مالك مصنع البلاط البلدي في نابلس يرفض عروضاً إسرائيلية لنقل مصنعه لإسرائيل

مالك مصنع البلاط البلدي في نابلس يرفض عروضاً إسرائيلية لنقل مصنعه لإسرائيل

رام الله الإخباري

كشف عنان أصلان مالك مصنع "أصلان" للبلاط الشامي وسط مدينة نابلس عن عرض اسرائيلي قدم اليه مؤخرا ويقضي بنقل المصنع الى مدينة يافا.

وقال أصلان:" تلقيت عروضا كثيرة من قبل رجال أعمال اسرائيليين لنقل المصنع الى يافا ولكني أرفض ذلك لأنني أعتبر أن بلدي أولى بهذا المصنع و أن هذا يعتبر خيانة وطنية ، وكل ما أحتاجه هو دعمي من خلال تسهيل اصدار شهادة المنشأ للقدرة على التصدير للخارج".

ارث تاريخي

ومعروف أن البلاط الشامي اليدوي من اساسيات البيوت الفلسطينية و الشامية لما يزيد على قرن ،لكن وجوده اليوم اصبح نادرا.

وينتج المصنع البلاط الملون المميز بقوته وجودته وجمال ألوانه ، وهو المصنع الأخير الباقي من عدة مصانع للبلاط البلدي ، كانت تعمل في عدة مدن وأغلقت واحدا تلو الآخر لأسباب كثيرة تتعلق بوضع السوق المحلي.

وتقوم عملية صناعة هذا البلاط التقليدي على استخدام مادة ملونة لصبغ المربعات الاسمنتية و صبها في قوالب معدنية بعدها يتم خلط البلاط عن طريق الضغط اليدوي فينتج بلاط يعيش ل مئات السنين  .

وينتج العاملون البلاط يدويا مستخدمين ذات الأدوات القديمة التي بدأ المصنع بها قبل أكثر من مئة عام ، فيما يحاول الاحتلال الاستيلاء على المصنع ونقلـه للعمل تحت اسم شركات إسرائيلية.

وفي هذا الصدد يضيف أصلان  لـ"النجاح الأخباري" وأحد الورثة المالكون لهذا المصنع أن مهنتهم في صناعة هذا البلاط انطلقت  منذ عام 1913.

معيقات على الطريق

ويواجه المصنع القديم صعوبات تتعلق بمطالبة البلدية لهم بنقله من مكانه الحالي وأخرى تتعلق بتصدير منتوجهم بسبب عراقيل من قبل الاحتلال الذي يقدم لهم عروضا مغرية للاستيلاء على صناعتهم و تحويلها الى شركات اسرائيلية .

ويسوق مشغل أصلان منتجه الفريد في الضفة الغربية للمنازل ولترميم المواقع والقصور الأثرية ويقوم أيضا بالتصدير إلى الأردن والإمارات والداخل الفلسطيني.

ويبلغ متوسط سعر المتر المربع الواحد من البلاط الملون 140 شيقل فيما تبلغ تكلفته قرابة 90 شيقل بين مواد خام وأجرة عمالة، ويعيل المشغل بحسب أصلان من 15 الى 20 عائلة نابلسية.

انتاجية محدودة

وتمر صناعة البلاط التقليدي الملون بمراحل عديدة حيث يبدأ العامل برسم النقش بالألوان ما يشبه عمل الرسام، ثم يقوم بملئ القالب بمواد صلبة من الإسمنت والحجر المطحون ومن ثم كبسها بواسطة مكبس كهربائي لتخرج لوحة فنية فائقة الجمال.

ورغم أن ما يعرف ببلاط "أصلان الفلسطيني" ينتج أكثر من 500 شكل من البلاط الملون لكن إنتاجيته محدودة بحيث لا تتجاوز 30 مترا مربعا من البلاط يوميا.

يقول أصلان: "الرسومات تاريخية وقديمة والنقش الجديد عمره قرابة 100 عام، ولدينا القدرة على عمل الأشكال والألوان حسب الطلب ولكن عمل الشكل الواحد الجديد يكلف كثير من المال والجهد".

ويرى أصلان أن محدودية الانتاج تأتي تبعا لاحتياج السوق ويقول "هناك معلومة أن هذه الصناعة

وعبر أصلان عن خوفه الشديد من اندثار هذه الصناعة التقليدية ، فقد انقرضت وليست موجودة وزبائننا هم فقط المعنيين بهذا التراث الذين يستطيعون الوصول الينا".

ويضيف: "القدرة الانتاجية للمشغل قرابة 30 مترا من البلاط الملون ولدينا القدرة على تطويرها ولكن نحن ننتج حسب حاجة السوق".

ويتابع: طلبت منا وزارة الاقتصاد تجديد عقد الايجار وهذا شيء مستحيل لأن الورثة لا يمكن الوصول اليهم بسهولة فمنهم من مات ومنهم من هو خارج فلسطين ولم تقبل الوزارة ترخيص المصنع استنادا الى الوثائق الموجودة حاليا.

النجاح الإخباري