ترامب سيزور بيت لحم وليس رام الله!

ترامب

رام الله الإخباري

أكد الناطق باسم حركة فتح، أسامة القواسمي، أن كل المعلومات المتوفرة عن زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، للأراضي الفلسطينية، هو أنه سيزور مدينة بيت لحم، في السادس والعشرين من الشهر الجاري.

وقال القواسمي في حديث مع موقع "دنيا الوطن" المحلي: "بالنسبة لنا مدينة بيت لحم، جزء غال وعزيز من الوطن، فلا فرق بينها وبين مدينة رام الله، وكلاهما من الأرض الفلسطينية".

لكن ترامب اختار بيت لحم لزيارتها، ولم يعلن عن زيارته لرام الله، التي تُمثل مركز القيادة الفلسطينية، من خلال وجود مبنى المقاطعة، ومقار السلطة والحكومة إضافة لمؤسسات منظمة التحرير، وأيضًا مركز القرار الفتحاوي يصدر من هذه المدينة التي احتفظت بالقرار السيادي الفلسطيني طوال فترة قيام السلطة، لكن هل لدى ترامب خطط غير معروفة، لا سيما وأنه لم يعلن عن زيارة فلسطين، وانما زيارته كانت لإسرائيل وفق بيان البيت الأبيض، وهل بالفعل ترامب متخوف من ردة الفعل الإسرائيلية، التي ستحتسب أن زيارته لرام الله تمثل اعترافًا ضمنيًا بالدولة الفلسطينية المستقبلية؟.

الكاتب والمحلل السياسي، إبراهيم أبراش، أكد أنه يفترض على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن يزور مقر المقاطعة برام الله، لكن يبدو أن الموقف الأمريكي ما زال لم ينضج ولم يصل إلى مرحلة التصالح مع الموقف الفلسطيني.

وأضاف أبراش: "أمريكا لم تصل للتأييد الكامل للموقف الفلسطيني، بالرغم من زيارة أبو مازن للبيت الأبيض، مبينًا أن عدم زيارة ترامب لمناطق سيطرة السلطة برام الله التي يتواجد بها مؤسسات الدولة ومقر الحكومة، هذا يعني بأنه متحفظ تجاه الموقف الفلسطيني".

وأوضح أن زيارة ترامب لبيت لحم، يريد أن يضفي عليها طابعًا دينيًا أكثر من الشكل السياسي، وهكذا يخرج من الحرج الذي قد ينتج عن زيارته لرام الله.

ولفت أبراش إلى أن السلطة الفلسطينية، لا تستطيع الضغط على ترامب، من أجل إقناعه لزيارة رام الله، أو الطلب منه زيارة المقاطعة وليس بيت لحم، لا سيما وأن مواقفه قبل وصوله للبيت الأبيض شيء والأن تغير الكثير منها، فهذه المواقف لا تمر عليها السلطة الفلسطينية مرور الكرام، حتى وإن كان رئيس ألمانيا الاتحادية، قد زار رام الله قبل أيام، فهذا الأمر لا يمكن أن ينطبق على ترامب.

أما الكاتب والمحلل السياسي، ناجي شراب، فقال: "إن ما تمثله رام الله من ثقل سياسي، ومركزية للسلطة الفلسطينية، لا يريد ترامب أن يسجل موقفًا سياسيًا ضده، لذلك لو جاء لرام الله ستصبح الزيارة رسمية إلى فلسطين أو بالأحرى سيكون قد اعترف بدولة فلسطين".

وأضاف شراب: "زيارة ترامب لبيت لحم تمثل رمزية دينية، ويمكن القول إنها شكل من أشكال الخروج من المأزق السياسي، الذي قد يحدث لو زار رام الله"، مستدركًا: "فلسطين بالأساس ليست مُدرجة ضمن جولة ترامب، وانما أُعلن عن زيارته لإسرائيل والسعودية، ولم يتم ذكر فلسطين إطلاقًا".

ولفت إلى أنه رغم ذلك، فان الرئيس عباس سيستقبله في بيت لحم مع العديد من رجالات الدين، وهذا أيضًا يغضب إسرائيل، فهي ليست فقط قلقة من زيارة ترامب لبيت لحم، وانما قلقة من الزيارة ككل، فلقائه بالرئيس أبو مازن وما قد ينتج عن هذا اللقاء ليس محل ترحيب لدى الحكومة الإسرائيلية.

وتابع: "لا بد لنا ألا ننسى بأن بيت لحم يوجد فيها مقر للرئاسة، ورغم عدم زيارة الرئيس الأمريكي، لرام الله فبذلك توصل السلطة الفلسطينية رسالة أن بيت لحم أرض فلسطينية خالصة مثلها مثل رام الله وكل القرى والمدن".

دنيا الوطن