ايران تهدد بضرب مواقع وقواعد في باكستان

تهديدات ايرانية لباكستان

حذرت إيران  يوم امس  الاثنين من أنها ستضرب قواعد من وصفتهم بالإرهابيين إذا لم تتصد باكستان لهم، بينما طالبت إسلام آباد طهران بإطلاعها على أماكن وجود هؤلاء كي تتخذ الإجراءات المناسبة ضدهم.

جاء ذلك بعد أيام من هجوم شنته جماعة تطلق على نفسها اسم "جيش العدل" أسفر عن مقتل عدد من عناصر حرس الحدود الإيراني.وقال رئيس هيئة الأركان الإيرانية محمد باقري إن المناطق الحدودية لباكستان مع إيران تحولت إلى ملاذ ومعقل لتدريب وتجهيز من سماهم الإرهابيين.وأضاف أنه إذا واصلت الجماعات المسلحة عملياتها ضد إيران فإن قواتها المسلحة ستستهدف معاقل الإرهابيين في أي مكان، بحسب تعبيره.ودعا باقري السلطات الباكستانية إلى تحمل مسؤولياتها والعمل على مراقبة الحدود واعتقال من وصفهم بالإرهابيين وتسليمهم للسلطات الإيرانية وإغلاق مقارهم.

وردا على هذه التهديدات طالب سرتاج عزيز مستشار رئيس وزراء باكستان للشؤون الخارجية إيران بإطلاع إسلام آباد على أماكن تواجد أي جماعات إرهابية كي تقوم باتخاذ الإجراء المناسب ضدها.وتنفي باكستان باستمرار وجود ما يسمى جيش العدل على أراضيها أو اتخاذ أراضيها منطلقا لعناصره.ونقلت قناة الجزيرة القطرية عن مدير مكتبها  في طهران عبد القادر فايز إن التهديد الإيراني يتوجه بالتحديد لما يسمى جيش العدل الذي تصنفه إيران جماعة إرهابية.وعبر فايز عن اعتقاده بأن جيش العدل هو التسمية الجديدة لجماعة جند الله السابقة التي كان الأمن الإيراني قد ألقى القبض على زعيمها قبل أعوام.وأوضح فايز أن إيران تريد من خلال تعاطيها مع هذه القضية بعث رسالتين، الأولى موجهة إلى جيش العدل تحديدا، والثانية للحكومة الباكستانية بضرورة عدم التراخي مع هذه الجماعة.

لجنة مشتركة

وأفاد فايز بأن وزارة الداخلية الإيرانية طالبت بضرورة تشكيل لجنة مشتركة بين باكستان وإيران لمعالجة هذا الملف الحساس.وقال إن إيران تعول في هذه المرحلة على الدبلوماسية لحل هذا الملف، لكنها مضطرة لرفع السقف بكلام عسكري موجه تحديدا إلى جيش العدل.وأشار أيضا إلى أن ملف الحدود بين البلدين كان موضوع زيارات مكوكية خلال السنوات الماضية توجت بتوقيع اتفاقات أمنية، في حين تقول طهران إن إسلام آباد لا تلتزم بهذه الاتفاقيات.

من جهته، قال مدير مكتب الجزيرة في إسلام آباد أحمد بركات إن باكستان تنفي بشكل تام وجود جيش العدل على أراضيها، وتشير إلى أن العملية الأخيرة نفذت من داخل الأراضي الإيرانية ومن قبل جماعة تتخذ من إيران مقرا لها.وأضاف بركات أن وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف قام الأسبوع الماضي بزيارة إلى باكستان تم خلالها الاتفاق على زيادة عدد القوات الباكستانية على الحدود بين البلدين، وتشكيل لجنة مشتركة لمراقبة هذه الحدود.

وذكر بركات أن إيران ربما تريد الضغط سياسيا على باكستان من خلال هذا التهديد العسكري كي تدفع إسلام آباد إلى القيام بما تم الاتفاق عليه من إجراءات.يشار إلى أن عشرة من ضباط وجنود حرس الحدود الإيرانيين قتلوا في هجوم شنته جماعة تطلق على نفسها اسم جيش العدل، وذلك في 26 أبريل/نيسان الماضي، فضلا عن أسر جندي إيراني ما زال مصيره مجهولا.