فقراء غزة يبيعون لحوم الاضاحي المقدمة لهم بعشرين شيقل

لحوم الاضاحي في غزة

رام الله الإخباري

لم يتردد بعض أهالي قطاع غزة بتصريف لحمة الأضحية التي حصلوا عليها أيام عيد الأضحى المُبارك بأقصى سرعة، نتيجة انخفاض كمية الكهرباء التي إلى تصل بيوتهم وهي 4 ساعات وصل، مقابل 12 قطع بأحسن الأحوال، الأمر الذي دفعهم لاستعمال اللحوم أو بيعها قبل أن تُصبح غير صالحة للاستخدام الآدمي.

فقد قام العديد من أرباب الأسر ببيع كميات اللحمة التي حصلوا عليها من المُضحين، إما للناس أو للجزارين أو أصحاب محلات اللحوم مقابل 20 شيقلاً للكيلو، أي أقل من نصف سعرها الطبيعي، بسبب الفقر وقلة الكهرباء أيضاً.

وبحسب دائرة الإنتاج الحيواني بوزارة الزراعة في غزة، فإن نحو 4000- 5000 رأس عجل لم تُبع خلال عيد الأضحى المُبارك، بسبب الوضع الاقتصادي السيئ، وأزمة الكهرباء الخانقة التي يُعاني منها أهالي القطاع، حيث كان هناك تراجع ملحوظ في شراء العجول خلال أيام عيد الأضحى، مقارنة بالإقبال الشديد على شراء الخراف، فقد تراجعت نسبة شراء العجول عن العام الماضي بنسبة 30-40%.

وتؤكد المواطنة أم إبراهيم، أنها أُجبرت على بيع 2 كيلو لحمة حصلت عليها من عدة مواطنين خلال أيام عيد الأضحى مقابل 40 شيقلاً، وأبقت فقط نصف كيلو تستخدمه في منزلها، لأنها بحاجة شديدة للأموال، لكي تستطيع شراء بعض مستلزمات واحتياجات أسرتها.

وتوضح أم إبراهيم، أن وضعها المعيشي السيئ وأزمة الكهرباء الخانقة دفعتها لبيع لحمة العيد، لأنها كانت تخشى بالحد الأدنى، أن تتلف داخل ثلاجة منزلها، وهي بحاجة شديدة لها، لذلك قامت ببيعها وشراء بدائل أخرى يحتاجها منزلها.

وأشارت إلى أنها قامت ببيع الكيلو بأقل من نصف سعره الحقيقي، لأن بيوت مواطني قطاع غزة امتلأت باللحوم بسبب عيد الأضحى، ولا أحد يشتريها بسعرها الحقيقي.

من جهته، يقول أبو فادي إسماعيل، إن أحد الأشخاص عرض عليه شراء 3 كيلوات لحمة بـ 80 شيقلاً، لكنه رفض الشراء بذلك السعر، وأخذ يفاصله حتى قبل البائع أن يبيع بـ 65 شيقلاً، فقام بشرائها على الفور.ويوضح إسماعيل، أنه استثمر تلك الفرصة وقام بشراء اللحمة لأنه لم يحصل سوى على نصف كيلو من لحوم الأضاحي.

ويضيف: "جاءني شخص يريد أن يبيع 3 كيلوات من اللحوم وطلب مني 80 شيقلاً، ولكن بنهاية المطاف باعهم لي بـ 65 شيلاً، سأغتنم الفرصة وأعزم بناتي وأزواجهن على حفلة شواء داخل منزلنا".

بدوره، يؤكد صاحب أحد محلات بيع اللحوم في غزة، (غ- د)، أنه قام بشراء نحو 8 كيلوات من لحوم الأضاحي من المواطنين بمبالغ متفاوتة منهم من باعه بـ 20 شيقلاً وبـ 22 شيقلاً، وكانت الإفادة له كبيرة، حيث قام بفرمها وتجهيزها للشواء، وقام ببيع الكيلو الواحد مقابل 50 شيقلاً لمواطنين آخرين.

ويشير إلى أن معظم المواطنين يتصرفون باللحوم بأقصى سرعة خشية تلفها، بسبب قلة ساعات وصل الكهرباء على منازل مواطني قطاع غزة، وأن البعض يقوم ببيعها بسبب وضعه المادي المتردي.ويوضح، أن قلة من المواطنين أقبلوا على شراء اللحوم من محله وشوائها، بسبب عدم حصولهم على لحوم أضحية من الأقارب أو الجيران، لذلك استفاد مادياً من بيع المواطنين له بعض لحوم الأضاحي بسعر منخفض.

ويُعاني قطاع غزة من عدة أزمات خانقة، أبرزها أزمة الكهرباء التي شلت كافة القطاعات الصناعية والزراعية، إضافة إلى أنها فاقمت من معاناة أهالي قطاع غزة، وأجبرتهم على إفراغ ثلاجاتهم من اللحوم والخضراوات، وشرائها بكميات تكفي للاحتياجات اليومية فقط.

 

دنيا الوطن