المخدرات: سلاح إسرائيل القديم الجديد ضد الفلسطينيين

IMG_0464

رام الله الإخباري

باتت المخدرات على اختلاف أنواعها إحدى أكثر الأسلحة فتكًا بالمجتمع الفلسطيني، إذ ازداد الإقبال على تعاطيها بشكل ملحوظ، وضبطت قوات الأمن الفلسطينية العديد من الشحنات في البلدات الفلسطينية، إضافة إلى مساحات واسعة من الأراضي المزروعة بالمخدرات، وفي أحيان أخرى اكتشفت معامل داخل البيوت.

وباتت هذه الزيادة تقلق المجتمع الفلسطيني، إذ تشير المعطيات الرسمية إلى أن السلطات الفلسطينية ضبطت 65 كيلو غرامًا خلال عام 2014، مع العلم أنّها ضبطت في الربع الأول من عام 2017 اضعاف هذه الكمية، وقالت الشرطة الفلسطينية إن قيمة ما ضبطته خلال الأشهر الثلاثة الأولى هذا العام قد يصل إلى نحو 60 مليون شيكل.

وأشارت التقارير الرسمية إلى أن أعداد متعاطي المخدرات، قد تجاوزت الثمانين ألف فلسطيني، فيما تجاوز عدد المدمنين عشرين ألفًا آخرين، ربعهم من مدينة القدس المحتلة، ما يؤكد مدى استهدافها من الاحتلال الاسرائيلي ومؤسساته الأمنية، وخصوصا أن أغلبيتهم من الفئة العمرية القادرة على البناء والتنمية والمقاومة.

وذكرت القناة الإسرائيلية الثانية وصحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن المستوطنات الإسرائيلية باتت مرتعا لتجار وعصابات المخدرات، لانعدام الرقابة وتطبيق القانون فيها، وهذا ما يجعل لهذه المستوطنات الدور الأساسي والبارز في نشر المخدرات بالضفة الغربية، إذ يعمل آلاف الفلسطينيين في هذه المستوطنات، ومن السهل نقل المخدرات إلى بلدات الضفة الغربية عن طريقهم.

وبناء على ذلك، نرى أن أكبر نسبة من المخدرات التي ضبطتها السلطات الفلسطينية، كانت في محافظة الخليل، حيث تحيط المستوطنات الإسرائيلية بالقرى والبلدات الفلسطينية، وأشارت تقارير إلى أن الحواجز العسكرية ونقاط الحراسة المقامة على مداخل هذه المستوطنات تعتبر إحدى أماكن لقاء المروجين الإسرائيليين و"الزبائن الفلسطينيين".

وذكرت التقارير أن عصابات المخدرات الإسرائيلية، انتدبت فلسطينيين للعمل على إنتاج المخدرات وتوزيعها، ومنهم من حقق أرباحا طائلة، إذ قامت العصابات الإسرائيلية بتزويدهم بالطرق والآليات لإنتاج المخدرات، وتمكن هؤلاء من إنشاء معامل ومختبرات وتشكيل شبكات خاصة بهم تعمل في مختلف مدن الضفة الغربية.

وكشف الناطق بلسان الشرطة الفلسطينية، المقدم لؤي ارزيقات، معلومات مثيرة بعد القبض على عصابات نشطت في محافظة الخليل، حيث كانت العصابة الأولى تستخدم عمارة سكنية من عدة طوابق لزراعة الحشيش في دورا، (تبين أنها بنيت خصيصا لهذا الغرض على شكل فيلا ضخمة لغرض التمويه)، وبعد وصول معلومات أمنية حول نشاط مشبوه داخل البناية، تم رصدها لمدة من الوقت، حيث تمت ملاحظة أن نوافذها لا تفتح وحركة مريبة بداخلها، وبعد اقتحامها كانت المفاجئة بوجد معمل هو الأضخم الذي يتم اكتشافه في تاريخ الشرطة الفلسطينية. حيث ضم المعمل طوابق مختلفة، للزراعة والتصنيع والتوزيع.

وأوضح ارزيقات، أنه تم تجهيز المبنى بمعدات إلكترونية متطورة جدا لحفظ الحرارة والرطوبة والإضاءة، وتم تزويده بأتربة خاصة ومعدات تجفيف وأخرى للتغليف من أجل توزيعها في السوق الفلسطينية والإسرائيلية.

وبين أن المعمل كان متكاملا لإتمام عملية إنتاج المخدرات، بدءًا من زراعة البذور في تربة خاصة، مرورا بعملية القطاف بعد أن تنضج الأشتال، وصولا إلى طابق خاص للتجفيف ومن ثم إلى غرفة التغليف، لتنتقل بعد ذلك كي يتم توزيعها في السوقين الفلسطيني والإسرائيلي.

وأشار ارزيقات إلى أن المعمل المجهز بأحدث المعدات، تم فيه تدريب أصحاب المعمل على كيفية الزراعة من قبل شريك من منطقة بئر السبع، قَدم المعدات والتدريبات اللازمة وفق اعترافات أربعة أشخاص تم ضبطهم في المعمل، وادعوا في البداية أن العمارة تم تأجيرها لشخص من بئر السبع، وليس لهم علاقة، في محاولة منهم للتهرب من التهم الموجهة إليهم.

وتابع ارزيقات أن "التحقيقات والمتابعات قادت إلى اكتشاف معمل مماثل في بلدة بيت أمر، داخل عمارة مكونة من أربعة طوابق، خصص الطابق الأرضي منه لعملية الزراعة، وأقيم من قبل شخص من بئر السبع. إضافة إلى اكتشاف خزان مياه مموه، تم تجهيزه من أجل الزراعة في منطقة الرماضين جنوب الظاهرية، ومشتل آخر في منطقة سعير، وذلك بعد ورود معلومات من مواطنين بوجود تحركات مشبوهة في المكانين، وقد اعترف المتهمون بالمشتلين أنهم على علاقة مع أشخاص يقيمون بمنطقة بئر السبع".

وقال ارزيقات إن 'هناك عصابات كبيرة تحاول تنظيم عملية الزراعة والقطاف والتغليف والترويج، في المناطق الفلسطينية لأسباب متعلقة بسهولة الهروب إلى داخل إسرائيل في حال اكتشافهم، إضافة إلى أن تكاليف الإنتاج أقل في المناطق الفلسطينية، وبالتالي تحقيق أرباح أكبر'، مشيرا إلى أن هذه المجموعات 'أصبحت أكثر تنظيما وتمويها، من حيث استخدام أماكن غير مشتبه بها، مثل عمارة دورا التي كانت قريبة من المراكز الأمنية والتجمعات السكنية'.

ولفت إلى أن 'الأشخاص الذين تم القبض عليهم تبين أن لهم ارتباطات مع أشخاص إسرائيليين، خاصة من مناطق بئر السبع'. وبحسب ارزيقات، فإن قيمة المخدرات المكتشفة منذ بداية عام 2017 تقدر 60 مليون شيكل، وهو رقم كبير جدا.

عرب 48