البغدادي مطارد: يخشى مرافقيه ويتنقل باستمرار

البغدادي

رام الله الإخباري

قال مسؤولون وخبراء إن زعيم تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، أبو بكر البغدادي، أوشك على فقد المركزين الرئيسيين لـ"دولة الخلافة" التي أعلنها، لكن على الرغم من هروبه فإن اعتقاله أو قتله قد يستغرق سنوات.وأصبح التنظيم الإرهابي على شفا الهزيمة في معقلي "داعش" وهما الموصل في العراق والرقة في سورية. ويقول مسؤولون إن البغدادي يبتعد عنهما ويختبئ في آلاف الكيلومترات المربعة من الصحراء بين المدينتين.

وقال مسؤول جهاز الأمن والمعلومات في إقليم كردستان بشمال العراق، لاهور طالباني، إنه "في النهاية سيكون مصيره إما القتل أو الاعتقال ولن يستطيع البقاء في الخفاء إلى الأبد. لكن مع ذلك، الأمر سيستغرق سنوات".ووفقا لهشام الهاشمي، وهو مستشار لعدد من الحكومات في الشرق الأوسط فيما يتعلق بشؤون "داعش"، فإن أحد الأمور التي تبعث القلق في نفس البغدادي هو ضمان ألا يخونه المحيطون به للحصول على مكافأة بقيمة 25 مليون دولار أعلنت عنها الولايات المتحدة نظير تقديمه "للعدالة".

وقال إن "أحد أهم همومه الآن أن يضمن ولاء مساعديه وأنهم لن يشوا به من أجل الحصول على المكافأة. ولا يمكن أن يبقى خليفة الآن بعدما فقد أرض التمكين، أي الأرض التي يمارس عليها سلطته، بشكل واضح. لقد أصبح بحكم الواقع هاربا وعدد أتباعه يتناقصون مع تقلص مساحة الأرض التي يسيطرون عليها".والبغدادي (46 عاما) عراقي اسمه الحقيقي إبراهيم السامرائي وانشق عن تنظيم القاعدة في 2013 أي بعد عامين من مقتل زعيم القاعدة، أسامة بن لادن. وتربى البغدادي في كنف أسرة متدينة ودرس الفقه الإسلامي في بغداد وانضم إلى السلفيين الجهاديين في 2003، أي في عام غزو العراق. وألقى الأميركيون القبض عليه ثم أطلقوا سراحه بعد نحو عام لأنهم اعتبروه آنذاك مدنيا وليس هدفا عسكريا.

وقال الهاشمي إن البغدادي خجول ومتحفظ ومكث في الآونة الأخيرة على الحدود العراقية السورية ذات الكثافة السكانية المنخفضة، إذ يسهل رصد الطائرات بدون طيار والغرباء.وقال فاضل أبو رغيف، وهو خبير في شؤون الجماعات المتطرفة يقيم في بغداد، إن المكافأة لقاء معلومات عن البغدادي "تخلق توترا وقلقا وتحد من عدد مرافقيه. هو لا يبقى في أي مكان أكثر من 72 ساعة". ورأى طالباني أن البغدادي "أصبح متوترا وحريصا للغاية في تحركاته. أصبحت دائرة الثقة الخاصة به أصغر".

ويعتقد مسؤولون أميركيون وعراقيون أن البغدادي خلف وراءه قادة لإدارة العمليات مع عناصر أشداء لخوص المعارك في الموصل والرقة وذلك حتى يركز على سلامته الشخصية.ولا يمكن تأكيد المكان الذي يوجد فيه البغدادي. ولا يستخدم البغدادي الهواتف، ولديه مجموعة محدودة من المراسيل للتواصل مع معاونيه الرئيسيين، وهما وزير دفاعه، إياد العبيدي، وعياد الجميلي المسؤول عن الأمن. ولم يتسن التأكد من تقرير بثه التلفزيون العراقي في أول نيسان/أبريل يفيد بمقتل الجميلي.

وقال الهاشمي إن البغدادي يتحرك بسيارات عادية أو شاحنات صغيرة من التي يستخدمها المزارعون بين مخابئه على جانبي الحدود العراقية السورية، يصاحبه سائق وحارسان شخصيان فقط.ويعرف رجال البغدادي المنطقة جيدا، إذ كانت بؤرة للعمليات التي نفذها مسلحون سنة ضد القوات الأميركية التي غزت العراق والذين استهدفوا فيما بعد الحكومات التي يقودها الشيعة.

وكان آخر تقرير رسمي بشأن البغدادي أصدره الجيش العراقي في 13 شباط/فبراير. وذكر التقرير أن طائرات إف-16 العراقية نفذت ضربة على منزل كان يعتقد أنه يجتمع فيه مع قادة آخرين في غرب العراق قرب الحدود السورية.وقال أبو رغيف إنه يتبقى لدى "داعش" إجمالا ثمانية آلاف مقاتل بينهم ألفان من الأجانب من دول عربية أخرى وأوروبا وروسيا وآسيا الوسطى. وأضاف "هم عددهم قليل نسبة لعشرات الآلاف المتجحفلة لمقاتلتهم في البلدين إلا أنهم ما زالوا قوة فاعلة لأنهم يستميتون في القتال ويختبئون خلف المدنيين ويستعملون المفخخات والألغام والمتفجرات بكثافة".

ولدى الحكومة الأمريكية قوة عمل مشتركة لتعقب البغدادي وتشمل قوات من العمليات الخاصة وعناصر من وكالة المخابرات المركزية (سي.آي.إيه) ووكالات المخابرات الأميركية الأخرى وكذلك الأقمار الصناعية الخاصة بالتجسس التابعة لوكالة المخابرات الجغرافية الوطنية.وقال طالباني إن الأمر سيتطلب أكثر من ذلك للقضاء على نفوذه. وأضاف أنه "لا يزال يعتبر زعيم تنظيم الدولة الإسلامية وكثيرون يواصلون القتال من أجله وهذا لم يتغير بشكل جذري". وتابع أنه إذا قتل أو أسر البغدادي "فسيستمر إرثه وإرث الدولة الإسلامية ما لم يتم التصدي للتطرف".

 

 

 
 

رويترز