الرجوب : ذاهبون نحو بناء شراكة حقيقية لانهاء الانقسام

الرجوب والمصالحة الفلسطينية

رام الله الإخباري

قال جبريل الرجوب، أمين سر اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، إن انهاء الانقسام الفلسطيني وتحقيق الوحدة الوطنية فلسطينية، بحاجة إلى خارطة طريق لبناء شراكة وطنية. 

وأضاف "الرجوب" في حوار مع وكالة الاناضول التركية  في مكتبه بمدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، إن اجتماع الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة أمس الثلاثاء، خطوة رمزية يجب أن تتحول إلى "خطوة ثابتة باتجاه بناء شراكة وطنية فلسطينية حقيقية". 

وأكد أن حركته ذاهبة نحو "بناء شراكة حقيقة لإنهاء الانقسام". لكنه قال إن تحقيق هذا الأمر، يحتاج إلى "خارطة طريق واضحة لتحديد المشكلة والتوافق على حلها وبناء أسس الشراكة". وبين أن خارطة الطريق يجب أن تقوم على ثلاثة أسس، أولها الجانب السياسي، من خلال الاتفاق على أهداف سياسية تتمثل بالعمل على انهاء الاحتلال وقيام دولة فلسطينية ذات هوية وطنية لا دينية. 

ويرى "الرجوب" أن الأساس الثاني يتمثل في "الاتفاق على برنامج مقاومة موحد من شأنه أن يؤذي الاحتلال ويقبله العالم"، مبينا أن المقاومة الشعبية الفلسطينية تحظى بإجماع. وقال إن "المقاومة الشعبية التي من شأنها الزج بكل الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال، دون إراقة الدماء، وبدون زيادة معاناة شعبنا، ستتكلل بالنجاح". 

والعنصر الثالث-بحسب الرجوب- يتمثل في سيادة القانون وتوحيد السلاح والسلطة. وقال:" يجب أن يكون هناك سلاح شرعي واحد وشرطي واحد يمثل القانون". وبيّن أن هذه الخارطة "ستؤدي في نهاية المطاف إلى عقد انتخابات عامة رئاسية وتشريعية برلمانية". 

وقال:" نحن في حركة فتح، ليس لدينا مشكلة في الذهاب للانتخابات، عدونا واحد هو الاحتلال، وهو المستفيد من استمرار الانقسام، وعليه طالبنا الجهات المعنية في السلطة ومنظمة التحرير ببناء خارطة طريق وفق ما سبق، ونحن شركاء في ذلك وملتزمين بها". وعبر "الرجوب" عن تفاؤله في إتمام المصالحة الفلسطينية. وقال:" تفاؤلنا عال جدا، ونشعر أن هناك فرصة حقيقة". 

وتابع:" ماذا استفاد إخواننا في حركة حماس طوال سنوات الانقسام؟ نعتقد أن هناك مراجعة عامة لما جرى، ونحن منذ اليوم الاول قلنا إن الوحدة هدفنا والحوار الطريق لذلك". وقال:" حركة حماس اليوم تقول إنها حركة تحرر وطني، ونرى أن لديهم حديث واقعي وسياسي، وهذا يدفعنا للتفاؤل". 

وأوضح إن اللجنة المركزية لحركة فتح، والمجلس الثوري، سيبدؤون اجتماعات مكثفة منذ يوم الأربعاء القادم، لتقيم التطورات والاستماع لتقارير الحكومة الفلسطينية، حتى يوم السبت لاتخاذ قرارات "ايجابية". وقال:" هناك اتفاق على اجتماع بين حركتي فتح وحماس الاسبوع القادم في القاهرة، وسندرس كافة التقارير التي ستزودنا بها الحكومة وقيادات فتح في غزة، ورجال الأمن ومن ثم سنذهب". 

ورحب "الرجوب بالدور المصري في المصالحة"، مشيرا إلى أن مصر هي العامل الأساسي في انجازها. وعن إمكانية زيارة للرئيس الفلسطيني محمود عباس لغزة، قال:" الرئيس ذات مرة قال غدا مستعد أن أكون في غزة، وحلمه هو تحقيق دولة فلسطينية كاملة على الحدود المحتلة عام 1967 والقدس الشرقية عاصمة، وغزة جزء لا يتجزأ منها، ذلك لن يتحقق الا بالوحدة الوطنية". 

وأضاف:" حماس جزء من النسيج الوطني الفلسطيني، ونحن في حركة فتح لا نأخذ تعليمات من أحد لا عرب ولا غيرهم، ومن واجبنا اقناع حماس بتطوير موقفها، وقد بدأت في ذلك من أجل الاقرار بالشرعية الدولية وبالقرارات الدولية، الكل يعلم أهمية العامل الدولي".

وعقدت حكومة التوافق الفلسطينية أمس الثلاثاء، اجتماعها الأسبوعي في قطاع غزة، لأول مرة منذ تشكيلها منتصف عام 2014، وسط آمال بنجاح جهود المصالحة التي ترعاها مصر. ومن المقرر أن يجتمع قادة حركتي فتح وحماس في القاهرة الثلاثاء المقبل، لمناقشة سبل تطبيق اتفاقيات المصالحة التي توصلت لها الحركتان في الأعوام الماضية. 

**عملية السلام مجمدة

وعن عملية السلام مع إسرائيل، قال الرجوب، إنها مجمدة، بقرار من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وقال:" السلام مصلحة للجميع وللاستقرار العام، ونحن الشعب الفلسطيني ما لنا غير هذه البلد ولن نغادرها". 

وأضاف:" هناك جهد دولي واجماع أن مفتاح الاستقرار الاقليمي مرتبط بإنهاء معاناة الفلسطينيين، نحن ننتظر خطوة أمريكية للدفع بالعملية قدما، هناك مبعوث أمريكي في المنطقة نأمل له النجاح". 

وبيّن أن القيادة الفلسطينية ترى أن تحقيق الدولة الفلسطينية يأتي من "خلال المفاوضات والمقاومة الشعبية، ونحن نمد يدنا للسلام، والمطلوب من العالم مساندتنا في ذلك لإنهاء آخر احتلال في العالم".وتوقفت آخر جولة من المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية في إبريل/نيسان 2014، إثر رفض إسرائيل وقف الاستيطان والإفراج عن معتقلين قدامى.

الاناضول