حملات شعبية لإعادة بناء منازل منفذي العمليات هدمها الاحتلال

اعادة بناء منازل شهداء دير ابو مشعل

مع عودة قوات الاحتلال إلى سياسة هدم منازل الشبان الفلسطينيين الذين نفذوا عمليات فدائية ضد أهداف إسرائيلية في الضفة الغربية، عادت إلى الواجهة حملات شعبية وأهلية لبناء هذه المنازل، في مشهد يشير إلى تماسك المجتمع الفلسطيني.

ففي الأسبوع المنصرم، هدمت قوات الاحتلال منازل خمسة فلسطينيين نفذوا عمليات أدت إلى مقتل إسرائيليين، وذلك ضمن سياسة العقاب الجماعي التي ينتهجها الاحتلال منذ عقود ضد الشعب الفلسطيني.ففي بلدة سلواد الواقعة شرق رام الله، هدمت جرافات الاحتلال منزل الأسير مالك حامد منفذ عملية الدعس في 6 أبريل/نيسان الماضي قرب مستوطنة "عوفرا"، والتي أدت إلى مقتل جندي إسرائيلي.

كما هدمت قوات الاحتلال أيضا ببلدة دير أبو مشعل غرب رام الله منازل الشهداء: أسامة أحمد عطا (19 عاما)، وبراء إبراهيم صالح عطا (18 عاما)، وعادل حسن أحمد عنكوش (18 عاما)، الذين استشهدوا عقب تنفيذهم عملية إطلاق نار وطعن بالقدس أدت إلى مقتل مجندة إسرائيلية.

وكانت قرية كوبر على موعد جديد يوم الأربعاء الماضي مع إجراءات الاحتلال العقابية بحقها والمستمرة منذ لحظة تنفيذ الأسير عمر العبد عملية طعن في مستوطنة "حلميش" غرب رام الله قبل نحو شهر، حيث لم تكتف قوات الاحتلال باعتقال كافة أفراد أسرته باستثناء شقيقه المريض، بل عمدت إلى هدم منزله وحولته إلى ركام.

إعادة البناء

وما إن هدمت قوات الاحتلال منازل الشبان ببلدة دير أبو مشعل، حتى بدأت لجان مختصة شكلها الأهالي بجمع التبرعات لإعادة بناء هذه المنازل.ومنذ اللحظة الأولى لهدم منزل الأسير عمر العبد ببلدة كوبر، تبرع أحد أبناء البلدة بقطعة أرض للعائلة لبناء منزل جديد، وشكل الأهالي لجنة لجمع الأموال اللازمة لبناء المنزل.

وما شهدته كوبر شهدته أيضا بلدتا سلواد ودير أبو مشعل، إذ قرر الأهالي منذ اللحظة الأولى لهدم منازل الشبان مباشرة جمع التبرعات لإعادة بنائها، وهو ما اعتبر إشارة إلى قوة الروابط التي تجمع المجتمع الفلسطيني، خاصة إذا تعلق الأمر بإجراءات الاحتلال التعسفية تجاه عائلات المنفذين 

تاريخ تكافل

ولا تعد حملات إعادة بناء منازل منفذي العمليات التي هدمتها إسرائيل بالأمر المستجد على الشارع الفلسطيني، فمنذ انطلاق أحداث انتفاضة القدس في الأول من أكتوبر/تشرين الأول 2015، أطلقت العديد من الحملات والمبادرات التي ساندت عائلات الشهداء والأسرى.

وبرزت تلك الحملات حين أطلقت مجموعة من النشطاء الفلسطينيين حملة جمع تبرعات لإعادة بناء منزل عائلة الشهيد مهند الحلبي الذي هدمه الاحتلال في قرية سردا شمال رام الله قبل نحو عامين.

وفي حملة أخرى أطلق عليها حملة "البسطاء"، عقب هدم الاحتلال منزل الشهيد إبراهيم عكاري من مخيم شعفاط بقضاء القدس، سارع شباب المخيم إلى إزالة الحطام، وأمنوا عائلة الشهيد في منزل جديد، ليبدؤوا حملة جمع تبرعات لإعادة بناء ما هدمه الاحتلال.

وجابت سيارة صغيرة زقاق المخيم، وخلال ست ساعات تم جمع ما يقارب مئة ألف شيكل (26 ألف دولار)، بالإضافة إلى تبرع العديد من النساء بحليهن الذهبية، كما تبرع آخرون بأدوات البناء وأثاث المنزل قبل أن يُبنى.

وفي محافظة نابلس لم يختلف الأمر كثيرا، ففي أقل من أسبوع جمع مبلغ مليون شيكل (250 ألف دولار) لإعادة بناء منازل منفذي عملية "إيتمار" التي أشعلت انتفاضة القدس قبل نحو عامين، في مشهد يجسد التلاحم المجتمعي الفلسطيني في وجه الاحتلال.