذلك في قيادة المناطق والساحات تجري الانتخابات والتغيير يتم بكل شفافية وفي المواقع المختلفة . والذي يتم تغييره لا يعتبر ذلك إساءة له وإنما هي أجيال تفتح الطريق لأجيال اخرى ،وحركة تتجدد ولا تتكلس وتتجمد بخلاف الحركات والاحزاب التي لا تتغير قياداتها حتى يتدخل عزرائيل .

وللعلم حتى الاخوة الذين يفسحون المجال لغيرهم في القيادة يبقون في المشهد بكامل القوة والثقل ،فهذا الدكتور موسى أبو مرزوق كان نائب رئيس الحركة في الانتخابات الأخيرة تغير منصبة ورغم ذلك أنا في منزله اعمل وأنا وهو نعمل دون حزازات أو مشاكل ،وأخونا ابو الوليد يعمل معنا ويتابع الملفات والقضايا ،والأمر طبيعي ان نفتح المجال لاخواننا في حركة متجددة متناغمة مستمرة في التطور والنمو .

وهناك نقطتان الأولى ان منطقتنا غير معتادة على الانتخابات الحقيقية بشفافية أمام العالم فيها امكانية حقيقية للتغيير في هرمها وأعلى هذا الهرم بكل سلاسة ويسر ولذلك هناك اهتمام ومتابعة لها ،ثانياً للاسف انه في التراث والوعي واللاوعي في منطقتنا والاقليم انه لا يأتي التغيير في الانتخابات التي تتم ،وهذا غير معهود ،لذلك الأجانب الأمر غير مفاجئ بالنسبة لهم عندما تجري الانتخابات لديهم يحدث التغيير ،وعندما يتم ذلك لدينا يفاجأون ويعتبرون الأمر غريبا ويتابعونه.

 

سما الاخبارية