حقائق عن جزيرة غوام الأمريكية التي تهدد كوريا الشمالية بضربها

حقائق عن جزيرة غوام الأمريكية التي تهدد كوريا الشمالية بضربها

رام الله الإخباري

هددت كوريا الشمالية مرارا بضرب الولايات المتحدة الأمريكية بصواريخ عابرة للقارات تستهدف من خلالها أقرب نقطة تقع في مرمى صواريخها، وهي جزيرة غوام التي تعد أقرب الأراضي الأمريكية لبيونغ يانغ.

وعلى الرغم من العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة بحق كوريا الشمالية، إلا أن الأخيرة نفذت تجربتين نوويتين العام الماضي، واختبارين لصواريخ باليستية عابرة للقارات في يوليو/ تموز الماضي.

وسعى وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، إلى طمأنة الأمريكيين بأن كوريا الشمالية لا تمثل خطرا وشيكا.

وقال تيلرسون، الذي توقف في جزيرة غوام لتزويد طائرته بالوقود بعد رحلة إلى جنوب شرق آسيا، أنه يأمل أن تؤدي  الضغوط الدولية، التي تشارك فيها روسيا والصين، إلى حوار جديد تنتهي بموجبه الأزمة.

موقعها وسكانها

تقع جزيرة غوام البركانية في القسم الغربي من المحيط الهادئ بين الفلبين وهاواي، على بعد نحو 3500 كلم من كوريا الشمالية، وتبلغ مساحتها نحو 541 كيلومترا مربعا، ويعيش فيها ما يزيد عن مئة وستين ألف أمريكي.

يعتبر الأشخاص الذين يولدون في الجزيرة مواطنون أمريكيون، ولهم حاكم منتخب ومجلس نواب، لكن ليس لهم الحق في التصويت لانتخاب الرئيس الأمريكي.

السكان الأصليون للجزيرة من عرقية "الشامورو" الذين دمرت ثقافتهم خلال 400 سنة من الاستعمار الإسباني، إلى الولايات المتحدة، إلى اليابان ومن ثم عادت أخيرا إلى الولايات المتحدة، ويدين نحو خمسة وثمانين في المائة من سكانها بالمسيحية (كاثوليك).

استمر الاحتلال الياباني لغوام لمدة ثلاث سنوات، بدءا من عام 1941، ثم استعادت الولايات المتحدة غوام في عام 1944، وتحتل قواعدها العسكرية الآن ما يقرب من ثلث الجزيرة الصغيرة.

أهميتها الاستراتيجية

كانت الجزيرة قاعدة عسكرية أمريكية رئيسية خلال الحرب العالمية الثانية، ولا تزال نقطة انطلاق حيوية للعمليات الأمريكية، وتوفر إمكانية الوصول إلى بؤر توتر محتملة، مثل بحر الصين الجنوبي والكوريتين والمضايق التايوانية.

واكتسبت غوام أهمية كبيرة في المحيط الهادئ خلال حرب فيتنام، إذ كانت قاعدة للمقاتلات من طراز B-52 التي نفذت مهمات في جنوب شرق آسيا، فضلا عن استخدامها كنقطة عبور لإجلاء اللاجئين الفيتناميين.

وتعتبر الجزيرة موقعا استراتيجيا للقوات الأمريكية التي تنشر فيها نحو 6000 جندي في قاعدتين جوية وبحرية تشكلان نحو ثلث مساحة الجزيرة، وتؤوي منشآت أمريكية استراتيجية من قاذفات ثقيلة بعيدة المدى ومقاتلات وغواصات، تشارك بانتظام في تدريبات ومناورات في شبه الجزيرة الكورية والمناطق المجاورة لها، وهو ما يثير غضب بيونغ يانغ.

تضم غوام قاعدة أندرسن الجوية التي بنيت عام 1944 عندما كانت الولايات المتحدة تستعد لإرسال قاذفات إلى اليابان خلال الحرب العالمية الثانية.

وتضم القاعدة سربا لمروحيات تابعة للبحرية وقاذفات للقوات الجوية، فضلا عن مدرجين ومخزن كبير للوقود والذخائر.

وتحتضن الجزيرة أيضا قاعدة غوام البحرية التي يعود تاريخ بنائها إلى عام 1898.

وتضم القاعدة ميناء لأربع غواصات هجومية تعمل بالطاقة النووية وسفينتين لدعم الغواصات وتزويدها بالإمدادات.

وتضم غوام أيضا درعا متطورة مضادة للصواريخ، هي منظومة "ثاد" القادرة على تدمير الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى والصواريخ في مرحلة تحليقها النهائية.

وتعتمد الجزيرة اقتصاديا بشكل رئيسي على الإنفاق العسكري الأميركي الذي يشكل ثلث اقتصاد غوام، لكن للسياحة دور مهم أيضا في اقتصادها إذ تؤمن ثلث فرص العمل فيها.

واجتذبت شواطئها ومجمعاتها الفندقية ومتاجرها أكثر من 1.5 مليون زائر في 2016 معظمهم من اليابانيين والكوريين الجنوبيين.

عربي 21