ناجون فلسطينيون من عملية برشلونة يستذكرون مشاهد الرعب

ناجون فلسطينيون من عملية برشلونة يستذكرون مشاهد الرعب

رام الله الإخباري

لا تزال أجواء الصدمة والتأثر تخيم على كل من فارس ونادين قداح وشقيقها عماد بشر من قرية مجد الكروم، بعد نجاتهم بأعجوبة من العملية الإرهابية التي وقعت في مدينة برشلونة مساء الخميس الماضي، حيث تواجدوا في شارع "رامبلاس" الشهير، وكانوا من بين الناجين، بسبب يقظتهم.

ووصل الثلاثة، ليلة أمس الماضية، إلى مجد الكروم حيث كان في استقبالهم أفراد عائلاتهم والعشرات من أهالي مجد الكروم للاطمئنان عليهم بعدما عاشوا أوقاتا عصيبة منذ سماع نبأ وقوع الهجوم.

وقال فارس قداح إنه "في اليوم الذي وقعت فيه العملية كنا نتواجد في سوق برشلونة، من ثم انتقلنا لشارع رامبلاس الذي يبعد عن السوق نحو 50 مترا".

وتابع "بعد دخولنا للشارع بدقائق، بدأت أسمع صراخ أولاد وأصوات حطام وما شابه، وما إن التفت للخلف حتى شاهدت المركبة التي كان يقوم سائقها بدهس الناس الذين تواجدوا في طريقه وكل ذلك عن بعد 150 متر من مكان تواجدنا وهو قادم باتجاهنا".

ويستذكر قداح لحظات الرعب قائلًا "على الفور قمت بالقفز وإنقاذ زوجتي التي كانت تتواجد في منتصف الشارع، من بعدها قام سائق المركبة بإكمال طريقه نحو كشك لبيع الورود والذي كان يتواجد فيه نحو 50 شخصا، ومما رأيته فقد لقي 10 منهم مصرعهم نتيجة تعرضهم للدهس، وكان المشهد مقشعرًا للأبدان، وكان من المريع رؤية الجثث والمصابين على الشارع".

وأشار إلى أنه "فور ذلك قمنا بالبحث عن مكان للاختباء فيه وحاولنا تقديم المساعدة للمصابين، إلا أن الشرطة الإسبانية منعتنا وقامت بإدخالنا لمطعم حيث احتجزنا بداخله نحو 4 ساعات كانت بمثابة فيلم رعب بالنسبة لنا".

وأكد أنه "في الوقت الذي شاهدنا فيه المركبة، كنا في طريقنا نحو الكشك الذي استهدفته، وبفضل الله ولطفه خرجنا سالمين من هذه العملية، ومن هنا نتمنى بألا تتكرر مثل الأحداث وألا يتذوق أحد من هذا الكأس، نحن، وخصوصًا زوجتي، لا زلنا نعيش حالة من الصدمة مما رأت أعيننا ومن الصعب أن ننساها في غضون أيام".

وأوضح أن "ردة فعل قوات الأمن هناك لم ترتق لمستوى الحدث، كنت أتوقع أن تكون ردة فعل سريعة من أجل القبض على مرتكب العملية، ومن ناحية أخرى فإن طواقم الإسعاف وصلت لنقل المصابين الذين تواجدوا داخل المطعم بعد ساعتين من وقوع العملية".

وأردف أنه "ومع الأيام القادمة سنتناسى ما حدث وعلى الصعيد الشخصي لن أتردد في السفر مرة أخرى إلى خارج البلاد بسبب ما حدث في برشلونة".

وختم قداح بالقول إنني "من هنا أشكر رب العالمين من ثم كل من تواصل معنا سواء إن كان هاتفيا أو من خلال الوسائل المختلفة من أجل الاطمئنان علينا سواء إن كان من القرية أو خارجها".

واستذكر عماد بشر ما رأت عيناه، إنه "ومع دخولنا للشارع الذي وقعت فيه العملية بدأنا سماع صراخ أناس ورأينا العديدين يهربون من المكان، وما إن رأيت المركبة الضالعة في الحادثة وهي تسير في الشارع غير المعد لحركة السير اعتقدت للوهلة الأولى أن السائق فقد السيطرة عليها نتيجة خلل في الفرامل ولم أتوقع بأن الحديث يدور عن عملية إرهابية".

وأكمل أنه "على الفور أدرك زوج شقيقتي، فارس، ما يحصل، وعلم بأن الحديث يدور عن عملية إرهابية، وقام بإبعاد شقيقتي من منتصف الشارع حيث كانت المركبة قادمة باتجاهها، بينما قمت أنا بالعودة إلى الوراء وحماية نفسي وبدأت أفكر في مصير الآلاف الذين تواجدوا في نفس الشارع".

وأضاف "فور وقوع العملية كان لدي فضول لمعرفة ما حل بالأشخاص الذين قامت المركبة بدهسهم، إذ رأيت مناظر مخيفة من جثث وجرحى، عندها أيقنت بأنه علي الحفاظ على من كان برفقتي والابتعاد من المكان حتى نحمي أنفسنا، ثم أدخلونا لمطعم بقينا بداخله عدة ساعات حتى أطلقوا سراحنا بعدها وقاموا بتوجيهنا للسير بالتجاه الأخر لمكان وقوع العملية، ولحسن حظنا كان الفندق الذي نقيم فيه بعيدا عن المكان مدة ساعتين، وبفضل الله خرجنا سالمين وكانت لنا لحظة من العمر التي لا أتمناها حتى لأعدائي".

وتابع أنه "في ذلك اليوم شعرنا بالرعب، فمن الصعب رؤية سيارة تقوم بدهس أناس في شارع معد للتنزه، ولهذا السبب أصبح الخوف ينتابني من الأماكن التي تغص بالزوار، كما أنه على الصعيد الشخصي بات من الصعب علي أن أسافر خارج البلاد مرة أخرى، خصوصًا في هذه الفترة".

وختم بشر بالقول إنني "تلقيت كم هائل من الاتصالات والرسائل من العائلة والأصدقاء وحتى من أشخاص لا أعرفهم بهدف الاطمئنان علينا مما جرى، ومن هنا أتوجه بالشكر لكل من تواصل معنا واطمئن علينا".

 

عرب 48